هكذا يرسمك النومُ رمادياً معمَّى بين ضدينِ.. فلا أنتَ إلى الموتى تحدَّرتَ فتنساك تفاصيل الحكاياتِ ولا اصَّاعدتَ للأحياء غيماً تتشهاك شفاهُ الأرض خِصباً.. واخضرارا إنه برزخك الحرُ خريرُ الزمن الأبيضِ ينداحُ لأقصى هدأةٍ في روحك التعبى ملايينُ المظلاتِ/ المحطاتِ / العباراتِ / الإشاراتِ التي تصرخ في نومتك الصماءِ كي توقظ أحلام كوابيسك في هذي الظهيرة. ليس هذا وقتُها الهاطلُ من ناصية الليلِ كما اعتدتَ ولكنَّ الزمانَ النائمَ الآنَ على شرفةِ عينيكَ تخطته المواقيتُ فلا صبحَ يُسوِّي أثرَ الشيبِ على لحيته الكثةِ لا ليلَ يغني وحشةَ العالمِ في غُرَّته الثكلى لتبدو كلُ أحلام كوابيسكَ أشباحاً بعيدة. شبحٌ يشبهك اختارَ بأن ينسَلَّ من فوضى كوابيسكَ من جثَّتك الباردةِ الملقاةِ في صمتِ الأريكة. هوَ ذا يقعد قدَّامك سهرانَ على نومك يستقصي تفاصيلَ التفاصيل التي تذبل ما بينكما يقرأ ما تكتبه كلُ الملامح. أنت لا تعرفُ من أينَ ولا كيفَ نمَتْ هذي الكوابيسُ التي تحشد في نومكَ أوهامَكَ / أحلامَكَ والخوفَ الذي رافق أفراحك فاخترت بأن تَنسى ولا تَنسى ولكنَّ يد الرعب التي شدَّتك من ياقة أيامك أقوى فتعوَّدْ هذه العتمةَ في روحكَ ما زلتَ هنا تَرشَحُ بالخوفِ من الغفوةِ والصحوة والبُرهةِ ما بينهما شيَّخكَ الخوفُ ولكنَّ كوابيسكَ ما زالت فتيةْ هل تحس الآن بالراحة في نومكَ؟! لا تعرفُ..؟! لكنك مُلقىً مثلما الخيبةِ في عتمةِ أحلامك في هذي الظهيرة ويدٌ حانيةٌ تطفو على روحكَ كي تمسح عن جبهة أحلامكَ هذا العرقَ الراشحَ منها وتعرِّيك من الخوفِ الذي بدَّد ما خبأتَ في سرِّك من كل أمانيكَ/ أغانيكَ الأثيرة. * شاعر من مكة