منذ سنوات كنتُ مرافقًا لابني سلمان في المستشفى، وفي الصباح الباكر نظرت من النافذة إلى الفناء الخلفي فوقعت عيني على منظر حرَّك فيَّ شيئًا.. "حمامة على عمود إنارة" فقلت: أيا حمام الأيك! كيف أصبحت حمام الحديد؟! مرَّت سنوات وما زلتُ أذكر هذه الكلمة، حتى (...)
العبارات والمواقف التي تدلُّ على عقل وحكمة وأحيانًا على دهاء وسياسة كثيرة جدًا، وبعضها أو كثير منها قد تكون مخترعة! ولكن لا بأس فحتى لو كانت مخترعة فإن العبرة بها قائمة، والذي اخترعها لا شك أنه قدَّم حكمة أو كلمة حقيقة بالتأمل والتفكر..
يقول أبو (...)
إن الدعاء لولاة الأمر لا يختص بالتنصيص عليه عالم دون عالم، فهو شأن العلماء الراسخين في كل زمان ومكان، بل إن الدعاء لولاة الأمر من المزايا التي يُفرَّق بها بين أصحاب المنهج الصحيح الذين يحرصون على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبين غيرهم من (...)
رأى العديد منهم أن مصرف "في سبيل الله" مناسب لتحديد الرأي الشرعي، وتناقشوا حول أقوال الفقهاء في مفهوم "في سبيل الله" ما بين مضيِّق وموسِّع، واتجهت مشاركتي في الموضوع إلى إبراز أداة من أدوات الفقيه التي يعالج بها عددًا كبيرًا من المسائل المستجدة أو (...)
إذا ما جئت إلى العقل العلمي فستجد أنه يتقبل الجميع دون تفرقة، والعلم إنما يزدهر ويبدع في الأجواء المتسامحة، ولا يمكن أن يكون الطائفي ذا عقلية علمية بحال؛ لأن العقلية العلمية تقوم على المنطقية، والمنطقية تتعارض والطائفية..
يذكر ابن كثير في حوادث (...)
لا شك أن هذه المنظومة ستسهم بشكل كبير في تطوير البيئة التشريعية بالمملكة، بل سيتحقق من جرائها نقلة نوعية في تجويد الأحكام القضائية، وكذلك في وضوح هذه الأحكام من خلال توقعها استنتاجًا من الواقعة القضائية مع التمكن من الاطلاع على المواد المتعلقة (...)
المسلم يعيش حياته وهو يحس أن كل أطوارها خير له مهما كانت؛ إن كان في رخاء فإن ذلك نعمة وواجبه حينئذ الشكر، وإن كان في شدة فإن ذلك ابتلاء وواجبه حينئذ الصبر الذي من خلاله يتجاوز الشدة..
ألَّف فيكتور فرانكل كتابه: «الإنسان والبحث عن المعنى» من واقع (...)
المملكة في هذه السنوات تشهد حراكًا تنمويًا في اتجاهات مختلفة، والحقيقة أنني لا أحبذ استخدام "تنمية" لأن الذي نشهده ونتطلع إليه أعظم من تنمية، هو ريادة واستثمار في مستقبل المملكة والعالم، وغايتنا أن يكون وطننا الرائد للحضارة الإنسانية الجديدة، كما (...)
هذه الوسطية لعلماء المملكة، ولكل العلماء الراسخين، تستند إلى ركيزتين: الأولى: العلم. والثانية: العدل. فالعلم يوضح حقيقة الموضوع، كاشفًا الصحيح من المزيَّف، والحقيقي من المتوهم. والعدل يرشد إلى الطريقة الصحيحة للتعامل معه مستحضرًا الحال والمآل، (...)
المسألة المعروفة هي حكم التداوي إجمالاً، والواقع الجديد أننا بصدد جائحة عامة، لم تضرَّ بصحة الإنسان فقط؛ بل أضرَّت بأنشطته كافة؛ الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها مما لا يمكن أن يخطر على بال دون بحوث استقصائية..
هنا لسنا بصدد إصدار فتوى في (...)
وهذا الذي أجراه ابن المبارك هو فقه الموازنة الذي يقوم فيه الفقيه "بالمفاضلة ما بين المصالح والمفاسد المتعارضة والمتزاحمة لتقديم الأولى بالتقديم" وهو نهج أصيل، يبين منطقية الفقه الإسلامي في النظر، وسعيه للمصلحة في الغاية، فهو يقدِّم ما هو الأولى (...)
من رحمة ربنا أن دلَّنا على أسباب تُقَرِّب لنا هذه البركة، وأولها وأهمها تقوى الله عز وجل، فكلما كان الإنسان أقرب إلى الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه؛ كان أقرب للتسديد والتوفيق في جميع أموره قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث (...)
من التوصيفات التي ينطوي تحتها عدد من المسائل في المعاملات المالية؛ هذه «المواطأة» المشار إليها في العنوان. وإجادة هذه التوصيفات تساعد على ضبط الأحكام لا سيما في المعاملات المالية. والمقصود بالمخارج، هي: التي يسميها الفقهاء: «الحيل» والحيل نوعان:
1/ (...)
بين الوقت والآخر تصدر أصوات هناك وهناك عن: الأحق بقيادة العالم الإسلامي!
ولا يخفى أن المقصود بالقيادة ليس الترجمة الحرفية لها. فكل دول العالم الإسلامي مستقلة في شخصيتها وقراراتها، وإنما الحديث هنا عن: شعور معنوي ينتج عن عدد من المقومات والمواقف (...)
كان ابن عاشور أول من أطلق مصطلح: «منهج التفقه»على هذه الطريقة من التفكير الفقهي التي خالفت ما سار عليه عامة علماء المذهب المالكي بعد القرن السادس من الاختصار، مما عرض ملكة الاستنباط والاجتهاد للضعف، فكان الأسلوب الجديد في التفكير الفقهي مجدداً لذلك (...)
وهذه النظرية منهج فقهي ولم يكن ابن عرفة المشار إليه في العنوان متفرداً به، وإنما هو الذي أثاره ومهد له في المذهب المالكي. و «نظرية التفقه» هذه نحتاج إليها في عصرنا؛ نظراً لكثرة تطوراته وتسارع أحداثه، وتوافد مستجداته.
ابن عرفة هذا هو: أبو عبدالله (...)
قال الجرجاني في التعريفات: "اليتيم في الناس: هو المنفرد عن الأب، لأنَّ نفقته عليه لا على الأم، وفي البهائم اليتيم: هو المنفرد عن الأم؛ لأن اللبن والأطعمة منها".
فلاحظ: أن الحاجة؛ حاجة النفقة، لوحظت في وصف اليتيم. وفي كتب اللغة أن الطفل الذي فقد (...)
من محاسن الدين الإسلامي أنه جاء شاملاً لمصالح الدين والدنيا، وأنه راعى حاجات الجسد كما راعى حاجات الروح، وتجد ذلك واضحاً في كل تشريعاته، بل حتى العبادات المحضة ترى جوانب من ذلك.
ومن هذه العبادات: «الحج» الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فهو (...)
ربما كان هذا العنوان: «الوسطية في الفتوى» غريباً عند البعض، ذلك أن المطلوب وفي الفتوى: الحكم في المسألة بدليله.
وربما ظن البعض -أيضاً- أن إطلاق هذا العنوان يأتي في سياق الكلام العريض عن الوسطية.
لكن أنبه إلى أمرين يزول بهما الاستغراب، ويضع هذا (...)
في القطعة الأولى من هذا المقال؛ ذكرت: أن قاعدة مراعاة الخلاف تعتبر الأصل السابع عشر من أصول مذهب الإمام مالك. والإمام مالك لم ينص على هذه القاعدة، وإنما تعرف عليها العلماء من طريقته في الاستنباط، وقد عدها أبو العباس القباب: من محاسن مذهب الإمام (...)
تُقرر الأحكام الفقهية بالمصادر الأربعة الأساسية، وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، لكن هناك مستندات أخرى شرعية لإثبات الأحكام الفقهية؛ قد دلت نصوص الكتاب والسنة على اعتبارها مستنداً صحيحاً لإثبات الأحكام.
وهذه المصادر -في الحقيقة- تبعية (...)
هذه من المسائل التي يكثر السؤال عنها، وقبل التفصيل في بيان الكيفية؛ فإنه -كما يقول ابن قدامة- لا خلاف بين أهل العلم في استحباب التسوية وكراهة التفضيل. قال إبراهيم النخعي: كان السلف يستحبون التسوية بين الأولاد حتى في القبلة.
وإن من حسن رعاية الوالد (...)
وحينما قال الجويني عن فقه النفس: إنه الدستور فذلك يعني: أن فقه النفس هذا يحوط الفتوى حتى تكون معتدلة، متسقة، تصلح حال المستفتي في حالاته المختلفة.
وكان الذي لفت انتباهي إلى هذا الموضوع والكتابة عنه: أني تلقيت اتصالاً من أحد الفضلاء في شهر رمضان (...)
يقصد بالنوازل الفقهية: الوقائع الجديدة التي لم يسبق فيها نص أو اجتهاد. والحقيقة أنه مع هذا العدد الهائل من الفتاوى، والعدد الكبير ممن يتصدر للفتاوى؛ إنْ بحقه وإن بغير حقه، قد تدخل المسألة النازلة - على حين غرة - إلى هذا المحيط الفتوي، في حين أن (...)
أول رحلة في أدب المال والذهب، والمال لبّ الاقتصاد، والذهب «معدن لكل الفصول» كما هو عنوان لفصل من كتاب «سطوة الذهب» ل»بيتر برنشتاين» ومعروف أن الرمز الكيميائي للذهب هو (AU) وهو مشتق من كلمة (AURORA) التي تعني «الفجر المتألق» وفعلاً: إن الاقتصاد، وإن (...)