بين الوقت والآخر تصدر أصوات هناك وهناك عن: الأحق بقيادة العالم الإسلامي! ولا يخفى أن المقصود بالقيادة ليس الترجمة الحرفية لها. فكل دول العالم الإسلامي مستقلة في شخصيتها وقراراتها، وإنما الحديث هنا عن: شعور معنوي ينتج عن عدد من المقومات والمواقف التاريخية التي تتجدد عبر الأحداث. ويمكن لنا أن نتكلم عن أربعة أبعاد: دينية روحية، وتاريخية جغرافية، وسياسية، واقتصادية ومن خلال هذه الأبعاد نعرف حقاً: من بيده قيادة العالم الإسلامي؟ البعد الأول: الديني الروحي. ونتحدث هنا عن الحرمين الشريفين وعن القبلة التي يؤمها جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعن فريضة الحج والعمرة، وعن الدولة التي منذ تاريخ إنشائها، وهي المؤتمنة ولقد كانت جدُّ أمينة على شعائر المسلمين، وهذه الدولة هي المملكة العربية السعودية التي جعلت من راية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" شعارها وعلمها الذي تعتز به، وجعلت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستورها الذي تحتكم إليه وتنطلق كل مبادئها ونظمها منه. البعد الثاني: التاريخي الجغرافي. تمتد أرض المملكة العربية السعودية على هذه الأرض المباركة بصحرائها وسهولها، وجبالها وأوديتها وبحارها. فيها متنزل وحيه، ومبعث رسوله ومهاجره. فأرضنا هذه هي التي صنعت التاريخ، بل أهم حدث في تاريخ الدنيا، تغيرت به وجوه الأمم والممالك، ودولتنا "المملكة" في تاريخها الحديث هي امتداد لذلك التاريخ العظيم، بقيامها على الشريعة المطهرة والسنة النبوية المكرمة. البعد الثالث: السياسي. سؤال بسيط: من هي الدولة الأكثر مناصرة لقضايا المسلمين منذ تاريخ إنشائها؟ وأعتقد أن التاريخ لا يكذب، وأن الأرقام تخرس كل من يحاول التمويه وتغيير الحقائق، فالمملكة وبالإحصاءات الدقيقة هي الرقم الأول في سجل مناصرة قضايا المسلمين، وقد نص على ذلك النظام الأساسي للحكم في مادته الخامسة والعشرين: "تحرص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة". البعد الرابع: الاقتصادي. المملكة هي القوة الاقتصادية الإسلامية الأولى، وهي محرك اقتصادي مهم للعالم من شرقه إلى غربه. ولكن ليس البعد الاقتصادي في كون المملكة قوة اقتصادية يحسب له في كل العالم، وإنما هنا نتحدث عن ما تقدمه المملكة من معونات مادية متنوعة للدول الإسلامية كافة؛ التي تطلب المساعدة، وتحتاج إلى وقفة المملكة، وبلا شك: لا أحد ينافس المملكة في هذه المواقف المشرفة. بعد ذلك: هل يجوز أن يزايد أحد على قيادة العالم الإسلامي؟!