العنصرية مرض من امراض الكبرياء البشري.
والكبرياء ممقوت، وهو شيء غير الاعتزاز بالنفس.
وتولد العنصرية من اختلاف الاجناس والاعراق والدماء واللغات والالوان.
ان الجنس الابيض مثلا يعتبر نفسه هو الجنس الافضل.
لقد حقق هذا الجنس انجازات علمية وصناعية، ونجح (...)
هل الحب مرض؟
هل هو مرض كالانفلونزا، حيث ترتفع درجة الحرارة وتسقط الدموع من الأنف بدلاً من العين؟
إن مشكلة الحب أكبر من سجنه داخل هذا التصور المرضي. إن الحب في بدايته يتراوح بين الإعجاب والرغبة في الحديث واللقاء والضحك.
بعد هذه الخطوة الأولى يتوثق (...)
ولدت في نهاية الخريف وبداية الشتاء..
كان البرد هو أول إحساس استقبل به الحياة.. ومن هنا فقد وقعت في هوى البرد.
والصيف عندي ضيف ثقيل يجثم على أنفاس المرء فلا يتركه يحيا ولا يدعه يموت، إنما هو شيء بين بين..
وفي الصيف لا يرفع المرء عينيه للسماء إلا (...)
يختلف مفهوم الحب عند البشر..
هناك من يعتبر الحب احساساً عابراً.. وهناك من يعتبره ضرورة من ضرورات الوجود الانساني..
بالنسبة لإنسان عابث لا يشكل الحب سوى مغامرة طارئة ولحظات سعيدة تنقضي ثم تسقط في اعماق اللاوعي.
ولكن الحب بالنسبة لإنسان جاد يشكل مركبة (...)
الوجوه التي نراها في الدنيا ليست بالضرورة وجوهاً من لحم ودم، قد تكون أقنعة من الورق المقوى أو أقنعة من مادة البلاستيك، وقد تطورت هذه الأقنعة بحيث صارت قادرة على إخفاء الملامح الحقيقية لصاحبها، وإخفاء نسبة من الشر غير المرئي خلفها. والأصل أن الشر غير (...)
كنت جالساً اكتب في امان الله حين انقطع النور فجأة..
وضعت القلم امامي وحركت يدي ببطء شديد بحثاً عن ولاعة او كبريت اشعل به الشموع.
كانت حركتي بطيئة للغاية، فعلى مكتبي فنجان من القهوة لم اشرب منه غير رشفة واحدة.. ويمكن ان ينقلب هذا الفخان في الظلام (...)
تابعت - بمشاعر مختلطة - أحداث الفضيحة الاميركية التي وقعت في قمة الرئاسة وعُرفت باسم "مونيكا جيت" اشارة الى فضيحة "ووتر جيت" التي وقعت من قبل لينكسون وكانت سبباً في استقالته وخروجه من منصبه..
ولقد كان سبب الفضيحة الاولى هو التنصت والكذب، اما الفضيحة (...)
دق جرس الهاتف في بيتي .. كان المتحدث واحداً من أقاربي في الريف ..
قال: ابن عمك جاءه انفجار في شريان في المخ، وقد وقع في غيبوبة..
في اليوم لتالي قال الهاتف:
مات ابن عمك لبيب وقد دفناه اليوم ونحن ننتظر حضورك..
.. .. ..
راحت السيارة تنهب الطريق الزراعي (...)
تمنى رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي في احدى جلسات مجلس الوزراء الاخيرة ان يتخلص لبنان من الالقاب السياسية التي ورثناها عن العهد العثماني مثل كلمات فخامة ومعالي ودولتلو.
وفي ظني ان التخلص من هذه الالقاب مسألة صعبة للغاية. لقد كان اول ما فعلته (...)
في الشعوب التي تحتفل بمزاجها، وتعلي من قدر المزاج والفرفشة، تتحول المناسبات الدينية الخطيرة الى احتفالات شعبية هائلة، أو تتحول إلى موسم لا علاقة له بالموسم الاصلي.
مثال ذلك شهر رمضان.
ان شهر رمضان هو الشهر الذي انزل فيه القرآن، وهو الشهر الذي صدر (...)
اليوم هو الوقفة.
وقفة عيد الاضحى المبارك...
كم تغير احساس المرء بالوقفة. في البدايات الاولى من عمر الطفولة يمثل العيد بالنسبة الى الاطفال حدثاً خارقاً لا يتكرر الا مرة واحدة في العام. هذا هو العيد الذي يشتري الاهل فيه الخروف او العجل، ويذبحونه (...)
كان لنا صديق يقترب بتصرفاته من القديسين. كان يتبع الأوامر الإلهية ويتجنب النواهي الإلهية، ولا يترك فريضة أو سنة أو نافله...
وكان بريئا يصدق ما يقال له احيانا ولو على سبيل المزاح، ولم تكن له هموم.
أو هكذا ظننا... ثم جاءني يوما وهو مهموم وقال لي: لنا (...)
بعد انتهاء الاحتفال الرسمي بأبي الهول، حملت أوراقي وذهبت إليه بنية اجراء حوار معه.
قلت له: يا أبا الهول، أي هول اصابك؟
قال ابو الهول: الحمد لله على أي حال وعلى كل حال.. هل سنأخذ زماننا وزمان غيرنا؟
قلت له: في صوتك رنة يأس.
قال: اليأس إحدى (...)
هل الانسان بطبيعته شرير أم خيّر؟
هل فطرة الانسان فطرة خيرة أم فطرة شريرة؟
كان هذان السؤالان محور الجدل بين مفكري القرن الثامن عشر، ورغم اننا في طريقنا الى القرن الواحد والعشرين، الا ان هذه الأسئلة ما زالت تثير الجدل.
ويبدو هذا الجدل للوهلة الأولى (...)
في ادبيات اليونان، يحكى ان الفيلسوف الحكيم ديوجينيس خرج ذات يوم في الظهيرة، والشمس ساطعة، وفي يده مصباح يفتش به عن شيء. سئل: عم تبحث؟ قال: أبحث عن انسان فاضل!
هذه القصة علق عليها المفكر السويسري الاصل دنيس دي روجمون فقال:
- لا يدهشني ان ديوجينيس لم (...)
كنت جالساً أشاهد مباراة من مباريات المونديال، وبيني وبينكم أنا لا أعرف ما هو المونديال.
لقد سمعت الناس يتحدثون جميعاً بشكل محموم عن المونديال، وخوفاً من اتهامي بالرجعية والجمود قلت معهم ما يقولونه، وجلست معهم كما يجلسون لمشاهدة المباريات..
فعلت هذا (...)
وقفت أتأمل جموع المسلمين وهم يتدافعون على المسجد الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان.
كانوا موجات وراء موجات.
كان منظرهم مفرحاً وهم يتوافدون في ملابس الإحرام البيضاء، ويشبهون بحرا تتكسر أمواجه عن الزبد الابيض.
قال صديق اميركي مسلم كان يقف بجواري (...)
أحيانا يحس الإنسان بأن كل شيء حوله يتحطم ويصير الى رماد. أحياناً يحس بأنه قد صار جزيرة مهجورة وحوله محيط من المشاكل، أبسطها هو الزحام والتلوث والصراع والإحساس بالفشل في البيت والعمل.
احياناً يقع شيء للإنسان، حادث ما، مأساة ما... وتتحول الدنيا امام (...)
لا أظن بأن أحداً في جيلنا او الاجيال التي جاءت بعدنا، لم يجرب لعب الكرة في الحارة التي يسكن فيها او الشارع الذي يقطنه.
لم نكن نلعب بكرة حقيقية.
كنا نلعب بما كنا نسميه يومئذ "الكرة الشراب"، وهي كرة تصنع من الجوارب القديمة الكلسات.
كان اباؤنا يكتشفون (...)
قالت السيدة ايميلدا ماركوس ، زوجة ديكتاتور الفيليبين انها لا تمتلك سوى الف زوج من الاحذية فقط وليس ثلاثة آلاف كما يزعم اعداؤها!
تأملت الخبر ورحت افكر.
هناك علاقة بين الطغاة والاحذية، وهناك شبه اغراء قوي لهم في الاحذية.
كان هتلر من هواة الاحذية، (...)
كانت الحروب في الأزمنة القديمة تحتفظ باسرارها في نفوس المحاربين. إن الخطط توضع على الورق، ويتم احراق الورق بعد وضع الخطط لضمان اكبر قدر من السرية.
وكان الانسان هو الذي يحتفظ في عقله بأسرار الهجوم وزمنه وعدد الجنود المحاربين وعدد الجنود (...)
انطبق الفخ على قدم الثعلب.
وأطلق الثعلب صرخة احتجاج اقرب ما تكون للحزن منها للألم.
أخيراً فقد الثعلب حريته...
حاول أن يسير فلم يستطع، حاول أن يخلع قدمه من الفك الحديد القابض عليها ففشل...
كان القيد يمسك قدمه بيد من حديد!
فكر الثعلب طويلا ثم بدأ يأكل (...)
هناك عقول تستريح اليها وتلجأ الى ظلالها المثمرة وأنهارها العذبة، عقول تشبه الواحات وسط صحراء محرقة لا ماء فيها ولا حياة. وهناك عقول اخرى كالارض الخراب التي تحدث عنها ت. اس. اليوت في قصيدته الشهيرة.
عقول ارضها خرائب يسكن فيها البوم وتهيم في ارجائها (...)
هل يختلف شكل الحب في القرن القادم عن شكله في القرن الذي يتهيأ لدخول التاريخ؟
هذا هو السؤال الذي طرحه البعض من باب الفكاهة أو السخرية. والحق أن السؤال أولى بأن يطرح بجدية أكثر. المفروض أن الحب احساس انساني في اساسه، والاحاسيس باقية على رغم كر الدهور (...)
تنتمي الطاولة لألعاب الشرق اليوم.
ويتم لعب الطاولة عادة في المقاهي أو البيوت.
إن الموظف العربي يعود من عمله في الظهيرة أو بعدها بساعتين، يخلع ملابسه ويرتدي الجلباب ويتناول غداءه، ثم يستسلم لنوم القيلولة.
فإذا استيقظ اكل قطعة من البطيخة التي أحضرها (...)