أغلقتْ أبوابها جميع محلات بيع أشرطة الفيديو في حينا، وفي الأحياء المجاورة. لم يبق سوى «دكان» وحيد ينكر صاحبه أن هذه التجارة قد كسدت، لا يزال يقف بهمّة خلف طاولته رغم أنه في نهاية العقد الثامن من عمره، يعيد رصّ أشرطة الفيديو كل يوم في أرفف عتيقة (...)
منذ مطلع هذه الألفية وأنا أحاول الاشتغال على تعزيز أدوات التلقي لدى القارئ العربي الذي تستهدفه النصوص، ذلك أن النقد الأكاديمي يبقى في الغالب رهين ساحات السجال الجامعي والملتقيات الخاصة بالنُّخب الأكاديمية، وهو إلى ذلك ينحو باتجاه التنظير أكثر مما (...)
في جنة ما
في حديقة تتخلّق في أحلامك
في لوحة،
في صورة أبيد منها القبح
وسكنتها ملائكة الألوان،
في معطف ألوانه متجانسة
ويضمّ رجلاً يكتب الشعر،
في قبعة قشّ إسبانية تسمح لامرأة فاتنة أن تمشي تحتها،
وفي مطر الفقراء
وعويل العاشقين
ودعاء الجدات،
لا بدّ أن (...)
مررتُ الأسبوع المنصرم ب»سوق التنين الصيني» في مدينة دبي، أكبر سوق للسلع الصينية في العالم. كنتُ أسير في أرجاء السوق وأتأمل المصنوعات وأنا أفكّر فيما كتبته في مقالي السابق هنا في هذه الزاوية. حيث كتبت عن القصة التي بدأت في قرية صينية وعرة تسمى (...)
عام 2007م وفي أحد استطلاعات العدد (579) من مجلة (العربي) يروي «محمد المنسي قنديل» هذه القصة: «كنا نتجول في أبهاء المتحف الوطني الصيني، حين توقف مرافقي وأشار إلى رقعة من الورق، أشبه بعقد صغير مكتوب باللغة الصينية، دون رونق ولا جمال، قال لي: «هذا (...)
إن أي أيديولوجيا لا تنجح ويستمر وجودها وفاعليتها من خلال إشاعة المعرفة، بل من خلال احتكارها. وهي بالتالي ضد أن يختبر الإنسان، المحكوم بإنسانيته كحالة ظاهرية وصارمة في آن، أي شكل من أشكال اللاوعي، لأنها، أي الأيديولوجيا، لا تستطيع السيطرة على ما لا (...)
شكل هام من أشكال القبول الاجتماعي للفرد يتعلق بالأسطرة، ففي الذهنية الجمعية لكثير من المجتمعات قصصٌ وحكاياتٌ وأساطير حول أحداث وشخصيات تكاد تكون أسطورية، حتى وإن كانت ذات بذرة صحيحة، فارتكاز بعض الأساطير على أحداث حقيقية لا يمنع من أنَّ الرواية (...)
آليات الإكراه الاجتماعي متعددة في مجتمعات إنسانية مختلفة، ومتباينة أحياناً، إذ من خلال سياسة المجتمعات وإخضاعها يكون الاستقرار السياسي. فالقانون هو الصيغة الأكثر قرباً من الأخلاق الإنسانية العامة لأنه يأتي لحمايتها بعيداً عن الأيديولوجيا، فوجود (...)
من خلال استعراض آليات اشتغال الدين داخل أي مجتمع يمكن أن تستدل على أن الصيغة المقبولة للدين هي صيغة الحارس والقائم على التراث، ويحدد إدوارد سعيد في مقاله «صدام التعريفات» هيئة هذه الصيغة نقلاً عن مؤرخين هما تيرنس رينجر وإريك هوبسباوم في دراسة عن (...)
من خلال استعراض آليات الكبت والاستجابات النفسية لها طيلة مراحل تكون الشخصية، ومن خلال استعراض الاحتياجات النفسية وفق هرم إبراهام ماسلو يمكن فهم آلية تحول الفرد إلى شخصية إرهابية تنزع إلى العدوان. فقد رتَّب ماسلو الاحتياجات الأساسية لنمو الشخصية (...)
إذا كانت مفردة الأب، وبإحدى صيغها، دالةً على السلطة الاجتماعية في المجتمع العربي، فإن مفردة «الشيخ» تؤدي ذات الدلالة، فهي سلطة: «رجل الدين عند المسلمين. عالِم. أستاذ معلِّم. كبير القوم. كل كبير المقام» (جبران مسعود، معجم الرائد، ص536). متعالقة بذلك (...)
ينطلق إرهاب الدول من منطلقات قومية أو استعمارية أو تاريخية، وبسببه تنشأ مقاومة الأفراد لهذا الإرهاب فتكون بذلك مجرد رد فعل. حيث لا يكون إرهاب الأفراد ناشئاً عن رغبة تدميرية بلا مبرر ولا ينتمي الإرهابي لجماعته دون سبب، كما لا يساهم في نشوء جماعته دون (...)
الفرد يأتي تالياً للوجود الاجتماعي، وبالتالي فإنه يخضع للمنظومة الاجتماعية، «ومع ذلك لا يتقيد كل الناس في أي مجتمع بالسلوك المقبول المتفق عليه، والأصول المرعية كل الوقت» (بيتر فارب- بنو الإنسان 248)، ثم يشير فارب، كشكل من أشكال التسامح المصاحب لأي (...)
ليست آليات الكبت داخل العائلة، أو أنظمة القسوة داخل المجتمع هي الباعث الوحيد لمشكلة التفردية، المشكلة التي تقف خلف نشوء الشخصية العنيفة، بل إن غياب الهوية النفسية نتيجة نقص الاحتياجات الأساسية، أو بعضها، سببٌ رئيس لزيادة مشكلة التفردية وبالتالي (...)
يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قررت ألا تتراجع عن قرار توسيع البناء في مناطق الضفة الغربية، أي في منطقتي يهودا والسامرة، ولاسيما البناء في منطقة E1 بالقرب من مستوطنة «معاليه أدوميم»، هذا الإصرار يأتي على الرغم من الضغوط الدولية الممارسة عليها. وفي ذلك، (...)
المعضلة ليست في «مرسي»، ولا في «مصر» حتّى، ولا في «شعبها»، إذ يمتلك مرسي عصاً سحرية لحكم مصر، ألا وهي «شعب مصر» ذاته، فالشعب المصري لو آمن بفكرة ما فإنه الأقدر على جعلها حقيقة مهما بدا أنها مستحيلة. إن ما يحدث في مصر الآن يمكن تلخيصه في عدة نقاط (...)
لا جديد فعلاً، فغزة كانت مجرد ضحية انتخابية إسرائيلية، كما كانت سوريا ضحية الانتخابات الأمريكية، فالتعالق بين ذهنية الدولة اليهودية وذهنية أمريكا تعالق أبدي، والعلاقة بين الدولتين علاقة استثنائية كما أشار روجيه جارودي ذات مرّة: «هذا التحريف للتاريخ، (...)
في أخر تصريح لوزير الخارجية الروسي مساء الثلاثاء المنصرم في الأردن، قال عن الأزمة السورية: «نحن مع إعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار». فكل هذه الأشهر لا يبدو أنها حملت مؤشرات ولو من بعيد ليخمن (...)
إعصار «ساندي» كان كارثياً بكل المقاييس، وهو جرس إنذار يضاف لأجراس إنذار سبق أن شاهدنا أثرها على هذه الأرض كما في تسونامي المدمر ثم إعصار اليابان وإعصار كاترينا وغيرها.
على الإنسان أن يعيد النظر في أسلوب حياته على الأرض، فالأعاصير ليست هي الرسائل (...)
قصة السجين مازن مساوى، رحمه الله، ليست هي المأساة الكبرى في السجون العراقية لسجناء سعوديين. هناك العديد من الأسماء التي يحمل كل اسم منها مأساته الخاصة، فالاثنان والستون سجيناً سعودياً في العراق يحمل كل واحدٍ منهم مأساته الخاصة التي لا تشبه الآخرين (...)
ملف السجناء السعوديين في العراق ملف شائك، ولعل السبب في ذلك أن العراق لم تعد «دولة قانون»، فكل أشكال التنكيل والتعذيب التي كان يزعم معارضو نظام صدام حسين وجودها في السجون العراقية قبل عام 2003م لم تعد إلا ذكريات تشبه ذكريات شهر العسل في زواج ملكي (...)
ليس من عادتي الرجوع للمقالات السابقة والتعقيب عليها، لكن مقال الأسبوع المنصرم استوجب تغيير هذه العادة نظراً للردود التي جاءت على المقال وكذلك ما وصلني من رسائل أو اتصالات، فيبدو أنني نثرت ملحاً على الجرح المفتوح، إذ اتصل بي عدد من الأصدقاء وبعض ممن (...)
نعم، المخاطب في الجملة السابقة هو جبريل عليه السلام، الملك الكريم الذي يؤمن المسلمون أنه ملك سماوي مخلوق من نور نزل بالوحي على الأنبياء بأمر الله كما هو الحال مع القرآن الذي نزل به على الرسول محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلّم -. وهو الروح (...)
قال رئيس تحرير المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي هيبدو» التي نشرت صورا كاريكاتورية ساخرة من رسول الله، – صلى الله عليه وسلّم -: إن «الكاريكاتوريات ستصدم من يريد أن ينصدم»، وأوضح أن القرار، رغم التوتر الراهن في فرنسا وفي بعض الدول الأوروبية والإسلامية، (...)