تغضبُ الدنيا تُعمِّر حولها صبحاً رمادياً تُعلّق في نوافذه بُكاها تغضبُ الدنيا فتصبغ شعرها بالحُزْن تلبسُ خمْساً بلا ورقٍ وستاً من عماراتٍ على أقصى مداها تغضبُ الدنيا وتُمسك بالعروق عَصَا الضبابِ تهزّ قبضتها تُهدِّد كلَّ محتشمٍ عَصَاها... وعلى الجنوب تهبُّ مسرعةً تقطف خمس وردات تُضمّمها وتقلع في الفضا فستانَها ترميه نحو صخور وادي التَّيْمِ يسقطُ شرقَ صيدا تستعدُّ على قوائمها تُنادي من تراهُ ولا يراها ومتى يحين أوانُ نشوتها تُمزّق غيمها سُحباً... تُقطّبُها بأوسمةٍ وتشلحها على ممشى بلاط البحرِ ثمُّ تغيب عاريةً وتغمرُ كلَّ من لبّى نداها... تشهقُ الدنيا وتغزّل بعضَ أدراج الحدائق بعض أبراج المدى وتصيحُ بي: ها قد وَصَلْ - "أيُّ نيسان أَفَلْ أيّ شمس أنت مغربة بقلب البحر مشرقة وراء جبلْ"... ونروح نركضُ في الحقول حلىً بعكس النهر تجري وعلى يمينِ الأُقحوانِ أنا وحيد القلب أعدو وعلى اليسار مشى "زعلْ"... أيُّ تشرينٍ يُقلِّم جكَّتى ذهباً ويتركني بريشته أطير أي صيَّادٍ على دولاب أحصنةٍ حرير "غرفتي امرأتي ولوحاتي هواها كلّما ولّيتُ شدَّتني يداها... تغضبُ الدنيا تُعمّر غرفتين من الصنوبرِ تنحني في مدخل الوزّالِ تعزمني على شاي المساءْ وأنا شريدٌ عدتُ من سفري أُجمّعُ كل لوحاتي وأحرقها فضاءْ..