في مدن صغيرة وكبيرة، بلغ انتشار البقالات الصغيرة مداه، حتى بات كل شارع وإن كان في طرف حي عتيق يعج بالبقالات التي لا يملك السعوديون منها في الغالب سوى أسمائهم المعلقة على الحيطان في صور السجلات التجارية. ويأخذ الاقتصاديون على انتشار تلك البقالات أنه صورة بارزة وواضحة لممارسة التستر التجاري في البلاد في خط تجاري فشل المواطنون في اقتحامه بالنظر لاعتبارات كثيرة ليس أقلها تكتل المقيمين في هذا المجال انطلاقاً من الموزعين إلى ممارسي البيع في تلك الدكاكين، إلا أن مبادرة تقودها الأسواق المركزية الكبرى تتمثل في التوسع داخل الأحياء من خلال افتتاح بقالات كبيرة خاضعة لهوية تلك الأسواق وتابعة لها، تمثل في نظر المجتمع -وإن كانت تجارية الهدف- توجها اقتصاديا سليما سيعزز من فرص العمل للمواطنين، وستحد من التستر التجاري في هذا القطاع الكبير، وستبقي المال المحلي في الوطن. وتتبع أغلب تلك البقالات الكبيرة التي بدأت تغزو الأسواق لأسواق مركزية كبيرة عرفت بتوظيفها للمواطنين منذ زمن مبكر، ويعمل بها حالياً آلاف المواطنين، مما سيعزز فرص استقطاب مواطنين للعمل في تلك الفروع التي بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة بشكل لافت. د. محمد العوض -خبير التسويق- أشاد بهذه الخطوة، مؤكداً أن من إيجابياتها تعزيز فرص العمل للمواطنين، وتقديم خدمات متكاملة للمتسوقين، إلا أنه حذر من احتكار السوق على شركتين أو ثلاث في هذا المجال، منادياً بعدم السماح لما أسماه احتكار القلة للسوق. وبين العوض أن بقاء البقالات الصغيرة يعد مطلباً مهماً في الاقتصاد، وأنها تؤدي دوراً كبيراً في خدمة الأحياء المختلفة، مهوناً من مسألة التستر التجاري التي تدار تحت غطائه أغلب تلك البقالات، وقال: يجب ألا نضخم التستر التجاري خاصة على مستوى البقالات، فما يتم به التعامل اليوم بين العمال وصاحب البقالة هو شكل من أشكال الاتفاق على إدارة العمل وتسييره، خاصة أن أغلب السعوديين ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة مبيعات ومشتريات تلك البقالات بشكل يومي.