1- قطار كان جَدّي صغيراً يُهرولُ في البيْتِ يركضُ خلْفَ هيْفاء جارتِنا المستحيلةِ يدخلُ في غرفةٍ إثرها ثمّ يخرجُ والبيتُ يزدادُ ريحاً ونارْ فحيناً مضى من نوافذَ تأتي وحيناً أتى من شوارعَ تمضي تملَّى رأى جسمَهُ في دوارْ... وحين المداخلُ أضحتْ مرايا تمرّى بكلِّ الخطايا... وسارْ... وحين النوافذُ أضحت يداً في يَدٍ والمسافةُ لَصْقَ المسافةِ والبيتُ ليلٌ على ليلةِ الأمس يهْوي تمسَّك بالفجر جَدّي ودارَ على قلبهِ وَاسْتدارْ: رأى نفسه في المرايا قِطارْ... 2- محطّة محطةٌ تَمشي قُرىً قديمةٌ جديدةٌ وعاشقان في شِجارْ... مُحمِّلان من هواهُما العتيقِ صُرراً على الرّؤوس والأكتاف يمْضيان من هُنا... ومن هناك كلّ واحدٍ قطارْ 3- سكّة الحجاز خطّان من صيدا الى بيروتَ من حَيْفا الى صيْدا الى بيروت فالحجازْ زوجان دائماً مسافران والحجاز شرطة على الحدود... قصة لا تنتهي كلٌّ على حسابه لوحدِه... كلٌّ على جوازْ 4- مفتِّش مَرَّ كالصَّدَى على سكّينتين مقصورةٌ من مُخملٍ وعَنْبرٍ على الرّخام عُلِّقت ستائراً مشيرةً من سيْف قرقُمازْ أعطى إلى الرّكاب من ألحاظه "تانْغُو" لكلِّ عاشقٍ و"جَازْ"... لكنّه أعطى لها هدوءَهُ تمْراً وتلْفازاً علا خريرُهُ من ساحة التحرير... للحجاز 5- زوجان زوْجانْ/ يسافرانْ كلٌّ على حسابهِ... ويُقلعانِ من محطّة طيّارة... كلٌّ على جوازِهِ علامةٌ تمنعُهُ كلٌّ على جوازهِ إشارة الحبُّ مسرحيةٌ عندهما تبدأ حين تنتهي... ... تبدأ حين تنزل الستارة 6- لقاء خَطّان: واحدٌ يأتي من المسَا لِقلْبِهِ ويتركُ الثاني عروقَ جسمِهِ محمَّلاً باللّوْزِ والحريرِ والزُّجاجْ جَميلةٌ تأْتيهِ من يدَيْهما قِطارُها فوقهُما محمّل بمرمرٍ مزيَّحٍ... وعنْبرٍ مُفَتَّح... وعاجْ مُعَلَّقٌ كالأَرْض في سراجْ 7- شجار أشجار شِجارْ: شُبَاطُ قِطَّان على جدارْ وقطّةٌ تموءُ من جِدارْ... آذارُ يَبْتدئْ والشَّجرُ المقطوعُ مَرميٌّ على وِسادة النهارْ - ستارْ - الليلُ يختبئْ الليلُ مهرُ نارْ عيْناهُ من ليلٍ ومن نهارْ قطارْ كأنّه على خطيْن من دُموعنا... قطار منتظرٌ إشارةَ الهلاكِ من قطار... - صدىً بلا سِتارْ- * شاعر لبناني.