وقفتُ على ذلك الرصيف التي تكمن خلفه تلك المكتبة التجارية حيث كنتُ أدرج إليها كسائح في كثير من الأحايين بينما تكون بداية كل سنة لاشتراء ما يلزم العام الدراسي سبباً رئيسياً للزيارة وفي كل مرة تستوقفني تلك الرفوف المليئة بالكتب الثقافية فتأخذني التفاتة (...)
لم نزل بعد في سعة من استحياء مشروط عند شعراء الغزل في محيطهم المجتمعي منذ زمن بعيد حتى يومنا فإن عادة المحب أن تنسكب من روحة عطر الصبابة أمام من يحب ليتضوع الحبيب منه عطراً خالداً يعبق به قلب المحب ليستنطق به الذكرى كلما اعتلجت في فؤاده نسائم العشق (...)
قليل من الشعب العربي من يعرف عبدالرحيم محمود الذي ألقى بروحه على راحته في مهاوي الردى قالها وفعل فيما بعد وذهب شهيداً وقرَّ منه ما يسعف ذاكرتنا لتبقيه بيننا ثم ذكر الحياةب أنها تسر الصديق واستثنى في الموت غيظ العِدا غير أنه يغيظ حتى الصديق وإن كان (...)
رقم له حكاية وأي حكاية! ليس من الصعب أن تحصيه فذلك من السهل جداً وفوق ذلك الرقم ولكن من الصعب أن تعود الذاكرة إلى الأرقام الصغيرة بحوادثها وحكايتها وأن تنتزع منها دقائق الأمور بكل مكوناتها عندما شاخت تلك الذاكرة وبلغت من الكبر عتيا، وأبيّض ما كان (...)
لا يخلو النحويون من الفذلكات الجميلة والمتعة في قراءة أخبارهم وحكاياتهم لا تعادلها إلا متعة أصحاب الأدب ففيها من الأحجيات العقلية ما تجعلك تستمتع بالتفكير في مسائل قد تفد إلى عقلك لأول مرة ولكن عليك أن تربط حزام التركيز فقد تتوه في صحراء النحويين (...)
الموروث الشعبي لم يكن يوماً من الأيام أحد الهوامش، بل هو متن للظهور بالآداب واللغة إلى العالمية فالصين مكون اجتماعي يغرق في التنوع الابستملوجي الذي يختلف من مدينة إلى أخرى لذلك لم يكن من السهل أن يرتقي بعضهم بمدينته النائية أو القرية البعيدة إلى (...)
هذه حلقة من سلسلة حلقات الدكتور زكي نحيب محمود، ولعل هذه الحلقة تعتبر من أهم مراحل الدكتور زكي على الإطلاق في حياته، بل لا نبالغ حين نقول إن قصة عقل تعني مرحلة الفكر والنبوغ العقلي والمستقبل الأكاديمي، وهي مرحلة الشهرة والصيت التي أظهرت اسم زكي نجيب (...)
الدكتور الشيخ عايض القرني خرج في أحد البرامج التلفزيونية يعتذر أصالة عن نفسه ونيابة عن الصحوة عمَّا بدر، اعتذار المخطئ المذنب الذي يرجو العفو! وانقسم الناس حسب الأهواء بين مؤيّد لذلك ومعارض! واعتقد أن الشيخ تحجّر واسعاً في ذلك وكان عليه أن يعتذر عن (...)
كانت هناك أمور مغلقة ليست قابلة للتدويل أو المناقشة كسياقة المرأة للسيارة أو المهرجانات والحفلات الغنائية التي تحضرها النساء أو السينما أو تنظيم المسابقات العالمية والتي يتطلب فيها حضور نسائي، والأطباق الفضائية المسمّاة بالدش، وقد ذكرتُ كبيراً، (...)
مصطلح ظل طوال سنوات عديدة حديث الصباح والمساء يشتد عنفاً أحياناً ويهدأ في معترك الأحداث أحياناً أخرى، وبما أنني أدركت تلك الفترة فقد أكون شاهداً على ذلك العصر الصحوي والذي يرجع الدكتور الغذامي بدايته في السعودية إلى سنة 1987م - 1988م بينما يرجعه علي (...)
هكذا تكون الحياة أحياناً كحقيقة! وليست على المجاز كأحجية تلتقط أنفاسك بين فينة وأخرى حين لا تستطيع أن تجد حلاً مرضياً يقنع الآخرين...
ازدواجية صريحة وحقيقة يراها فولتير قديماً حين قال للملك فريدريك الثاني ملك بروسيا وصديقه المقرّب «لم أستطع العيش (...)
ليس هناك شاعر يُذكر قد تاب الله عليه من الشعر أو توقف عن ذلك مدة من الزمن أو كليّة وإن كان من باب التسلية أو العبث إلا من عِوض له أو حالة عرضية كمرض لا يستطيع المواصلة منه حتى لبيد عندما سُئل عن ذلك كانتْ سورتا البقرة وآل عمران عوضاً له منه (...)
وهل نفع ذلك ابن زريق وهو شاب طلعة مفتول العضلات لم تخنه قوائمه بعد..وحين أسند كفه إلى وسادته مستأذناً زمانه في الرحيل المبكر؟!
هرمت حتى لم يبق في مفرقي شعرة واحدة يتمتع نصفها بسواد ولو كان فاتحاً تداعب خيالي بكذبة أني ما زلت هنا ولي وجود أتبينه (...)
يأتي دينس ديدرو أو بروتيه في المرتبة الثانية من النخبة الفلسفية الأوروبية التي كان لها حلم الإصلاح الديني في أوروبا بعد معارك مضنية مع الكنيسة الكاثولكية، أي بعد فولتير وسبينوزا، بل هو أحد تلامذة فولتير النجباء والذين كان لهم حظ الذكر وحسن الأحدوثة، (...)
قلت إن الجابري انحاز كثيرًا للفلسفة المغربية وأراد بهذا أن يجعل حظ الفلسفة العربية والإسلامية إن كان لها تفوق إنما جاء من المغرب وليس من المشرق، وهذه لعمري إشارة غير مباشرة لعلو كعب الفلسفة المغربية وإطراء كبير وإياك أعني واسمعي يا جارة، وربما دلل (...)
ليست ولادته في فكيك سنة 1935م ووفاته في الدار البيضاء 2010م إلا تاريخًا وزمنًا محددًا في بطاقة الأحوال وشهادة الوفاة. تلك المسافة الشاسعة بين مدينة التمور والمدينة الاقتصادية الكبرى هي عمر متراكم من الورق والكتب والفكر والشهرة، وقد تكون من تلك (...)
(أنا لست مسيحياً ولا متديناً بالمرة، أنا مِلك لنفسي وعقلي ولا يملكني أي دين، لأن عقلي يُعلمني بأن الأديان كلها فاسدة...).
من بداية القوس قد يكون كما نسبه لنفسه ولكنه أشد تناقضاً فيما بعد وقد غرق في ضحضاح بسيط فهو يصرّح بأن لا يملكني أي دين ! بمعنى (...)
لا يمكن أن يتفق عداءٌ متأصلٌ في فكر وقلب شخص مع حياد أخلاقي فالتحامل على إظهار الخصم مخطئًا قد يكون ولكن أن يمعن في الكذب حتى وهو يستشهد بكلامه فهذه سوأة أخرى فحينما يستشهد بكلام جعيّط عن كتب رودنسون في فصل ما جزاء الإحسان؟ (تُظهر عميقًا إزاء خصوصية (...)
الإشكاليات التاريخية تدخلك في أتون الفلسفة وهي أشبه بكرة الثلج في تدحرجها فمفاهيمها وتناقضاتها وحججها تتضخم شيئًا فشيئًا من المعقول إلى اللا معقول حتى تستحيل جدلاً بيزنطيًا. موقف العقل من رفض المنقول كله ليس فيه إجحاف وحسب بل قد تكون باطلة وهذا ضد (...)
لعلّ الدكتور الوردي بينه وبين قريش بأكملها ترة فهو يضعهم كلهم في كفة واحدة حين تكون الأمور سيئة وسلبية لمستقبل الأمة الإسلامية فيجعل كل وزر كان فيما بعد تتحمَّله قريش بأسرها دون تخصيص لأسرة أو فرع من ذلك إلا قليلاً وكأن ما حدث من انتشار للإسلام (...)
عُمّر أدونيس حتى بلغ من الكبر عتياً وحين خلت الساحة من المنافسين ورحل من هو أفضل منه في عصره ومعاصريه والأمثلة على ذلك كثير أخذ بالعربدة الثقافية دون خطوط حمراء ولذلك تناقض كثيراً مع نفسه حين يدعي الحداثة وينادي بها ثم هو يخالفها حين أصبح استبدادياً (...)
(لا يخجل الناس من الأفكار الفاحشة بحد ذاتها، لكنهم يخجلون من أن ينسبها الآخرون لهم) ! فريدريك نيتشة
وددت أن أضع في المقدمة كلاماً بين قوسين للشاعر الحداثي والأديب الكبير أدونيس (علي أحمد سعيد) - فما بين القوسين اسمه الحقيقي وهو الهامش وأما خارجه (...)
يصدّر طرابيشي تقديمه للجزء الأول بكلمة للقاضي عبدالجبار المعتزلي: (ليست الكثرة من أمارات الحق ولا القلة من علامات الباطل) وهذه كلمة حق يراد بها باطل !...
وهذه أيضاً ربما أيديولوجية ليست بجديدة وإنما كما قلت منذ سقوط الدولة العثمانية وظهور المد (...)
يقول طرابيشي في مقدمة هرطقاته: (والهرطقة في اللاهوت المسيحي ترادفها البدعة في الفقه وعلم الكلام الإسلامي..) ثم يأتي في غلاف الكتاب الأخير ليؤكد ذلك بزيادة: (الهرطقة في المعجم اللاهوتي المسيحي تقابلها البدعة في المعجم الإسلامي. ولكن على حين أن (...)
كلمتان مترادفتان في المعنى عند فوكو وربما متعاقبتان أيضاً حتى ولو كانت على الحقيقة تختلفان من حيث المصطلح اللغوي والمعنى الاصطلاحي العام ففوكو يسرد قصة السجون والتي تحمل في طياتها أبعاداً فسيولوجية وسسيولوجية لها تأثيراتها في الحياة العامة للمجتعات (...)