لم يكن قائل الحكمة التي معناها أن "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك" بمخطئ حتى وإن كان الزمان الذي قيلت فيه تلك الحكمة موغل في التاريخ البعيد، فكلما تقدمت الأمم تعاظم اهتمامها بعامل الوقت نظراً لتأثيره في العمليات الاقتصادية ومختلف مناحي الحياة، لكن (...)
حينما يحل الركود الاقتصادي على بلد كان يعيش مرحلة نشاط اقتصادي كبير، تخلو المتاجر إلا من نزر يسير من المتبضعين، ويتجمع البائعون عند أبواب المحلات التجارية ليحكوا قصصاً وأحاديث تطرد الوقت الطويل الذي يمضي دون أن يدلف إلى أبواب تلك المتاجر أحد من (...)
إلى عهد ليس بالبعيد، لم يكن السعوديون ليتقبلوا العمل الميداني بمخاطره وصعوباته المتناهية، إلا أن الواقع تغير كثيراً، فكم شركة اليوم فريقها الميداني كله من السعوديين، إلا أن تفاعل الشباب مع العمل الميداني لم يقابله تقدير حقيقي لطبيعة ذلك العمل، فأغلب (...)
تطلعات كبيرة يبديها موظف يشرح لإدارته ما يمكنه أن يفعل من تقديم أفكار وجهود للارتقاء بمستوى العمل في تلك المنشأة، لكن نظرة من القيادي تشبه الازدراء، أو هي كذلك لها وقعها المدوي في وجدان ذلك الشاب الطموح، حتى يتساءل وهو يخرج من مكتب ذلك المدير، لماذا (...)
في إطار سعيها الدؤوب لأن تصبح صالاتها خالية من المراجعين، قفزت الإدارة العامة للجوازات بخدماتها تجاه المقيمين إلى تقديم منتج طموح مدته نصف عقد من الزمان، سمته هوية مقيم، و تَمنح البطاقة التي تنتهي بعد خمس سنين من صدورها المقيم حق الإقامة تلك المدة (...)
تصدر الأنظمة لأجل أن تنظم تعاملات الناس، لكنها في أحيان كثيرة تكون فضفاضة بشكل يتيح لمن يريد أن يستغلها أن يفعل ذلك، فهذا مواطن أدخل سيارته المعطوبة إلى مقر وكيلها المحلي في الرياض طالباً لها الحل والعلاج، لكنها بقيت في ذلك المبنى لعشرة أيام في (...)
برهنت شركات محلية كبرى على أن السعودة باتت واقعاً ملموساً في سياسات قطاع الأعمال في المرحلة الراهنة، وأنها باتت تشكل أولوية قصوى في سياسات عمل تلك الشركات، فقد أدى الإصرار الحكومي على فرض التوطين كواقع أمام القطاع الخاص، إلى أن تكشف الشركات الكبرى (...)
يوشك بعض المواطنين والعمال الذين يرممون مبانيهم في الأحياء، أن يغلقوا الطرق أمام المارة من خلال إلقاء مواد البناء ومخلفات الترميم، متسببين في أحيان كثيرة بتلف أجزاء من الطرقات والأرصفة، خاصة عند تشييد مبنى جديد.
وتتفشى مثل هذه المشاهد التي يحتويها (...)
رجل يحكم قبضته على الشركة، يتهادى بين يدي الشيخ أينما حل وارتحل، وكلما فتح موظف في الشركة فاه أمام الشيخ ليتحدث عن أمر يخصه أو يخص العمل، أشار إليه الشيخ قبل أن يكمل حديثه بأن يوجه ما لديه إلى الرجل القوي، فيزداد وصيف الشيخ قوة ونفوذاً، حتى يكاد أن (...)
في شارع رئيسي في العاصمة الرياض تسير السيارات على التراب والحصى وإن كان الطريق الأسفلتي تحت عجلاتها، وذلك لأن سائق شاحنة قلاب مر من ذلك الشارع مسرعاً دون أن يضع غطاء الصندوق فوق شحنة البطحاء تلك، الأمر الذي يجعل نثارها يتساقط في الطريق، ويبقى لساعات (...)
يبدو رمي سائقي الأجرة السعوديين لأشمغتهم ووضعها في مؤخرة كبينة سياراتهم وكأنه تماشياً مع المقولة الشعبية (جدع العمايم)، والتي لها مغزاها المحفز على الإقدام والجدية، لكنها في حقيقة الأمر ذات مغزى يوحي بالهزيمة والمعاناة، ففي الوقت الذي تتباهى فيه (...)
مطبات صممت لكي تكبح جماح سرعة المركبات العابرة للطريق، إلا أن مطبات أخرى أنشأت خلال السنوات الأخيرة بالقرب من فتحات الدوران التي تتوسط الطرقات، باتت لافتة من خلال تسببها في ربكة حركات المركبات بشكل واضح، فبعض تلك المطبات لا يبعد عن فتحة الدوران سوى (...)
في مدن صغيرة وكبيرة، بلغ انتشار البقالات الصغيرة مداه، حتى بات كل شارع وإن كان في طرف حي عتيق يعج بالبقالات التي لا يملك السعوديون منها في الغالب سوى أسمائهم المعلقة على الحيطان في صور السجلات التجارية.
ويأخذ الاقتصاديون على انتشار تلك البقالات أنه (...)
سعودي يتولى مهام عمل موظف الكاشير، وقد خلع الثوب والشماغ والعقال، وارتدى قميصاً وبنطالاً في مشهد يوحي بالتحول في تقبل السعوديين لأعمال لم يكن أسلافهم ليفكروا فيها ذات يوم، إلا أن الأسواق الكبرى في المملكة وبمبادرات وإن كانت تحت إلزامية برامج التوطين (...)
يبدو مشهد الطرق الدائرية والرئيسية في مدينة كالرياض محبطاً أمام مشهد طوابير المركبات التي تزحف في شوارعها زحفاً، حتى يبدو المشوار القريب بعيداً ومكلفاً في نظر من تضيع جل ساعات نهارهم في تلك المشاوير غدواً ورواحاً.
فقد تمكنت هيبة الازدحام المخيف من (...)
منذ أيام الطفرات الاقتصادية، وحتى فترات الكساد تشبث سعوديون عصاميون بمقود الحافلات التي تجوب الشوارع ليل نهار، لتنقل الركاب البسطاء في أرجاء المدن الكبيرة، وعلى الرغم من الصورة النمطية عن السعوديين أبناء النفط وبلد الرفاهية، إلا أن أولئك الرجال (...)
تحويشة العمر أو وجع القروض طويلة الأجل التي يتحملها المواطن في سبيل امتلاك منزل جديد، قد تصبح هباء منثوراً في لحظات اكتشاف أن ذلك المنزل مهدد بالسقوط، أو به عيوب وتصدعات وتسرب للمياه على الرغم من أنه لم يكمل عامه الأول، تلك صورة من قصص مأساوية عاشها (...)
أصواتها هادرة تلك الصهاريج الضخمة التي تمخر الأحياء صبح مساء، آتية بالماء المفقود الذي شحت الصنابير بقطراته، وتوقفت الشبكة بتدفقه، فأصبحت الوايتات هي المنقذ، وهي السبيل إلى الارتواء.
وعلى الرغم من أن وجود الصهاريج بتلك الكثافة في أغلب أحياء مدينة (...)
سيارات لا تقترب من المواقف المخصصة لها أمام المتاجر والمنشآت الحكومية، ويكتفي سائقوها بإيقافها على مقربة من تلك المواقف أو قبلها بقليل في مشهد يثير التساؤلات عن هذا النفور من الوقوف في المواقف المخصصة لتلك المركبات. لكن النظر إلى صاحب سيارة قريب (...)
للتنازل عاملة حديثة الوصول، عبارة لافتة في إعلانات أفراد تروج للتنازل عن خادمات لم يمض على وصولهن إلى المملكة سوى وقت يسير، وتثير مثل تلك الإعلانات ريبة لدى المواطنين جراء عرض العاملات للتنازل بمجرد وصولهن إلى المملكة، ما يعني أن من يعرضهن للتنازل (...)
يحصلون على أقل الرواتب، يجولون المدن كلما هجع الناس آخر الليل؛ ليلموا ما ألقاه السكان طيلة النهار، وهم دائماً في الشوارع حتى في أوقات الظهيرة الحارقة، الأمر الذي دفع شرائح مختلفة من المجتمع إلى النظر بعين الشفقة والرحمة لأولئك الرجال ذوي الملابس (...)
أرتال من السيارات تزحف زحفاً، يكاد أن يظنها من يراها واقفة وإن كانت تحبو حبواً، فلا غرابة في المشهد إذا كانت ساعات الذروة المرورية قد حانت، حينها تعبس الوجوه، ويلف الوجوم المدينة، وتصبح الرحلة محبطة وكفيلة بأن تثني كثيرين عن الذهاب لقضاء أمر يمكن (...)
يمسي القوم في الحارة وطرقاتها خالية، ويصبحون وقد ألقيت براميل النفايات الصفراء في قلب هذا الشارع أو ذاك وسط تساؤلات عن أولئك الرجال الذين يلقون بتلك البراميل فجراً في وسط الشوارع بعدما يهرعون بمحتواها إلى مقابر النفايات.
وفيما لا يمكن القطع بأن عمال (...)
تضيع السيارة المحتجزة أحياناً، ويصعب الحصول عليها بالنسبة لشركات التمويل التي تتعرض السيارات التي تؤجرها على العملاء للحجز لسبب عائد لمستخدميها، فقد يكون المستخدم مواطناً مسجوناً أو أجنبياً سافر إلى بلاده وألقى بالسيارة في مواقف المطار ما يضطر (...)
يهيمن المندوبون المتمكنون على حشد رصيد كبير من العملاء يمثلون المنشأة أمام أولئك العملاء، ويقدمون لهم الخدمات كوسيط وحيد للتعامل بينهم بين الشركة، لكن رحيل مندوب متمكن لديه عدد كبير من العملاء قد يربك علاقة الشركة بأولئك العملاء، ويفقدها بعضهم (...)