1- عشق من خيمتي... من بابِها من صمتها المسقوف بالرمل إلى أنينها الشفّافْ، تبدأ عيْنُ العشق حتى شينها وتنتهي بالقاف: "ع.. ش... ق" 2- خيمة النابغة لخيمتي بابان - واحةُ السيوف من هنا - وواحة الأسماء من هناكَ سَقْفُها السماء شمسُها ثريّة المدى جدرانُها الهواء 3- صوت لامرئ القيس من أينَ أيّها الهوا تجيء؟ أمن أنين تَدْمُرٍ ردّتْ عليها بابلٌ؟ أم من حنين الشامْ أم من سُطوح جرشٍ نداؤها من تَدمرٍ... إلى مسايا عَدَنٍ إلى مدى الأيام... 4- حصان وعيْن وأسقي جوادي من الدمعِ دمعي يُعبِّئ صحراءَ من عربٍ بائده وصحراءَ من عربٍ عاربه ودمعي حصاني الجموح وعيني تُروِّي اختفاءَ المدينه 5- جواد لبني أسد لأسقي جوادي أتيتُ ببيداءَ من ماءْ علَّمْتُها بالنواعيرِ أن تقرأ ماءً... وتنطقَ ماءً وتَشهق ماءً بأجفانِها ومن أجلها شدّ دمعي السَّفنْ وأَفلتَها نحو قيعانِها.. 6- احتراق عُروة بن الورد قافلةٌ من عَطش الصحراءِ ومن جُوع الفقراءْ.. ألخُبْزُ بها جاريةٌ سلبَتْها ضرّتُها الماءْ والبئرُ بها رُبطتْ بالبئرِ إلى آخر بئرٍ عجفاءْ ... ومتروكٌ لفضاءِ البئر بأن يخرجَ من جوف البئر إلى نشوتها خرجتْ كلُّ بئار الماء خيولاً من شمسٍ وهواءْ إلا بئراً واحدةً بقيت في كفِّ الأرضِ تدلُّ الشاردَ في الحبِّ إلى "قلْبِ" الصحراءْ 7- أسئلة هوامش قافلتي غرفٌ من لوزٍ وزبيبٍ ورماد بَرقتْ منذ بهار الهند وشعّت أسئلةً - من أين إلى أين؟ من صرخة أرنونَ الى صنعاءَ... إلى يُبْس الشفتين من دمعة وهران إلى بُصرى قافلةٌ بكماء من بين النهر إلى بين البحرين نداءٌ منطفئ بنداءْ كلمات بين القوسين وأشياءٌ بين الرئتين على الشفتين قتيله كلمات مقتوله... قافلة بخيول رياح مفصوله أشياءٌ مقفوله: طعمُ الشفتين دمٌ وبلادْ 8 - العبد التاجرُ فوقَ التاجرِ فوق التاجرِ... حتى أسفل عبدٍ تصنعُهُ الأمّه بشواربَ ضخمه ومخالبَ عمياءْ 9- رقيم للحطيئة الصحراءُ سيوفي أشهرُها أنبشُ موتاها المسْتُوفين يباباً أرقصُ في شتى أنحائي وأذرّيهم في الريح خراباً... أمّا موتاها المبذورون تراباً فأناديهم من بين حجار المثوى وعظام الأيامْ أسقيهم أحلامي غيثاً من فرح وسلام وأملّكهم كلَّ جروحي كلَّ قوافل روحي وقبائِلها من إبل وخيامْ 10- آخر المئة أَقتلُهم... لم أبلغ مئتي... يبقى آخرُهم... أوّلُهم يلحق بي ... صحراءُ تهرول في صحراءَ وأتعبُ... أظمأُ تحملني البيداءُ على شهوة سيفي حتى آخر بئرٍ تنحرني ترميني في أهداب الرملِ ويعرفني آخر جوَّابٍ في مئتي يلبطُني في مكرمتي... أعرفُهُ تشهقُ من كوم الرمل عظامي يمسكه آخر يوم أعمى يقتلُهُ آخرُ عظمٍ في جمجمتي - أوّاهْ 11- البوابة بوّابتي الصحراءُ تفتحُها يدي ليلاً وتُقفلها شموسي المسرعه.. سيّارتي الصحراءُ تنهلُ بي المدى متَعي وأبوابي الجهاتُ... أنا دواليبي دواليبي الفصولُ الأربعه... 12- الغناء الثاني عشر أغرقُ في رملي الحارقِ أغرقُ أغرقُ.. حتى شفتيَّ.. أغنّي حتى آخر قطرةِ ماءٍ في الماء: "صحراء". وأغني... حتى تقطع كل مسافاتي الصحراءُ وأحيا... * شاعر لبناني.