لوح رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، مجددا، بالاستقالة من منصبه، في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والبيئية التي تعاني منها البلاد، وذلك في وقت يستمر فيه حراك شعبي تقوده حملة "طلعت ريحتكم" وسط بيروت، بالقرب من مقر مجلس الوزاراء، رفضا لاستمرار أزمة النفايات. وخلال مؤتمر صحفي ظهر الأحد، هاجم سلام جميع القوى السياسية في لبنان، وحملها مسؤولية ما آلت اليه الأمور، ووجّه حديثه للبنانيين بالقول: "للصبر حدود، وصبري مرتبط بصبركم، والمشكلة هي النفايات السياسية في البلد". وأضاف: "لن أقبل بأن أكون شريكا في انهيار البلد، ولا يجوز لحكومة أن تستمر من دون سلطة تشريعية". وذكّر سلام بدعوته إلى عقد جلسة جديدة للحكومة الخميس القادم، لحسم الملفات الساخنة، وقال: "الخميس جلسة منتجة، وإن لم تكن كذلك؛ فلا لزوم لوجود لمجلس الوزراء". وبخصوص ما جرى من قمع لفعالية "طلعت ريحتكم" أمس في بيروت، قال موجها حديثه للمعتصمين، إن "أحداث الأمس لن تمر دون ملاحقة، ولن أغطي أحدا، ومن حقكم أن ترفعوا الصوت، وليس مسموحا أبدا أن نتجاهل أي أذى أو ضرر يعود على اللبنانيين"، مستدركا بالقول: "حتى المحاسبة في لبنان تخضع للتجاذبات السياسية". الاعتصام مستمر ----------------------- وفي أعقاب انتهاء المؤتمر الصحفي لسلام؛ ردد المعتصمون هتافات ضد الحكومة والسياسيين، مجددين المطالبة باستقالة الحكومة ورئيسها، ومؤكدين استمرارهم في اعتصامهم إلى حين تلبية مطالبهم. وعلى صفحتها الرسمية في "فيسبوك"؛ دعت حملة "طلعت ريحتكم" اللبنانيين إلى "الانضمام إلى المعتصمين في ساحة الاعتصام المفتوح خلال ساعات النهار، لحمايته من بعض المجموعات المدفوعة من الطبقة السياسية المشاركة في السلطة، ومنع خطف انتصارنا بالأمس". وبينما تستعد للكشف خلال ساعات عن طبيعة تحركها القادم؛ جددت الحملة التذكير بمطالبها التي أعلنتها في ساعة متأخرة من ليل أمس، وهي "استقالة الحكومة وتحويلها لحكومة تصريف أعمال، وإجراء انتخابات نيابية جديدة"، إلى جانب المطلب الأساس بحل جذري وسريع لأزمة النفايات المستمرة منذ نحو شهرين.