وحيداً مضيتُ
ولكنني لستُ وحدي.
معي الذكرياتُ التي رافقتني
معي اللحظاتُ التي صادقتني
معي كل من لم يكونوا معي
حينما نهَشَتْ وحدتي أضلعي
فانتهزتُ الرحيلا.
إلى أينَ.. من أينَ؟
لم أكترث أبداً
بالفخاخ التي نبتت فجأةً في خياليْ
أراوغها مثل ذئبٍ عجوزٍ
يضيّع (...)
تصحو في الرابعة تماماً
تسقطُ من أعلى أبراجِ الدهشةِ والفانتازيا
تهوِي...
مثل الزمنِ المتحدِّرِ صوبَ العتمةِ
حتى تصطدم برأسك صخرةُ هذا الواقعِ
تنزفُ آخر أحلامكَ
جرحاً
جرحاً
تنزفها لتطهّر وعيَك
من إثمِ الأحلامِ الحُرة.
يا هذا الصاحي في الرابعة (...)
حررتني القصيدةُ من وجعي الآنَ
حررتُها من رتابةِ أحزانها
واحتفلنا.. انتشينا معاً كالمجانينِ في شُرفةِ الروحِ
بالمطرِ المستفيقِ على صخبِ الذكرياتِ الجريحةِ
يغسِلُ ناصيةَ الكلماتِ الخجولةِ
والنظراتِ الجريئةَ في صمتنا
في ارتعاشِ المسافةِ ما بين (...)
لم يقترف أبداً نهايَتَه
ولم يعرف له أحدٌ بدايةْ
للوقتِ قامتهُ المديدةُ
لا يشيخُ
ولا يموتُ
وكلما حدجَتهُ أعيُننا استفزتنا خطاهُ
وأمعَنَت في النأيِ
يا هذا المؤقَّتَ
والمبدَّدَ في صحاري الروحِ
كم خدَعتْ طيوفُك وهي تعبرُنا
رصانةَ وهمِنا الجبارِ
فامتثلتْ (...)
خارجاً من دمي وأديمي
من بقايا شحوبي
ومعطفِ ليلي الطويلْ
شاهقاً في سمائي البعيدةِ
أقطفُ هذي النجومَ / الكرومَ التي نضِجت
في ائتلاقِ انتظاراتها
أعلِّقها نجمةً..
نجمةً
نياشينَ
في صدرِ هذا الصباحِ الجميلْ.
سابحاً دون أجنحةٍ
في مدى الملكوتِ السماويِّ.. (...)
كان حلماً..؟
ربما
أو مشهداً مُختلَساً
من مسرحِ العمرِ الذي فاتَ
وأنت الآن تكرارٌ مملٌ للحكاية.
والعيونُ الشاخصاتُ الآن كالموتِ إليكْ
بعضُ هاتيك الجراحاتِ التي تنزفُ
من خاصرة العمرِ المدمّى
في يديكْ
ألفَ لا بأسَ
ولا يأسَ عليكْ.
وحدكَ الآن
تهشُّ (...)
كان يسألني.. هل تُرى..؟
غير أنّي أعوذُ بأجوبةٍ مبهمة
فالإجاباتُ آخرُ خطواتِ جسرِ التساؤلِ
لكنني
سأمددُ في الجسرِ أجوبتي المبهمة
وأرتّبُ بعض المواعظِ للسائلين.
لا تكن آسناً كالوضوحِ
ولا جثةً.. كالحروفِ
ولا تتمنَّ لقاءَ المعاني
رُبَّ معنىً يكبّله ألفُ (...)
مشغولةٌ هي ربما بسواكَ...
لا تطلق رصاصَك الغيرانِ
إن أنِست لغيركَ
سلْ بلادةَ قلبكَ الحجريِّ
كم عشقتكَ؟
كم صدّت سواكَ وأشرعَت أبوابَ جنتها لقلبكَ؟
رافقتكَ طيوفُ فتنتها؟
دون أن تلقي بنظرتكِ الودودةِ نحوها يوماً
وقد نسجَت مواويلَ انتظاركَ
في لياليها (...)
هكذا يرسمك النومُ
رمادياً معمَّى بين ضدينِ..
فلا أنتَ إلى الموتى تحدَّرتَ
فتنساك تفاصيل الحكاياتِ
ولا اصَّاعدتَ للأحياء غيماً
تتشهاك شفاهُ الأرض
خِصباً.. واخضرارا
إنه برزخك الحرُ
خريرُ الزمن الأبيضِ
ينداحُ لأقصى هدأةٍ في روحك التعبى
ملايينُ (...)
وكعادتي سأمرُّ في دربي
على جثثِ النفاياتِ القديمةِ والجديدةِ
واختلاطِ عناصر الفضَلاتِ
حين تكدَّست في المعمل البشريِّ
سوف أمرُّ منتبهاً إلى الأشياءِ
كيفَ تدفَّقت منها العفونةُ
ثم أسألها:
أتُشبهكِ الحياةُ؟
سأمرُّ في دربي
وينهشني نباحٌ مرهَقٌ (...)
كانَ حُلماً.. يقول لي الواقعُ
واقعاً كانَ.. قال لي الحُلمُ الناصعُ
لستُ أعرفُ أيَّ يدٍ لكزتني
لأصحوَ من واقعي أو منامي؟!
غير أني حلُمتُ بأنيَ نِمتُوراودني حلُمٌ
لا يشفُّ سوى عن رمادٍ من الصحوِ
عن بلدٍ.. عن بلادٍ
يُموِّجُها زبدٌ.. وسُونامي
وقواربَ (...)
القصيدةُ تهمسُ في رُوعِه
حين ينسى اللغاتِ
وتعشى البصيرةُ في مهرجانِ الصورْ
"قل كلاماً يعيدُ إلى الحرفِ صبوَته
وابتكر زمناً ..
في أقاصي الخلودِ
ودرِّب رؤاكَ على العدوِ
حتى انقطاع التأملِ
قل ما تشاءُ
ولا تُصغِ إلاّ لنقرِ نواميسِ وحيِكَ
نافذةَ الروحِ (...)
تتعدد المداخل التي يمكن لقارئ ديوان «لعبة ألأحرف» للشاعر المكي محمد سيدي، وتتشابك الكثير من الطرق التي تنفتح عنها طرق أخرى متوالدة بشكل لا نهائي في ثنايا الفكرة التي تأسست عليها نصوص الديوان، والمعاني التي تضج بروح الحياة والبساطة الصادمة.
وتمتد (...)
إلى ذلك الذي أبى إلا أن يرى.. بالرغم من فضيلة العمى..!
قلت.. ما لا يقال
فلا تتعجب من الريح.. حين تسف عليك الغبار
وينخلك النور وحدك..
أنت الجنون.. الظلام الأنيق
وأنت الظلال.
كنت وحدك..
رغم الزحام الذي يحتويك
تخيرت نفسك منه
فلا روح إلاك تسبح في اللا (...)
يخطر الآن ببالي ..
أن أرى العالم لوحات جمال
أن تكف الأرض عن أحقادها السود
عن القتل..
عن الموت الفجائي..
وعن نفث الليالي.
أن يكون الغد أحلى للصغار الطيبين
أن يمد الله في الغضة من أرواحهم
نهرا من الحب..
وشلال حنين..
للسلام/ النور/ واحات بياض (...)
مكة كغيرها من المدن الكبيرة فيها الكثير من القضايا الملحّة والتي يجب أن تحوز الصدارة في الحضور الإعلامي والنقاش..
ولكنها -أعني مكة- وللأسف تلاقي الخذلان من النُخبة المكيّة، والتي انصرفت لشؤونها الخاصة وتركت مكة وهمومها وشجونَها نهباً للعوادي (...)
أخذتني قدماي اليوم إلى جولةٍ استذكارية في (الرصيفة) أحد أحياء مكة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة بفعل الإزالة لصالح أحد المشاريع التطويرية التي تشهدها مكة الآن ..
وكلما حاولت أن أصغي إلى أصوات تلك البيوت المتهاوية علت أصوات البوكلينات والبلدوزرات وغصَّت (...)
في سعي الشعراء الحثيث للتعبير عن ذواتهم وآلامها وآمالها، وما يحيط بهم من حيواتٍ متعددة، وصولًا لأبعد حدٍّ في الوجودِ المرئي والمغيَّب عن الشهود، حاول الشعراء أن يستندوا على اللغة كأداةٍ أولى للتعبير والخطاب، معتمدين بعد ذلك على الأدوات الثانوية (...)
مدن من الفوضى معلقة على مدن
ولوحات بلا أطر تقيد
أو تحدد وجهة الأنظار
حين تتوه في ملكوت محنتها..
تفصل لوحة.. ألواح..
لا ألوان تبعثها..
بدون حوائط تترقب المعنى..
تواقيع مبعثرة هنا وهناك..
دهليز تتوه به الخطا البيضاء..
فرشاة تمشط في رماد الحبر (...)