تصحو في الرابعة تماماً تسقطُ من أعلى أبراجِ الدهشةِ والفانتازيا تهوِي... مثل الزمنِ المتحدِّرِ صوبَ العتمةِ حتى تصطدم برأسك صخرةُ هذا الواقعِ تنزفُ آخر أحلامكَ جرحاً جرحاً تنزفها لتطهّر وعيَك من إثمِ الأحلامِ الحُرة. يا هذا الصاحي في الرابعة تماماً صفِّد أبواب الفكرةِ واسجن رأسكَ في القفصِ المتدلّي عند الباب أتقن «يا هذا المتغابي كبقيةِ هذا العالمِ» دورَكَ واخرجْ معطوباً مثقوباً لستَ ترى لا تسمعُ لا تتكلمُ لا تفهمُ شيئاً لا قيمةَ للعقلِ بهذا العالمِ صدقَ المتنبي: «يشقى بالعقلِ ذووهُ... ينعمُ بالجهلِ الجُهلاءُ...» خذ كامل وقتكَ وتأنَّق كالعادةِ قبل خروجِ خطاكَ من القيدِ اليوميِّ إلى فُسحتها لا تسألها أينَ / لماذا / ولأيِّ مدىً واتبعها مهما ابتعدتْ بك عن كلِّ حدودِ العادةِ عندكَ ثمَّ خُطىً تزدحمُ بهذا الشارعِ تُسرعُ، تُبطئُ، تجفُلُ من خطوتها تتلفّت أحياناً تتهامسُ في هذي الطرقِ الراحلةِ بما لا تفهمه بعضُ الخطوات ثمَّ خطىً تتذكرُ، تنسى تشتاقُ، تحبُّ وتكرهُ ثمَّ خطىً تتبخَّرُ في آفاقِ الذكرى تُمطرُ خطواتٍ لا حصرَ لها من يرقأُ نزفَ الخطواتِ الهاطلةِ بلا معنى.. من يغلقُ هذا الشجَّ النازفَ من ذاكرةِ الوقتِ الغارقِ في دوامةِ هذا الأبدِ؟!