أصدرت "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" أكبر أعلى هيئات الفتوى الرسمية بالمملكة العربية السعودية الأحد 23/11/1431ه فتوى بتحريم توظيف النساء في وظائف "الكاشيرات" التي تختلط فيها بالرجال وتسلمهم وتستلم منهم، كما حرمت اللجنة قيام بعض الشركات بتعيين النساء في هذه الوظائف، باعتباره تعاونا على المحرم. جاء ذلك في جواب للّجنة على سؤال ورد من أحد المستفتين، بتاريخ 18/11/1431ه، فيما يلي نصه: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي... والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1467) وتاريخ 18/11/1431ه وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (قامت العديد من الشركات والمحلات (هايبر بنده, مرحبا, رد تاج) بتوظيف النساء بوظائف كاشيرات (محاسبات) تحاسب الرجال والنساء باسم العوائل، تقابل في اليوم الواحد العشرات من الرجال وتحادثهم وتسلم وتستلم منهم, وكذلك ستحتاج للتدريب والاجتماع والتعامل مع زملائها في العمل ورئيسها؟ ما حكم عمل المرأة في مثل هذه الأعمال ؟وما حكم توظيف الشركات والمحلات للمرأة في مثل هذه الأعمال؟ أفتونا مأجورين). وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال, والواجب البعد عن مجامع الرجال والبحث عن عمل مباح لا يعرضها لفتنتها ولا للافتتان بها, وما ذكر في السؤال يعرضها للفتنة ويفتن به الرجال؛ فهو عمل محرم شرعا، وتوظيف الشركات لها في مثل هذه الأعمال تعاون معها على المحرم فهو محرم أيضاً, ومعلوم أن من يتقي الله جل وعلا بترك ما حرم الله عليه وفعل ما أوجب عليه فإن الله عز وجل ييسر أموره، كما قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وفي الحديث المخرج في مسند الإمام أحمد وشعب الإيمان للبيهقي عن رجل من أهل البادية قال سمعت رسول الله يقول: "إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه" قال البيهقي: رجاله رجال الصحيح، ومعلوم أن جهالة الصحابي لا تضر كما نص على ذلك علماء الحديث. وبالله التوفيق, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء". تجدر الإشارة إلى أن أحد الأسواق بمدينة جدة سمحت للفتيات بالعمل كاكشيرات لأول مرة في المملكة العربية السعودية التي تحظر الاختلاط قبل أن تحذوا حذوها عدد من المحلات في بعض مدن المملكة ما أثار حفيظة التيار الديني الذي دعا بعض من مشايخه كالشيخ ناصر العمر ويوسف الأحمد لمقاطعة هذه الأسواق.