لا تمثل البشرية على شاكلة جسم سياسي واحد. فهي جماعات كثيرة ومتفرقة. وبعض الناس أو البشر، دون غيرهم، هم من هذه الجماعة أو تلك. ومن ليسوا من الجماعة، كلهم غرباء أو أجانب. ولا يستوي التمييز هذا وحداً وتفريق الصديق من العدو. فالتفريق هو من فروع مسألة (...)
الغريب أو"الأجنبي" هو اشبه بمحل لا يحله او يشغله احد. فنحن نعرف إلى ما ننتسب، ولكننا نجهل من هم الآخرون حيث يقيمون، وحيث هم. ونشعر نحن أننا غرباء في ضوء قياس معكوس على غرابة الغريب. وإدراك الأمر يمهد الطريق الى تعارف متبادل، وإلى الضيافة على وجهيها، (...)
ماذا ينقص للتحليل التفكري، الموجّه انطلاقاً من الشيء أمامي وانطلاقاً من الشخص المتصور كمثال لي، حتى يساوي فهم الإنسان المقدم في الأساطير وبلاغة البؤس؟ ما ينقص لمثل هذا التحليل هو بُعد الشعور.
إن فهم "البؤس" الذي انطلقنا منه، هو فهم مؤثري، فهل من (...)