سيارات لا تقترب من المواقف المخصصة لها أمام المتاجر والمنشآت الحكومية، ويكتفي سائقوها بإيقافها على مقربة من تلك المواقف أو قبلها بقليل في مشهد يثير التساؤلات عن هذا النفور من الوقوف في المواقف المخصصة لتلك المركبات. لكن النظر إلى صاحب سيارة قريب أوقفها في الموقف السليم لا تكاد يده أن يرفعها عن منبه السيارة، محاولاً لفت انتباه قائد سيارة أخرى أوقفها خلف سيارته وذهب يتبضع، توحي بأن النفور من المواقف النظامية له ما يبرره في المدن المزدحمة، ففي ظل الزحام الخانق وندرة مواقف السيارات وغياب المرور، بات مألوفاً أن يوقف أحدهم سيارته خلف سيارة أخرى تقف بشكل نظامي ويذهب للتسوق، ثم حين يعود يقدم اعتذاراً باراً لصاحب السيارة المحجوزة، الأمر الذي جعل كثيرين يقفون خارج المواقف النظامية قاطعين الطريق على الذين يحتمل أن يقفوا خلفهم، وفي الوقت ذاته يبقون سياراتهم تكاد أن تخنق أحد مسارات الطريق. وعلى الرغم من تعود الناس في المدن الكبرى على مشهد الوقوف خلف السيارات الواقفة في مواقفها المخصصة لها، إلا أن كثيرين لا يتحملون ذلك، ويعدونه تعدياً على حريتهم، مبررين ذلك بأنه احتجاز قسري لهم يجعلهم أسرى لذلك المخالف حتى يعود من رحلة تسوقه تلك، الأمر الذي قد يفضي إلى ملاسنات تتطور في الغالب إلى ارتكاب جناية يكون المحتجزة سيارته خلالها خاسراً مرتين، مرة احتجزت سيارته، ومرة حين يحسب عليه التعدي الجسدي أو اللفظي على ذلك الذي احتجزه. وقد أصبحت ظاهرة الوقوف المزدوج والوقوف خلف السيارات الواقفة في المواقف النظامية أمراً شائعاً في أغلب مدن المملكة، خاصة أمام الأسواق ومجمعات الاتصالات والمراكز التي تشهد إقبالاً كثيفاً وكذلك الدوائر الحكومية في ظل تراجع تطبيق النظام المروري بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة. المرور لم يعد يلتفت إلى مثل هذه المخالفة