"كم أتمنى أن أطير مع الطيور أو أن أتحدث الصينية بسلاسة وكلاهما مستحيل..."
-كارلي كلوس-
تتناقل الناس بين الفينة والأخرى بأن فلان يتحدث اللغة ب"طلاقة"، وآخرها كان عبر مقطع متداول وقعت عيني عليه وأنا أتصفح إحدى الصحف حيث ظهر به أطفال يحيّون امرأة صينية (...)
والناسُ ما لم يواسوا بعضَهمْ فهمُ
كالسائماتِ وَإِن سمَّيتهمْ بشرا
إِنْ كان قلبك لم تعطفه عاطفةٌ
على المساكين فاستبدلْ به حجرا
* خليل مردم بك
البخل أنواع وأشده أن يكون الفرد بخيلا بألفاظه الحسنة على حسن صنيع الناس ونجاحهم. تتعدد ألفاظ الثناء وفق (...)
ظاهرة سريعة الانتشار ولقد بات هذا التشوه سمة ملازمة للغات والعربية منها على وجه الخصوص. ومن منظور علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics هناك مفهوم يُطلق عليه adstratum «هيمنة الدخيل» ويقصد به أن الدخيل اللغوي له سلطة بالغة التأثير في البنية اللغوية (...)
عندما يتعارك الناس في الغرب حول تعليم أبنائهم وذلك بدفع مبالغ طائلة ليدفع بهم في أرقى الجامعات، وفي الوقت الذي يقضي بعض أفراد الشعوب الساعات تلو الساعات، والأيام تلو الأيام، والسنين تلو السنين ليجمع مالاً لكي يلتحق بإحدى الجامعات لينال درجة علمية (...)
مما ورد عن الأديب الأميركي مارك توين بأنه قد قال: «إذا أردت أن تأكل الضفدع، فلا تطل النظر إليه». وفي هذه رمزية بأن التدقيق في تفاصيل الأمور يحرم الإنسان من الاستمتاع بما فيها، وأحيانا إطالة التدقيق قد يمنع الفرد من الوثوق بكل شيء، بالإضافة إلى ذلك (...)
اللغة كائن حي ينمو ويزدهر ويشيخ ويموت مثلها كأي كائن آخر وهي سنة كونية رضي من رضي وغضب من غضب. ومن فلسفات عالم اللغويات الشهير "كرستال" أن اللغة تموت بموت آخر شخص يتحدثها أو بموت ثاني مستمع لها، ولكن الموت هنا هو الانقراض والفناء التام للغة وهو أحد (...)
كنت من المعجبين بشدة بشخصية «بروسلي» في المراحل الأولى من حياتي وما زلت على نفس العهد خصوصاً أنني من الممارسين للفنون القتالية، وكل من توغل في الفنون القتالية لابد أن يتصادف مع مدرسة بروسلي التي غيرت النمط السائد بفلسفة جديدة في القتال على أسلوب (...)
يعلم كل من ارتاد بلاد الغرب خصوصاً أستراليا وبريطانيا وأميركا أنه وأثناء الحديث مع أحد أفراد المجتمع فإنه لا يتنازل عن المستوى اللغوي أو الصوتي لكي يبسط لك الفهم، بل يستخدم ما يطلق عليه في اللسانيات ب accommodation أو ما يسمى بالتنميط اللغوي فيقوم (...)
لا تصرف العبادة لغير الله، وقد صنفت أبواب كثيرة في كتب العقيدة عن أن صرف العبادة لغير الله يعد ضرباً من الشرك بالله. والشرك كما يعلم أغلب الأفراد بأنه يتنوع، منه أن يتخذ الناس أحبارهم ورهبانهم أنداداً من دون الله، ومنه أن يصرف العمل لغير وجه الله (...)
كم هو ساذج ذلك الإنسان الذي لا يفرق ما بين الإنسان وفكره، والأشد من ذلك أن نقرأ النصوص والكتب على حسب كاتبها وليس على حسب ما نجده من متعة معرفية نرفع بها الجهل عن أنفسنا، بل ويزداد الأمر فحشا، حينما لا يلتفت لك الناس إلا إذا ظهرت في شاشة التلفاز (...)
"خطأ طبي واحد قد يودي بحياة مريض، لكن خطأ تربوي وتعليمي واحد قد يودي بحياة جيل بأكمله".
للعلم صولة وجولة لا تعرف من خلال كم الكتب الموجودة في أرفف مكتبات المدراس أو الجامعات، ولا من خلال ترصيع شعار الجامعات أو إدارات التعليم، ولا من خلال عدد (...)
يذكر الدكتور كرستيان برنارد أنه لا يمكن أن يتغلغل السرطان إلى جسم الإنسان، إلا إذا تفككت الخلايا فيصبح الجسم أرضا خصبة لتكاثر البؤرات السرطانية، والشيء بالشيء يذكر، فلا يفتت الأوطان ولا يمزق كيانها سوى التفكك ما بين أفرادها وقادتها. والمتصفح لحال (...)
يؤلمني كثيرا وأنا أتحدث إلى بعض المبتعثين أو مع أشخاص لم يغادروا أرض الوطن، وأجده استبدل لغته مفتخرا بوجود بديلا من الإنجليزية فتجده يقول «اليوم عندي ميتنغ» «وربما سنذهب للغداء في أي ريستورانت» وأحيانا أخرى يسألك «كيف الكدز؟»، لا أعلم هل عجزت (...)
اعتلاء منبر الجمعة لا يعني اعتلاء منصة التتويج، وإنما اعتلاء عتبة الأمانة الملقاة على العاتق في تنوير المجتمع بكل ما فيه صلاح لمعاشهم ومعادهم. وخصخصة المنابر لفئة محددة من المجتمع وفق أنماط شكلية من قصر في الثوب أو إطالة في اللحية وما إلى ذلك من (...)
بينما يلتفتُ الكثيرُ من الطلاب والطالبات حول العالم، إلى كيفيَّة الوصول إلى فصول الدِّراسة بفارغ الصبر، وفي الوقت الذي يتلقَّى الطلاب في جنوب تايلند تعليمهم في بحيرات من الماء، ويتلقَّى طلاب مرتفعات جبال التبت تعليمهم في قمم الجبال، وفي الكهوف، (...)
الابتعاث فرصة ذهبية وهبتها الدولة -رعاها الله- لبعض أبنائها لينهلوا من العلم وليعودوا للوطن وهم مدججون بالعلم وبالثقافة والفكر الناضج، وتبدأ رحلة الابتعاث بدراسة اللغة الإنجليزية في المعاهد المتخصصة بذلك بحسب وجهة الابتعاث، يقضي فيها الطالب قرابة (...)
التفكير عملية معقدة قد فندها العالم «بلوم» بأنها تبدأ بالمعرفة المجردة متجهة نحو استيعابها من ثم تطبيقها ليتسنى بعد ذلك تحليلها ومن ثم إعادة تركيبها لتنتهي بتقييمها. يصبح بهذه الخطوات لدى المتعلم نوع من التذوق للمعرفة قبل أن تخلد في عقله الباطن (...)
من المعضلات الكبرى التي وقع فيها بعض الفلاسفة الذين استشربوا المنهج الاستنتاجي لأرسطو إنهم أهملوا فرضية الوجودية والتفتوا إلى العقل فقط للوصول للهدف، أدى ذلك بدوره إلى إنكار لكثير من القضايا العلمية والفكرية بالرغم أنهم أرادوا من العقل الدليل فوقعوا (...)
تُعد ظاهرة التخلف أنموذجاً حياً لعملية علنية يقوم بها الفرد فتعكس مدى الجهل المركب الذي يعيشه، وهي في أحايين أخرى تعكس مدى الرجعية والنكوص والتقهقر عن ما تعيشه كثير من الأمم من الحضارات والتقدم. وقد عرج الكثير على التخلف تعريفاً بأنه نتاج سلوكي من (...)
تتكون اللبنة الأساسية لأي نص أو فكرة وفق خبرات ونصوص أخرى أضفت لفكر الكاتب تنويراً جديداً، ولعل ما قدمته أستاذة فلسفة اللغويات جوليا كرستيفا بناء على ماطرحه الفيلسوف اللغوي باكتين عن موضوع «التناص» وتفتيقه بأنه لا يوجد نص مجرد قائم بذاته وإنما هو (...)