كان الزمان أواخر الربيع وتساليم الصيف، وكان المقصد مدينة تتناثر منازلها كحبات بيض على بقايا تاريخ (الجهوة).. عبرت مركبتنا صعودا عقبة (سنان) المنسوبة للضابط العثماني سنان باشا الذي قتله بنو شهر؛ دفاعا عن أرضهم. كانت شمس الأصيل تلوّح بالوداع، فسرنا (...)
ليست (الجنادرية) مكانًا ولا زمانًا محددين، وإنما مساحات تتسع وتتمدد عبر تضاريس الوطن، وتتواشج مع كل مراحل الزمن. فالتاريخ والثقافة والموروث ثلاثتها تتجلى في (الجنادرية)، ومن خلالها ندرك حقيقة أن كل أمة من الأمم ترى في تراثها وموروثاتها ما يعمر (...)
أحيانًا كثيرة يتراءى للمجتمعات (العربية بخاصة) أن الثقافة معزوفة ترددها فئة هدفها أن ترسم للشعوب بريقًا وهاجًا وسرابًا خادعًا ما ينفك أن يظهر لهم أنه أوهى من خيوط العنكبوت، لا يحمي من الهجير ولا يقي من البرد، ولا يمنح الدنيا سلامًا ولا يهب البشرية (...)
تعرضت الرموز التاريخية -مكانية أو ثقافية- إلى عوامل تعرية تصدع معها شكل الرمز، وغاب عن الحضور في عقلية الأجيال المتعاقبة، غير أن وعي الغيارى على التاريخ والثقافة والفكر والتراث وكل معالم الماضي أعاد لهذه الرموز الوهج، فأخرجها من الانعطافات (...)
تعرضت الرموز التاريخية -مكانية أو ثقافية- إلى عوامل تعرية تصدع معها شكل الرمز، وغاب عن الحضور في عقلية الأجيال المتعاقبة، غير أن وعي الغيارى على التاريخ والثقافة والفكر والتراث وكل معالم الماضي أعاد لهذه الرموز الوهج، فأخرجها من الانعطافات (...)
جاءت لائحة الأندية الأدبية قبل عامين على فترة من الركود، أرادت منها الوزارة تطوير المنشآت الثقافية، والاستجابة لمطالب مجتمع بات واعياً ينتظر تغيرا في النظام المؤسسي لها، وحينما صدرت تلك اللائحة أحدثت ضجيجا اشرأبت معه الأعناق إلى الأندية، وأصبح أكثر (...)
سكب الناقد الكبير عبدالملك مرتاض في عدد «عكاظ» 4293 عبارات تشبه العبرات، تشي بلهيب يهب على صدره فيرمض حشاه ويذيب لفائف قلبه، وهو يرى الثقافة تذوي متسائلا: «أهو خريف الثقافة العربية؟» ونادبا خلو الساحات من الملتقيات الحية والمنتديات المتقدة متوجا (...)
لم يثر موضوع اجتماعي أو سياسي أو رياضي أسئلة ولغطا مثل ما أثارته التحولات التي شهدتها الأندية الأدبية، بل لا أبالغ إذا قلت إن ما كتب عنها في السنة الماضية تجاوز ما كتب إبان معركة الحداثة قبل عقدين من الزمان، وكل الأسئلة والطروحات التي كتبت تنتهي إلى (...)
لم يثر موضوع اجتماعي أو سياسي أو رياضي أسئلة ولغطا مثل ما أثارته التحولات التي شهدتها الأندية الأدبية، بل لا أبالغ إذا قلت إن ما كتب عنها في السنة الماضية تجاوز ما كتب إبان معركة الحداثة قبل عقدين من الزمان، وكل الأسئلة والطروحات التي كتبت تنتهي إلى (...)
قد تتقاتل الوحوش وتتنافر الطيور في سبيل القوت أو النسل لكن اقتتالها لحظي لا يسبقه تدبير وترصد ولا يرافقه حقد ولا غل ولا تلحقه عواقب وخيمة وعداوة دائمة، أما الإنسان فيعش على قوانين وضعها هو لذاته واستمدها من كبريائه وتعاليه ويغذيها بقدر كبير من (...)
لو حاول كل واحد منا أن يراجع المكتبة بحثا عن كتاب يحكي حياة من سمع عنهم من رؤساء الإدارات المميزين والأساتذة البارزين والأدباء المبدعين والوزراء المخلصين ومديري الجامعات الذين عاصروا نشأتها الأولى وكبار الكتاب والصحفيين وغيرهم سيجدها خلوا من ذكرهم، (...)
كثيرا ما تظلم الطروحات والأفكار والرؤى الثقافية وكثيرا ما نجد المبدعين والمثقفين والمفكرين يتذمرون من الظلم والتسفيه والتشويه الذي يلحق بأفكارهم، بل قد يتعدى أفكارهم ليصل إلى أشخاصهم، فيتهمون في نياتهم ويضايقون في أرزاقهم وهذا الظلم للأفكار يأتي من (...)
كان الاهتمام في السنوات الفارطة منصبا على الاعتدال الفكري، وقد آتى أكله، لكن هناك تطرفا ثقافيا كان وما زال وأتمنى أن لا يبقى، وهو تطرف جر المجتمع إلى فئوية ثقافية مقيتة، فإما أن تكون مثقفا تراثيا تتمترس خلف الماضوية وتعيش في كهوف الماضي، وإما متمردا (...)
اليوم يلتقى رؤساء الأندية في نادي الأحساء الأدبي وهم يمثلون المؤسسات الثقافية والمثقفين، فمن حق الشباب المثقف أن يطرح سؤالا مفاده: هل الحركة الثقافية لدينا بوصفها صائغة للفكر وقائدة للتنوير شكلت استجابة للواقع التاريخي واستحضرت التحولات المجتمعية أم (...)
سعدت – كغيري – بافتتاح مركز الملك عبدالله لحوار الأديان والثقافات في فيينا، وتمنيت حضور الافتتاح بعد أن تلقيت دعوة من معالي أمينه ولكن حبسني عنه ارتباط مسبق، ولقد سعدت بمفردة (الثقافات) بعد (الأديان) بعطف يقتضي المغايرة، وقد دفعني تشوفي للمؤتمر إلى (...)
بدأ بزوغ فجر جديد في حياة اللغة العربية فبعد أن جفاها أهلها وانتقصوها ورأوا زورا أن الثقافة الحقة في ترديد المفردات الإنجليزية والتنصل من التراث العربي واتهموا من يتعاطاه بالانزواء في كهوف الماضي انطلق الصوت الذي ألفته الأسماع في كل البقاع لا ليقرأ (...)
بدأ بزوغ فجر جديد في حياة اللغة العربية فبعد أن جفاها أهلها وانتقصوها ورأوا زورا أن الثقافة الحقة في ترديد المفردات الإنجليزية والتنصل من التراث العربي واتهموا من يتعاطاه بالانزواء في كهوف الماضي انطلق الصوت الذي ألفته الأسماع في كل البقاع لا ليقرأ (...)
من يطلع على ما يدونه مثقفونا ونقادنا (وهم من وسموا أنفسهم بالرواد والرموز) يدرك أن تكوينهم الثقافي يقوم على النقل والتبعية والانبهار بالنظريات الغربية، ولم يستطعوا على الرغم من ارتفاع الوعي المجتمعي أن يتقاربوا مع المجتمع فضلا عن أن يؤسسوا أو يبدأوا (...)
تطرق مسامعنا بين الفينة والأخرى أخبار لحوادث في شرق البلاد وغربها سواء على مستوى المدارس (كمدرسة براعم الوطن) أو على مستوى البيئة (كبحيرة المسك) أو على مستوى الغاز (كشاحنة الموت) أوعلى مستوى أداء الجامعات (كجامعة الملك خالد) وهذه الحوادث انتهت، ولكن (...)
منذ اثنين وعشرين عاما كنت في مدينة نواكشوط بموريتانيا أرتاد صاحب نوق خارج العاصمة مساء كل يوم لأحظى بالغبوق، ومسامرته بالأشعار والأخبار، وبعد أن عرفني قال: هل تعرف جبل «شمنصير» الواقع بين مكة والمدينة؟ تمتمت بكلمات نهايتها أنني أعرفه ولا أعرفه، (...)
ظل وعد الله سبحانه وتعالى يتحقق مع تتابع الأعوام، ذلك الوعد الذي أعطاه الله إبراهيم عليه السلام باني البيت العتيق حينما أمره أن يؤذن في الناس بالحج ووعده بأنهم سيلبون دعوته ويتقاطرون من كل فج عميق رجالا على أقدامهم وركباناً في مؤتمر إسلامي لا يضاهيه (...)
بدأت مكة تتلقف الحجيج الذين بدأوا يتوافدون من كل حدب وصوب، جاءوا وهم يحملون الشعور بأن من يلقاهم ويرونه ويراهم من نسل الصحابة ومن أحفاد الرعيل الذي غير مجرى التاريخ إخلاصاً للرسالة وسمواً في الأخلاق وعلواً في الهمة.. جاءوا ليروا أبناء هذا البلد (...)
أكثر ما يهم قادة الفكر والرأي الدائبين على نشر المفاهيم الأساسية وترسيخها في المجتمع هو نقلها من حيز التنظير إلى الواقع الحي لتكون طابعا سلوكيا وسمة حياتية، لتتحول الثقافة من قصدية المعرفة المجردة إلى المعرفة الهادفة ومن الإدراك الساكن إلى السلوك (...)
نشرت لنا الصحف المحلية خبرا عنوانه: «100 ألف ريال غرامة عدم استخدام (العربية) في العقود والفواتير» وفي ثناياه يقول الخبر كما أوردته المدينة في عددها الصادر في غرة ذي القعدة: «ألزمت وزارة التجارة والصناعة كافة المنشآت والأسواق والمحلات التجارية (...)
قلت قبل حين: إن اللغة العربية لا يوجد لها أب يرعاها في عالمنا العربي، ولا توجد دولة عربية تربط مصيرها بمصير اللغة، غير أنها ظلت (مع هذا اليتم) استعمالا حيا ووسيلة اتصالية حياتية لن تعدم من يقبلها أو يقبل عليها؛ ولذلك ليست في حاجة إلى من يخدمها ولا (...)