ظهرت المانوية كأبرز عنصر في الموروث القديم، ينافس الغسلام ويهاجم دولته، وبكيفية خاصة في العصر العباسي الأول، عصر التدوين والبناء الثقافي العام. لقد روجت المانوية داخل المجتمع الإسلامي، لعقيدة تتعارض تماما مع الإسلام دينا ودولة.
لقد روجت لعقيدة تقول (...)
ظاهرة تداخل الأزمنة الثقافية والترحال الثقافي في حياتنا الفكرية الراهنة، تطرح مهمة مستعجلة، مهمة إعادة كتابة التاريخ العربي بصورة تعيد إليه تاريخيته، والحق أن التاريخ الثقافي العربي السائد الآن، هو مجرد اجترار وتكرار وعادة إنتاج بشكل رديء لنفس (...)
نشرت «الحياة» أمس حلقة أولى من محاضرة محمد عابد الجابري التي ألقاها في بغداد في حزيران (يونيو) 1990 ووزعت في كراس محدود الانتشار في حينه. هنا حلقة ثانية أخيرة.
واضح، ان فكراً يقدر الدين حقه، سواء على صعيد الحياة الروحية للأفراد ام على صعيد (...)
{ نشرت"الحياة"أمس حلقة أولى من محاضرة محمد عابد الجابري التي ألقاها في بغداد في حزيران يونيو 1990 ووزعت في كراس محدود الانتشار في حينه. هنا حلقة ثانية أخيرة.
واضح، ان فكراً يقدر الدين حقه، سواء على صعيد الحياة الروحية للأفراد ام على صعيد الحياة (...)
{ ترك محمد عابد الجابري إرثاً كبيراً مميزاً للمكتبة العربية من المحيط الى الخليج وفي سائر البلدان حيث وجدت جاليات عربية، مركزاً في شكل أساسي على نقد العقل العربي بأجزائه الأربعة:"تكوين العقل العربي"، و"بنية العقل العربي"، و"العقل السياسي العربي"، (...)
أعتقد أن القانون الذي يسري مفعوله في الكون، سواء الكون الطبيعي أو الكون البشري، ليس هو قانون "الاصطفاء الطبيعي"، بل هو قانون الفعل ورد الفعل. وإذا كان هناك اصطفاء ما فهو نتيجة الفعل ورد الفعل.
ومن هنا يكون الاصطفاء تارة بتأثير الفعل وتارة بتأثير رد (...)
أعتقد أن القانون الذي يسري مفعوله في الكون، سواء الكون الطبيعي أو الكون البشري، ليس هو قانون "الاصطفاء الطبيعي"، بل هو قانون الفعل ورد الفعل. وإذا كان هناك اصطفاء ما فهو نتيجة الفعل ورد الفعل.
ومن هنا يكون الاصطفاء تارة بتأثير الفعل وتارة بتأثير رد (...)
عندما يتعلق الامر بالثقافة، فاننا عادة ما نسمع جعجعة ولا نرى طحنا!! وفي ملحق ثقافة اليوم لجريدة الرياض، الصادر يوم الخميس 5/7/1421ه، العدد 11434 كتب د, معجب الزهراني مقالته نحو عقد ثقافي يحقق استقلالية المثقف وفاعلية الثقافة في المجتمع ، والتي اقل (...)
لقد أسهبنا في شرح مصطلحات ابن رشد وابن خلدون وآرائهما في الدولة. والدولة التي فكرا فيها واستلهما معطياتها، قبل غيرها، هي الدولة التي عاشا في كنفها، دولة القرون الوسطى في المغرب. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماذا بقي من هذه الدولة اليوم؟
بوسعنا أن (...)
لعل القارئ يتساءل: ماذا يعني كل هذا الكلام التراثي بالنسبة إلى حاضر المغرب اليوم؟ ما علاقة مفهوم "التركيب" كما وظفه ابن رشد وابن خلدون في فهم مجتمعهما ودولتهما بحال المجتمع والدولة الآن؟ وما أهمية التذكير هنا بالنزعة الحتمية الخلدونية والنزعة (...)
من خصائص الدولة التي تحدث عنها ابن رشد وسماها "دولة مركبة"، وهي دولة المغرب في عهده والدول العربية والإسلامية قبله وبعده، ان أموالها أموال بيوتات، وانها تعتمد في تحصيل هذه الأموال على التسلط على أموال العامة. هذا ما أبرزه ابن رشد. أما ابن خلدون (...)
لقد اهتم ابن خلدون بالفلسفة السياسية ولكنه لم يجد فيها بغيته كمؤرخ يبحث عن "معيار صحيح" ترجع إليه الأخبار عن الواقعات للتمييز فيها بين الصادق والكاذب، بين ما تقبله "طبائع العمران" وما لا تقبله، ولذلك قرر أن ينشئ هذا "المعيار" فابتكره ابتكاراً وسماه (...)
من أين يكون الانتقال الى الديموقراطية؟ سؤال غير مألوف في الفلسفة، ولا في فكر العصر الوسيط جملة، ولذلك كان لا بد من ترجمته الى لغة الفلسفة السياسية، القديمة والوسيطية، إذا نحن أردنا أن يفهمنا الفلاسفة والمفكرون "الوسطويون" العرب الذي نريد الاستنجاد (...)
ليست الشعارات والأسماء هي وحدها التي حل بعضها محل بعض، بل لقد حدث ذلك على مستوى الأسئلة والاشكاليات أيضاً. ومن الأسئلة الجديدة التي لا بد من طرحها أمام هذه التحولات السؤال الآتي:
هل يلغي شعار "الانتقال الى الديموقراطية" بديله السابق: "الانتقال الى (...)
يسود الساحة الفكرية، في معظم الأقطار التي كانت تصنف من قبل ك"عالم ثالث"، شعار يكاد يكون الشعار السياسي الوحيد الذي لا اعتراض عليه، شعار "التحول إلى الديموقراطية". وهو شعار يضمر شعاراً آخر: "الديموقراطية هي الحل".
ومع أن هذا الشعار ليس جديداً، فإن ما (...)
ثلاثة أجيال من النخب المتعاقبة على مسرح التاريخ العربي المعاصر، تخاف جميعاً السير مع العملية الديموقراطية الى نتائجها. هناك بطبيعة الحال فوارق واختلافات جزئية بين قطر عربي وآخر في هذا المجال، فوارق قد تطال الكم أو الكيف أو الزمن، ولكنها مع ذلك ليست (...)
ان الملاحظات التي سجلناها في المقال السابق ضرورية، في ما نعتقد، لفهم واقع المجتمع العربي ونوعية التطور الذي يفرز فيه ما يمكن ان نسميه "المجتمع المدني"، سواء كمفهوم او كواقع معيش. ولا يملك المرء الا ان يعبر عن الأسف من كون الدراسات التي تناولت (...)
رأينا كيف أن مفهوم "المجتمع المدني" قد ارتبط ظهوره بالتطور الذي شهده المجتمع الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وهو التطور الذي شمل ميادين التجارة والصناعة والعلم وبالتالي الاجتماع والسياسة. لقد انتصرت مدينة الأرض على مدينة السماء مدينة (...)
يمكن القول اجمالاً ان مفهوم "المجتمع المدني" ظهر - اول ما ظهر في الفكر الاوروبي الحديث - داخل نظريات العقد الاجتماعي. لقد اعتمدت هذه النظريات، كما رأينا في المقالات السابقة، على جملة من المفاهيم كانت تحتوي ضمناً على مفهوم المجتمع المدني، حتى اذا (...)
اذا كان الفيلسوف الانجليزي جون لوك قد انطلق في نظريته السياسية من نزعته الحسية التجريبية التي تحكم فلسفته ككل فان جان جاك روسو 1712 - 1778، ابن جنيف الذي كتب بالفرنسية، ينطلق من طريقة في التفكير هي اقرب الى "منهج العالم الفيزيائي الذي يدرس اصل تكون (...)
جرت عادة كثير من مؤرخي الفكر السياسي الاوروبي ان ينتقلوا من هوبز الى لوك، وهذا شيء مبرر، فهذان الفيلسوفان ينتميان الى بلد واحد وبيئة فكرية وسياسية واحدة انكلترا هذا فضلاً عن كون الثاني منهما قد شيد نظريته في العقد الاجتماعي وفي غيره وفي الموضوعات (...)
مع نهايات العصور الوسطى في أوروبا، أخذ بعض الكتّاب يطرحون في كتاباتهم السياسية مسألة رضى الشعب، بل كان منهم من وظف مفهوم "العقد" في طرح مسألة "السيادة" للشعب وتأسيس حقه في مقاومة حكم الطغيان، وكان ذلك، خاصة، خلال الصراعات الدينية بين الكاثوليك (...)
الأفكار تسافر، تنام وقد تستيقظ! والمهم في تاريخ الفكر ليس الفكرة في ذاتها بل الدور الذي تقوم به في النظام الفكري العام في وقت معين. أما الفكرة التي تبقى يتيمة معزولة عاقراً فهي لا تدخل التاريخ. وهل يدخل التاريخ أحد بمفرده؟
يصدق هذا على جميع الأفكار (...)
ترددت في السنوات الأخيرة في الساحة الفكرية العربية نداءات تدعو الى صياغة وابرام "عقد اجتماعي عربي جديد". ونحن هنا لا نرمي من وراء هذه "الهوامش" الى الدخول في مناقشة مضامين هذه الدعوات! كل ما نهدف اليه هو القاء بعض الضوء على هذا المفهوم - "العقد (...)
راجت في السنوات الأخيرة على سطح الخطاب العربي عبارات جديدة مثل "ثقافة حقوق الانسان" و"ثقافة التسامح" وما أشبه: عبارات "دخيلة"، لا اساس يسندها ولا تاريخ يؤسسها في الوعي العربي، شأنها شأن كثير من المفاهيم الاجتماعية التي راجت في الخمسينات والستينات (...)