من قال نذوبُ كما ذاب السكَّرُ والشمْعُ على الفنجان وفي أطراف الصحْن أرى البصماتِ وأقرأ في الفنجان ضيوفاً ومناقيرَ طيورٍ وزيارات رفاقٍ وصلوا من قال بأنّا نسعل حين الطقس يسوءُ فترتجف الحشرات وتزحف في أدغال البيتِ يظلّ الطقسُ عنيداً والقصديرُ منيعاً ليس يُطاوعنا القصدير ولا يعطينا البرْدُ وروداً أو عسَلاً من قال يخفّف من أشواك سعال الديكِ العَسَلُ من قال يصيبُ الحبُّ مقاتلنا فندبّ على الأطرافِ وتعلونا أقواسُ النصرِ يُذوّبنا السّكرُ والشمْع يُولّعنا فنخطُّ بعرض الشارع يافطةً يدنو الشرطيُّ ويقرؤها غلطاً "نسرُ الأوطانِ مُبادئُها" ونصحّح للشرطِّي ونقرأ في ثقة القاضي "نصر الأوطانِ مَبادئُها" فيسارعنا الشرطيُّ بزمّ الثغر وينفعلُ من قال يُخفّف من أشواك سعال الديك العسلُ... من قال بأنَّا نخرجُ من أقفيةِ الجسمِ ونصبغ فوق الخدّ ثعابيناً خضراً وعلى الخدّ الآخر نرسمُ أثماراً شاغرةً. ونفصّل فوق الجسم حمارَ الوحشِ ونطلع نحو الناس ونرمي برميلاً نُركِضهُ بالرجلينِ ندبُّ على الفقرات ونُسرع ثانيةً وندبُّ على الأخفاف كأنا جَمَلُ من قال يُخفّف من أشواك سعال الديك العسلُ... من يرحمنا من هذا السَّفَر الأعمى من ينقلنا في صندوقٍ في شاحنة الليلِ تُرى يعرف زعران الصبيةِ أنّا نزحلُ طولَ الدربِ على الجنبيْن نَدُقّ بهذا الكتْفِ وذاك كأنا جدَلٌ أعمى لكنّ الصبية قد فعلوا لبسوا الأثواب النُّغْلَ رموا البرميلَ وتاهوا في شاحنة الليل الى "مملكة السيركِ" ولم يصلوا.. من قال نبيع بشاحنةِ التفَّاح نساءً وخيولاً لكنّا نصعدُ في كثبان الرمل ونسرع في كوم الغزارِ نطاردُ خلف حمار الوحشِ ونطعنهُ يطعنُنا بالأُذنينِ ويلبسُ في الأدغال ثياباً منّا لا يَعْرفُ سائقُنا سيّدةً حتّى يأتي ملِك الشمعِ ويجعلُها للجسْم غطاءً لكنَّ الأعمار تضيعُ كعَدْوٍ خلْف حمار الوحشِ يُمزّقُ فيه الرجُلَ الرجلُ.