كلّ العلوم الإنسانية إنّما هي بنتُ الاستقراء، وفي الاستقراء تظهر قدرةُ المَرْءِ على قراءةِ وقائع معيشه من حيث ما هي أحداثٌ تُخفي من حقائقها أكثرَ ممّا تُظهرُ، وهي قراءةٌ ينصبُّ فيها الجهدُ على تتبُّعِ مسارِ حركيّةِ تلك الوقائع، والكْشفِ عن طبيعةِ (...)
عاشت الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي ما يناهز خمساً وسبعين سنة، ونشرت خمسة عشر كتاباً من بينها «أحلام النساء: طفولة في الحريم» و«شهرزاد ترحل إلى الغرب» و«نساء على أجنحة الحلم». وحاضرت في جامعات ومنتديات فكرية عربية وغربية، ونالت (...)
أصدر الشاعر والروائي التونسي حافظ محفوظ كتاب «وصايا سارتر» (الأطلسية للنشر 2015)، متكوناً من جزءين حاور فيهما الكاتب مجموعة من النصوص الشعرية والروائية الأجنبية والعربية والتونسية ضمن دائرة قرائية كبرى لم يعزل فيها النص عن سياقاته الاجتماعية (...)
«ديوان المواجع» (دار ضحى) هي الرواية التاسعة للكاتب والأكاديمي التونسي محمد الباردي، وفيها تتجلّى مدينة «الجنوبية»- التي تُحيلُ على مدينة قابس الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية، وهي مسقط رأس الكاتب- فضاءً مكانياً امتدّت الأحداثُ فيه من بداية (...)
اختُتم في المسرح البلدي - العاصمة التونسية، مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته السابعة عشرة، التي أقيمت في حضور المغرب ضيفَ شرفٍ لمناسبة مئوية مسرحه. وشهدت هذه الدورة التي افتتحها رئيس الحكومة وعدد من الفاعلين الثقافيين والسياسيين، مشاركة أربع (...)
لأنّ النّيل ظلّ منذ آماداً بعيدة مصدراً من مصادر التنوّع الثقافي والاجتماعي، ولأنّه استطاع خلال مسيرته في تاريخ الشعوب من تحقيق التآلف بين العقائد والثقافات والأعراق، فإنّه يمثّل للخرطوم، وهي ملتقى فرعيْه الأبيض والأزرق، فرصةً لتُحاكي مسيرتَه عبر (...)
ظهرت «حركة النص» في تونس عام 2011، وهي حركة أدبية أسسها مبدعون شباب من متخرجي الجامعات الذين تم تهميشهم ثقافياً، وتكفلت هذه الحركة بإصدار كتاب دوري، خرج عدده الثاني أخيراً عن دار رسلان للنشر، في مدينة سوسة. ولا يخفى أن أحداث الرابع عشر من شهر كانون (...)
كلما سنحت لي فرصة قراءة نص من نصوص الرواية السودانية الفيت أن لهذه الرواية روحاً سرديةً مبثوثةً بلطف في مفاصلها، تنبئ بها اللغة بخفر، وتمثل في كل إصدار جديد جوهر تميزه، بل قل وعنوان بذخه الاستعاري. وهو زعم تؤكده جودة أعمال الروائيين السودانيين (...)
«مصحة الدمى» مجموعة قصصية للكاتب المغربي أنيس الرافعي (دار العين - القاهرة) وهي تحمل عنواناً فرعياً هو «فوتوغرام حكائي». ومتى أضفنا ملامحها الفنية إلى ملامح مجموعاته السابقة على غرار «الشركة المغربية لنقل الأموات» و «اعتقال الغابة في زجاجة» و «أريج (...)
تتكئ رواية «بندقية أبي» للكاتب الكردي المقيم في باريس هِنْرِ سَليم على فن السيرة الذاتية، لتُعيدَ بناءَ وقائع طفولته في كردستان بناءً تلتقي فيه أصوات ذاكرته الفردية مع أصوات ذاكرته الجماعية زمن حكم الرئيسيْن أحمد حسن البكر وصدّام حسين. ترسم الرواية (...)
حين أعلن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم جائزة «بوكر» العربية للعام 2015، عن اختيار رواية «الطلياني» للتونسي شكري المبخوت، كأفضل عمل روائيّ من بين مائة وثمانين رواية كانت ترشّحت للجائزة التي تُقدَّر قيمتُها بخمسين ألف دولار، كان كمن (...)
ميا كوتو روائي وشاعر وعالِم أَحْياء موزمبيقي من أصل برتغالي، أصدر 25 كتاباً في الشعر والقصة والرواية والنقد من أهمّها مجموعته الشعرية «جذر الندى» وروايات «أرض مُسرنَمة» و «شرفة فْرَانْجيباني» و «الطيرانُ الأخيرُ للفلامنكو» و «أيّامُ الرماد (...)
«كسماء أخيرة» هو عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للسوري عماد الدين موسى (دار «فضاءات» - عمّان) وهي تضمّ تسع عشرة قصيدة نثريّة أو «توقيعة» على حدّ تسمية عز الدين المناصرة لهذا النوع من الشعر الذي تتّصف فيه الكتابة بالتركيز والشفافية وكثافة التوتّر. (...)
تْشِيمامانْدا نْجوزي أديتشي (38 سنة)، روائية نيجيرية تُعَدّ من أشهر الكتاب الأفارقة الحاليّين بمبيعات كتبها التي تجاوزت مليون نسخة لكل عنوان، وبعدد اللغات المترجمة إليها وقد فاقت 25 لغة. أصدرت «أديتشي إلى حدّ الآن مجموعة قصصية واحدة وثلاث روايات (...)
في روايته الأخيرة «ماذا تنتظر القردة» (Qu'attendent les singes) الصادرة عام 2014 عن دار جوليارد للنشر في باريس، يلوذ ياسمينة خضرا بالقصّة البوليسية سبيلاً إلى الغوص في المعيش الجزائري وتوصيف أعطابه الاجتماعية والسياسية والأمنية توصيفاً استند فيه إلى (...)
ما هي سماتُ المحرّك المعرفي الذي يتحكم بالثقافة العربية ويسيّر أشكالها التعبيرية؟ وما مدى تمثّل القصيدة العربية الراهنة للأشكال التعبيرية الشعرية التي ظهرت مع بداية الألفية الثالثة وتحكّم فيها موجّه فكري هو النمط العولمي بكل هواجسه المعرفية (...)
لئن أفادت الملاحظة بأن الرواية تشهد الآن أوج ازدهارها في غالب البلدان العربية، إذ عكفت على دراسة نماذجها بحوث جامعية، ومثلت مُدونتها موضوعاً أَثيراً للمقالات النقدية والصحافية، ونال بعض أصحابها أكبر الجوائز الأدبية، فإن حالَ الرواية التونسية تنبئ (...)
ربما تقف نُعوتٌ مثل علماني وحداثي وتنويري وعقلاني دون توصيف حال المفكر عبدالوهاب المؤدب المولود في تونس العاصمة عام 1946، والذي رحل عنا يوم الخميس 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في باريس، ذلك أنه مثقف جمع. فهو قارئ جيد لتاريخ الديانات، ومُطلِع على (...)
لا يني الروائي الأميركي تشارلز فريزر Charles Frazier (من مواليد كارولينا الشمالية عام 1950) يزيد من اتساع دوائر إشعاعه مع كل رواية ينشرها. فبعد الاحتفاء الذي عرفته روايته الأولى «الجبل البارد» عام 1997 والذي تحوّلت بعده إلى فيلم سينمائي، واعتبار (...)
«نظرية الاستعارة التصوّرية والخطاب الأدبي» كتاب للباحث والأكاديمي الجزائري عمر بن دحمان صدر عن منشورات «ميم» ودار رؤية المصرية. وهو كتاب انصبّ فيه الجهدُ على تتبُّعِ حركة الاستعارة وهي تتكوّن نظريةً معرفيّةً، الى تبيُّنِ طرائقِ اشتغالها في النصّ (...)
لئن كنّا نزعم أن المنتَجَ الإبداعيَّ فعلٌ إنسانيّ لا يحفل كثيراً بجنس كاتبه قدرَ احتفاله بجودة المعنى الذي يتشكّل فيه، فإنّ أدبيات النقد الحديث فرضت في المشهد الثقافي مصطلح «الأدب النسوي» الذي تُسمّي به كتابات المرأة، وسوّقت له في كتب ومقالات، وهو (...)
ما يميّز الكتابة الروائية لدى الفرنسي باتريك موديانو( 1945) هو عدم اطمئنانه فيها إلى الحقائق التي تُفصح عنها منظومات الواقع ويتم إشهارها مثلما تُشهر المعلَّبات، وإنعامه النظر في ما يتخفّى وراءها من مسكوت عنه يسكن الهامش والمنسيّ من ذاكرة حضارة غربية (...)
في كلّ عواصم الدنيا، تُمثّل أسواق الكتب المستعمَلة مَحجّاً يومياً لمحبّي القراءة والباحثين عن الكتب النادرة من الطلاب والمثقّفين والمارّة عموماً. فالكتاب المستعمَل استطاع أن يكون فاعلاً في تنشيط الحركة الثقافية، وأن يحوز فضاءات مخصوصة ببيعه نال (...)
في غابة «تمَلْبَيِيس» الواقعة على الأطراف الشمالية لمدينة سان فرانسيسكو- كاليفورنيا، حيث تعوّدت النسوة ممارسة تمارينهن الرياضية اليومية، يتنبّه الناس في صيف 1979 إلى وجود جثّة امرأة شابة مكتوفة الرجليْن وعلى فمها شريط لاصق هو سبب موتها اختناقاً، وهو (...)
تزامنت انطلاقة الموسم الثقافي التونسي الجديد مع بداية «احتراب» سياسي تشهده البلاد قبيل إجراء انتخاباتها التشريعية والرئاسية المقرّرة ابتداء من 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2014. وهو احتراب طغت فيه أصوات السياسيّين على أصوات المبدعين الذين تضاءل حضورهم في (...)