تبدأ "السلطة" من أول اللغة... تبدأ متواطئةً بنا متبارية بمهاراتنا وحركاتنا من أول فعل التشييء، مع أولى الخُطى المتخفية، تتسمى بأشكالها وأسمائها وتنكر "جميع" أشكالها وأسمائها، محولة بالخفاء كل ما ومن تتعامل أو تتعالق معه الى متشيَّأ تستخدمه بالتستر (...)
الرواد : كلمة استُهلكت طويلاً منذ الستينات بمعنى: الرائد = "ضد السائد" في قاموس ما سميناه الحداثة الشعرية بخاصة. حيث السائد ليس الرائج - القائم فحسب، بل يفيد ضمناً معنى السلفيّ، الماضويّ، التقليدي وأحياناً المباشر ضد الإيحائي كلها من قاموس الرّواد (...)
من قال نذوبُ كما ذاب السكَّرُ والشمْعُ
على الفنجان وفي أطراف الصحْن أرى البصماتِ
وأقرأ في الفنجان ضيوفاً ومناقيرَ طيورٍ
وزيارات رفاقٍ وصلوا
من قال بأنّا نسعل حين الطقس يسوءُ
فترتجف الحشرات وتزحف في أدغال البيتِ
يظلّ الطقسُ عنيداً
والقصديرُ (...)
تغضبُ الدنيا
تُعمِّر حولها صبحاً رمادياً
تُعلّق في نوافذه بُكاها
تغضبُ الدنيا
فتصبغ شعرها بالحُزْن
تلبسُ خمْساً بلا ورقٍ
وستاً من عماراتٍ على أقصى مداها
تغضبُ الدنيا
وتُمسك بالعروق عَصَا الضبابِ
تهزّ قبضتها
تُهدِّد كلَّ محتشمٍ عَصَاها...
وعلى الجنوب (...)
الأحداث "تحدث" خارج النص، أحياناً نُحدثها في داخله. وبمقدار ما ننجح في بَصْم التطابق يصبح النصُّ "مقبولاً" سياسياً. مواطناً صالحاً في نظام يعتبر نفسه الأصلح سياسياً - سوسيولوجياً وحتى أدبياً، حيث الأدبية هنا معيارٌ لا قيمة طاقة حداثوية مجرّدة. (...)
ممثلون؟ نعم ممثلون منذ البداية. وقد يكونون في الأصل ممثلَين يعرفان ويكملان بعضهما بعضاً... ويتفقان في أداء اللعبة المسرحية بإخراج براعته إخفاء أي أثر للنفاق والغش بخلق سياق يمحو أي أثر نافر فيه... والمسرحية طويلة متعبة، ولكن ممتعة ومورِّطة، كثيرة (...)
سبق القول كثيراً إن النصّ الشعري الحديث لا ينتهي لأنه حياة ابداع أو بالعكس إبداع حياة أو كلاهما معاً. يبدأ من "انفجار" تجمع مما سبق لحظة توقف الكتابة الموقت في محطة استراحة ليعود هذا النص بعدها الى السفر والجريان بلا نهاية، عبر محطات تتشابه بقدر أو (...)
1- المغنّي
جمعوه
من شجَر...
من برقٍ وترابٍ
دخلوا
صار البيتُ وحيداً
شمسٌ تنزل فوق البحر وتغرقُ
من خلف الجبل الفاتح كفّيهْ
جَبَلُ الشيخ المتوسِّد صدر الدنيا...
طعنوه
بمداهُ وعينيهْ
في عرسٍ تركوهْ
أضيقَ من رئتيهْ
حملوهْ
بين يديهِ/ فمات وعاش قتيلاً بين (...)
- زرقةُ الوقتِ شحّتْ الى مستوى الصِّفرِ
لكنَّ بابي يُعربدُ مُستوحشاً بارداً
وينطقُ أجوبةً سهلةً
دون أيِّ اقتراحٍ لها... أو سؤالْ
إنها حول بيتي رياحُ الشمال الضريرةْ
تُتمتمُ حيناً وتصفر حيناً بأصوات جنٍّ سكارى
يقودون سيّارةً من هُنا، ودزّينةً من هُنا (...)
هل النص، الشعري تحديداً القصيدة، "المكتوبة"، "المدوَّنة"...، "صفقة" شعرية أم اجتماعية، اي أنه ذو بعد ودور اجتماعي بتواطؤ الممارسات السائدة كما يريد ويصمم لنا اصحاب السؤال المخزون في لاوعينا، قبلنا وأمامنا، حولنا في اساسنا التراثي وبنائنا الكتابي، في (...)
1- عشق
من خيمتي...
من بابِها
من صمتها المسقوف بالرمل إلى
أنينها الشفّافْ،
تبدأ عيْنُ العشق حتى شينها
وتنتهي بالقاف:
"ع.. ش... ق"
2- خيمة النابغة
لخيمتي بابان
- واحةُ السيوف من هنا
- وواحة الأسماء من هناكَ
سَقْفُها السماء
شمسُها ثريّة المدى
جدرانُها (...)
ما بها تفرطُ أنظار المهى في فم العُصْفورِ
والعصفور يلهو حولَها برفيفٍ يتوارى
عنده شوقٌ لحَبّ القنْبز المودوع في كيس الثواني عندها
رجفةٌ في الكفّ في المنطقة العطشى
وأجيالٌ من الأشياء في القبْوِ
وداءٌ في المفاصلْ
عندها نظّارتا شمسٍ
وضعفٌ في مطلّ (...)
1- الأحد: عناوين ربيع مبكِّر وكائنات الإثنين
لعل الربيع يبكِّر في زيارة لبنان هذا الشتاء ويشارك في شهر التسوّق والتبضّع. بيروت الأحد مشرقة تمسح بأنامل دافئة مطر الأمس، والأحد كعادته ساكتٌ... ساكن، والاستيقاظ هو كعادته قبل السابعة بالتأكيد. واليوم في (...)
اعتقاداً بأن المجال الثقافي ذو حيز اجتماعي في الاساس، واختصاراً للمجادلات المعروفة، أقرُّ جريحاً بالتالي: فعلاً نحن امام إلتباسين رهيبين: "الثقافة العربية" و"الديموقراطية العربية".
واتّقاء لأي هجوم لأبطال الغيرة والحميّة، اعترف - منذ الفكرة الاولى (...)