لم يقترف أبداً نهايَتَه ولم يعرف له أحدٌ بدايةْ للوقتِ قامتهُ المديدةُ لا يشيخُ ولا يموتُ وكلما حدجَتهُ أعيُننا استفزتنا خطاهُ وأمعَنَت في النأيِ يا هذا المؤقَّتَ والمبدَّدَ في صحاري الروحِ كم خدَعتْ طيوفُك وهي تعبرُنا رصانةَ وهمِنا الجبارِ فامتثلتْ هشاشتُنا لضُعفكَ.. غير أنكَ كنت أقوى دائماً مما نظنُّ وكنت أذكى لم تبح أبداً بسرِّك لم تخبئِ كلَّ أقنعةِ الحوادثِ في خزانتكَ القديمةِ كنتَ تتركها وراءكَ ثم تمضي مُبهماً كالريحِ لم يعرف لها أحدٌ بلادا. ربما خدَشَتْ رزانةَ خطوكَ الأسماءُ تُطلقها مجازاتٍ لتُمعنَ في غيابكَ أيها الوقتُ / الزمانُ / الساعةُ / الأبدُ / الحياةُ / العمرُ يا دهراً يمرُّ يمرُّ . . وانتبَهت أخيراً ساعتي للوقتِ بعد دقيقةٍ سترِنُّ أجراسُ النهايةِ كي أجُرَّ خطايَ مرتحلاً لفصلٍ آخرٍ وأظلُّ أسألُ في الطريقِ إليه... ما جدوى انشطارِ الوقتِ بين يديَّ؟ أسألُ ساعتي فتزُمُّ دهشَتَها العقاربُ ثم تمضي ربما هي لا تحبُّ إضاعةَ الأوقاتِ في نسجِ الإجاباتِ البسيطةِ دائماً مثلي. ولم تبلغُ نهايَتها العقاربُ كي تُريحَ وتستريحَ بعيدةً تبدو المسافةُ بين أولِّها وآخرها.. ولي أن أحتفيْ بالبُرهةِ العذراءِ تغمرني فأنساني وأسلمُ خطوتي للتِيهِ. تمحوني وتكتبني على السبورةِ البيضاءِ هذي البرهةُ العذراءُ لا وهماً أكونُ ولا أصيرُ حقيقةً خرقاءَ أبدو مبهماً كملامحِ الوقتِ الغزيرةِ هكذا أمضي بلا وعيٍ لأشرقَ في غيابي.