1- المغنّي جمعوه من شجَر... من برقٍ وترابٍ دخلوا صار البيتُ وحيداً شمسٌ تنزل فوق البحر وتغرقُ من خلف الجبل الفاتح كفّيهْ جَبَلُ الشيخ المتوسِّد صدر الدنيا... طعنوه بمداهُ وعينيهْ في عرسٍ تركوهْ أضيقَ من رئتيهْ حملوهْ بين يديهِ/ فمات وعاش قتيلاً بين يديهْ جمعوهْ في فمه وضعوهْ ومضَوْا في شفتيهْ 2- الأغنية "أول شيءٍ فعلوهْ أول شيء قتلوهْ أول شيءٍ رفعوهْ أنفسهم - وقفوا في ملء الشمسْ وبنَوْا مدناً لا تُنسى مدناً من وجع الأمسْ" 3- الدرب عبروا قال لهم أشياءً ساكتةً أشياءً لم تُسمع قرب التينة والحانوت منْ يسمعُ غير السنواتِ الحاذقةِ السنواتِ الأسرع من برْق النّسيان ورعدِ الخاطر/ إكسر تلك السنوات وضمّدها قبلاً في جسمكَ تلك الخطوات إلى رأسكَ/ من قدميك الى الأشياءِ/ الأجملْ أنت/ المتشيِّدُ والمتماسكُ أنت النابتُ والمتداخلُ مثل حجار الحائطِ أطولُ من حائط هذا الدرب نساؤك تهدم عينيك وتبنيكْ تعبرُ مثل بلادٍ فيكْ... 4- المسافر الى م. ع. ف. لا أحدَ في الغربةِ/ لا أحدَ في البلدةِ لا أحدَ في الغرفةِ في الغرفة بارودهْ في الغرفة تلفازانِ وعُودْ ما بين الأسود والأبيض أسفارٌ وحدودْ في الغرفةِ دربان في الغربةِ تبحث شمسُ الجبل الأبيض عنهم والغيمة تفتحُ في النافذةِ الباردةِ الشفتينِ كتاباً يقرأ فيه/ يغرق فيه/ يذهبُ فيه فوق بساطِ الريح الى جُزر البليار/ لا أحد في الغرفة في الغرفة أشياءٌ ترجع حتى بَدْءِ العالمِ... ثمَّ تعودْ 5- الهرم دخلوا وانقفل الحائطُ من تلقاء مفاصِلهِ حاول كلٌّ ان يفتحهُ لكنْ سبقَ السيف العذل: مومياءاتٌ هبّت واندفعت في كلِّ متاه اجتمعوا في رعب الأمواتِ ولكنَّ الغربانَ الخمسةَ والعشرين/الأزمنةَ التسعين انقصفتْ فوق رؤوس بنادقهم وانهار ظلامٌ لم يشهد هرمٌ في العالم مثلَهْ... وهنا حاول كلٌّ ان يفتح في الخوف طريقاً نحو روافدهِ في الأُسَرِ السبْعِ/ اجتمعوا قالوا: إما تسحقُنا روحُ الفرعون وإما نصعدُ منه قبْلَهْ... صَعدوا فوق سلالمَ من أجداثٍ ورموها حين ارتفعوا فتشظت ملءَ الهرم الأكبر صاحوا: "ما أكبرَنا" وابتدأوا كلٌّ من معبرْ... * شاعر لبناني.