لم يغب عن بال الأدباء والمثقفين في الأحساء الأمسية الفكرية للمفكر العربي د.محمد عابد الجابري، والتي ألقاها السبت الماضي في مقر نادي الأحساء الأدبي ضمن النشاط الثقافي للنادي، بالرغم من عدم الإعلان عنها، ليكون الموعد مفاجأة للأدباء والمثقفين بالأحساء. وقدم عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله المفكر العربي محمد عابد الجابري، حيث سرد شيئاً من سيرته الذاتية وأسماء مؤلفاته، واصفا إياه بأنه مفكر وعالم . وبدأ ضيف الأمسية محاضرته بقوله : لم أحدد موضوعا للمحاضرة، لنحول المحاضرة إلى حوار مفتوح في جانب كبير من هذا اللقاء . وقال الجابري : علينا أن ندرك تماما أن المؤلف قد مات اليوم، وأن النص تفكك، والاتجاه تحول إلى سلطة الثقافة والنقد الثقافي، ومن هنا تأتي مسألة «إسقاط سلطة المؤلف ليعيش القارئ»، مؤكداً ضرورة تمتع القارئ بما يقرؤه. وفي فترة الحوار المفتوح، قال الجابري في رده عن كيف يطبق إسقاط سلطة المؤلف على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إنه ليس للقرآن الكريم مؤلف وإنما هو نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليبلغ عن الله سبحانه وتعالى، وأن القرآن الكريم محفوظ في صدور المؤمنين، أما الحديث الشريف فقد جاء للأمور التفصيلية مثل الصلاة والزكاة وغيرها من العبادات. وحول سؤاله عن الاختلاف، قال إن الاختلاف بين الناس اختلاف مؤقت ويوماً ما سوف يتحدون، وهناك من يريد أن يستغل الدين في السياسة، ولا يستطيع أي فصيل أن يدعي أنه قادر وحده على تحقيق النهضة في أي دولة . وفي إجابته عن سؤال حول العقل العربي قال : إن العقل العربي عقل مسلم، وهو في الواقع يتقبل النقد ويحب الاستماع لآراء الآخرين، والحوار لا يمكن أن يتم إلا إذا عرف كل محاور مرجعية الآخر وتمكن منها، موضحا أن الثقافة متداخلة بالسياسة، والخلاف السياسي حاضر في أي اختلاف ثقافي . وكان للمداخلات المتنوعة دور في إثراء المحاضرة، وظهر حب الجابري إلى الاستماع إلى المتداخلين في الحوار من الأدباء والمثقفين، وتعليقهم على كتاباته. وأكد رئيس النادي الأدبي بالأحساء د.يوسف الجبر أن النادي حرص على استضافة د.محمد عابد الجابري والاستفادة من علمه وفكره، مشيرا إلى أن فرصة التقاء بمفكر مثل د.الجابري، الذي قد نختلف أو نتفق معه، كبيرة.