اعتبر الدكتور محمد بن عبدالرحمن العمير أن الأحسائيين يملكون قاعدة عقلية وثقافية ونفسية منفتحة، «فمع اختلافهم إلا أنهم لم يعرفوا الصراع والكل يعرف حدوده»، داعياً علماء المناطق السعودية إلى الاستفادة من تجربة أهل الأحساء في التعايش. ولم يؤيد الدكتور العمير، الذي يعمل وكيلاً لجامعة الملك فيصل للشؤون الأكاديمية، الحوار المذهبي بقدر ما شدد على أن يكون ذلك لمصلحة حاجات المجتمع الكبرى كالمشاريع الوطنية التي تمس هموم الناس. جاء ذلك خلال محاضرته «حوار المثقفين» التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في نادي الأحساء الأدبي، مساء الاثنين الماضي، وأدارها رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر، الذي اعتبر أن بركات الحوار متعددة «تتمثل في القضاء على الخلافات المتشنجة والرقي بالمفاهيم والعقول وترسيخ احترام حقوق الإنسان، وصورة مشرقة لسلوك المجتمع المسلم، وإن كان الله تعالى حاور أنبياءه في القرآن الكريم، فمن باب أولى أن يتحاور العباد وبخاصة هؤلاء المثقفين». وقال العمير إن الحياة المعاصرة «تشهد تحولات كبيرة على محاور عدة وجبهات تمس بشكل مباشر الحراك الثقافي، ومن أهم هذه التحولات تلك الثورات العلمية والتقنية والمعلوماتية التي دخل العالم معها في طور حضاري جديد، وأصبح العالم - كما يقال - قرية صغيرة لا يحتاج الحدث إلا إلى جهاز شخصي صغير فإذا هو بالصوت والصورة على مسمع ومرأى من العالم كله»، مستشهداً بتعريف المثقف، نقلاً عن المفكر محمد عابد الجابري، الذي يرى أن المثقف «في جوهره ناقد اجتماعي. إنه الشخص الذي همه أن يحدد ويحلل ويعمل، من خلال ذلك، على الإسهام في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية» متسائلاً: «هل للنقد حدود أو أنه مطلق؟». من جانبه، أكد مشرف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الأحساء سلمان بن سالم الجمل أن هذه المحاضرة «تأتي ضمن خطة المركز لنشر ثقافة الحوار في الأحساء، انطلاقًا من حرصه على ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال، ووضع لذلك آلية لإقامة عدد من البرامج والفعاليات بالمحافظة ليتسنى له الوصول إلى شرائح المجتمع وفئاته كافة».