دلف الى بيته الطيني المجصص بالرخام والنوره المكحل بالنيلة حتى بدا وكأن لونه يميل للزرقة ، كانت بيوت الطايف تدهن هكذا بالرخام
الأبيض خاصة في عيد الفطر حيث تعلن حالة الطوارئ في أغلب البيوت فترخم وتغسل وتنفض مفارشها التي تشبعت بالغبار خلال العام وتنجد (...)
تقوقع على كرسيه في قاعة انتظار الأشعه،كان صدره يؤلمه من شدة السعال ،الغرفة يطل شباكها على ممر طويل لا تهدأ حركة المرضى المارين منه ، ارتال من المرضى تعبره في الجهتين ، بعضهم يهرول وبعضهم بالكاد يمشي وبعضهم بعربة وبعضهم على عكاز تجمع بينهم نظرات (...)
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعًا خصبًا لكثير من الأفكار النقديّة المتطرّفة التي لا ترتكز على أسس معرفيّة أو علميّة، استند في رأيي هذا إلى مقولة غريبة وقعت عليها مصادفة، تزعم أنّ بعض الكتّاب الروائيّين الكبار يعجز عن إتمام حكايته، فيتركها بدون (...)
نحن عادة، حين نرغب في القراءة، نتّجه نحو الكتب التي نعرف كاتبها، فنبحث عن روائعه؛ أو نُهدى إلى الكاتب من خلال محبّيه والمتبصّرين بإبداعاته؛ أو يدفعنا الفضول لتصفّح الأوراق الأولى من الكتب المهداة إلينا، ونحن نظنّها من سقط المتاع، حتى إذا ما استهوتنا (...)
إنّ أغلب القصص الإبداعيّة هي في الواقع نتاج مواقف حياتيّة تقدح أفكارَنا، فتسيل لها أقلامُنا؛ يحدث ذلك - بالطبع - مع نخبة من الكتّاب المبدعين الذين يمتلكون الموهبة الحقيقيّة التي يصقلونها بالدراسة والتمرّس، والمواظبة على القراءة أو المطالعة (...)
لا أعرف اسم الفيلم السينمائي الفرنسي الذي تضمّنه هذا المشهد الإبداعيّ، وليس لي سابق معرفة بأبطاله، ولا أظنّني بحاجة لمعرفة قصّته، كل ما يعنيني أنّه أتى بسؤال مهمّ جدًّا وذكيّ، طرحه شابّ على أستاذه الذي كان يعلّمه الكتابة الإبداعيّة؛ سأله ببراءة (...)
إنّ الملحمة الشعريّة الأوديسّة ل«هوميروس»، التي ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد كبداية خجولة للرواية بشكلها الحالي، رسّخت مفهوم البطولة، وأظهرت ولأوّل مرّة - فيما يبدو - دور النساء البطوليّ، وساعدت على إعادة النظر في مفهوم الحرب والسِّلم، وعزّزت (...)
اليوم هو العاشر، الذي أعقب مغادرتها. في الواقع لست متأكدًا إن كان بالفعل كذلك، فقد يكون التاسع أو الحادي عشر أو حتى الثامن أو الثاني عشر، إذ لم يعد التاريخ يعني لي شيئًا بعد خروجها الحزين. الأكيد أنها غادرت منذُ مدة طويلة، ولم تعد بعد، ولا أظنها (...)
لا أذكر كم كان عمري حينها، لكنني كنت صغيرة، صغيرة جداً بما يكفي فقط لإدراك الأشياء والاحتفاظ بجزء منها في ذاكرتي. اصطحبتني أمي يومها إلى حديقة الحيوان لأول مرة. فرحتُ حينئذٍ فرحاً عظيماً. ملأت ضحكاتي أركانَ الحديقة، لم يسلم أحد من مشاكساتي. هذه (...)
ثمة من يعتقد أن أي جملة مفيدة يمكن أن تكون قصة قصيرة جداً. وهم بذلك لا يرون في هذا النوع من الأدب غير رسالته الهادفة، أو عمقه الذي يجعل لأي جملة حمالة أوجه قيمةً في ظنهم؛ فتراهم وهم يأتون بالأحجيات والطلاسم يبتسمون في وجهك بغرور، متجاوزين استغرابك (...)
تفتح عينيها بعد سبات طويل، فتراه واقفاً أمامها يمسك يدها ويستجدي حديثها معه. وقد رأى بريق عينيها، أقترب أكثر وابتسم في وجهها، سألها: أتعرفينني؟
عندما لم تجبه، بداً ملحاً في طلبه، يتوسلها أن تخبره من يكون.
تظهر على شفتيها في تلك الأثناء ابتسامة (...)
تطرق الأديب والشاعر اليمني الشاب أسامة المحوري في مقاله المعنون ب «الجمهور والعاطفة» للشاعر والفيلسوف والمفكر اليمني «عبدالله البردوني» -رحمه الله - والذي كان مع إبداعاته تلك بصيراً وناجياً من مرض الجدري؛ ومعلوم بالطبع ما يتركه هذا المرض من آثار في (...)
توقظني زوجتي في منتصف الليل لتسألني: ما سرّ بكاء ابننا الوحيد في غرفته؟!
أخاف أن أخبرها أنه توفّي منذ عام في حادث سيارة، ويزداد خوفي من إخبارها أنها توفّيت معه في نفس الحادث.
»محمود الجعيدي»..
ما زلت على قناعتي بأن القصة القصيرة تقرأ بعد الانتهاء (...)
وقف على مسافة ليست ببعيدة من تلك البوابة المغلقة بأبوابها الحديدية العملاقة، راقبه في صمت وهو يعبث بأغراضه الشخصية بهدوء، ويستل منها موقداً صغيراً وإبريقاً متسخاً تلفح منتصفه بالسواد. قربه قليلاً من وجهه ورمقه بنظرة حانية قبل أن يضعه على الأرض، (...)
يتكئ بعض المتقدمين من الفلاسفة وعلماء الكلام ومن ينحو نحوهم على رأيٍ للعقاد في تقليلهم من شأن الرواية وأهلها، بينما يُنْظَرُ لهم من أهلِها وخاصتها على أنهم عجِزوا عن كتابتها فذهبوا باتجاه استنقاصها، شأنهم في ذلك شأن عباس محمود العقاد نفسه، الذي لم (...)
شكلت وزارة الشؤون البلدية والقروية لجنة مختصة تُعنى بمتابعة أوضاع سكن العمالة، ووضع الحلول الفورية التي من شأنها أن تصحح الخلل بإشراف مباشر من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف، وتعد هذه خطوة مهمة تساهم في بناء اللبنة الأولى لمشروع وطني (...)
عندما وضع الدكتور الأمريكي من أصول إيرلندية «جوزيف ميرفي» مؤلفه الشهير «قوة عقلك الباطن» في العام 1961م والذي يعد مرجعاً مهماً في العلوم المعنية بتطوير الذات، أراد أن يخبرنا باختصار شديد أن لعقلنا الباطن قدرة عجيبة على تسهيل حياتنا لو عرفنا كيف (...)
في ظني، يقصر إدراك كثير منا عن مفهوم القصة الإبداعية، والتي في محاكاتها ونقلها للواقع المعاش؛ تسلط بقعة من الضوء على أمر نظنه لا يستحق الوقوف عنده، بينما يلتقطه القاص المبدع ويضعه أمامنا، تاركاً لنا اكتشاف ما يتضمنه من معانٍ عميقة لم نكن ننتبه لها. (...)
عندما نذهب باتجاه القصة القصيرة الإبداعية سنتحدث يقيناً عن واقعية عميقة جداً، ورمزية مقبولة؛ فالمشاهد المروية ليست خيالية، بل كلنا يشاهدها، لكنه وحده الكاتب المبدع يغوص في ثناياها، ويستخرج منها اللؤلؤ والمرجان، وينثره على صفحاته البيضاء تاركاً لنا (...)
يحسب لنادي جدة الأدبي في تنظيمه لملتقى قراءة النص السادس عشر المعني بتحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة؛ محاولته تسليط الضوء على الحالة الإبداعية السعودية في مناشطها المختلفة نثراً وشعراً وكذلك تكريمه لرواد الحركة الثقافية ممثلين في (...)
في كثير من الأحيان لا نعرف لِمَ كتبنا، ولمن نكتب، وهل ما نكتبه يستحق أن يُكتب ويُقرأ.. فقط نمسك بالقلم، ونجد أنفسنا نخط شيئاً، نظنه كلاماً قيماً، يشبه ما يتناقله المثقفون والمفكرون ويدونونه في قراطيسهم؛ فترتسم على شفاهنا ابتسامة رضا، ما تلبث أن (...)
تساءل بألمٍ وهو يتنقل ببصره بين علب المياه الفارغة والقاذورات التي رميت أمام بوابة المنزل .. لما تُركت ملقاة بهذه الطريقة المستفزة ؟!!
أكانوا يعتقدون أننا لن ننسب هذا السوء لهم أو أننا لن نعثر عليهم ونحاسبهم على صنيعهم ؟!!
ابتسم وهو يهمس بخبث .. (...)
أن تَقبل فتاة جامعية بالعمل مستخدمة في إحدى مدارسنا مع زوجها وهي الوظيفة البسيطة التي لا اشتراطات لها سوى عقد نكاح ساري المفعول .. أمر مستفز .. يعطي دلالة كبيرة على خلل مجتمعي لا يمكن إنكاره وإن رآه البعض حرية شخصية وإن من حقها ممارسة حياتها (...)
لا يعقل أن تُختزل حياتنا في ممارسات فطرية تتساوى أمامها كل الكائنات الحية كالتعلم وطلب الرزق والزواج وتربية الأبناء وتوفير المسكن ونحن نزعم أننا سائرون في طريقنا لبناء المستقبل ومنافسة كل الحضارات وفق الرؤية الطموحة 2030 التي يستحيل إن ترى النور (...)
قطر كانت في صدارة المشهد وقت الربيع العربي المزعوم عن طريق قناة الجزيرة وطواقمها من المراسلين الذين كانوا يشكلون كتائب إعلامية لا تقل أهمية وقوة عن الكتائب العسكرية ولعبت دوراً مهماً في تهييج الشارع العربي ودفعه للخروج للشوارع والانقلاب على قياداته (...)