فيما ترنو أبصار كبار لاعبي كرة القدم السابقين إلى كرسي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وَجه أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، حذراً دعائياً، منبهاً فيه إلى أنه قادم للترشح على مناصب الاتحاد ومنها منصب الرئيس، لافتاً إلى أن من بين برامجه أنه سيعمل "لصالح الدول العربية". ويستعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي يمر بمرحلة حرجة؛ بسبب فضائح الفساد التي هزت الهيئة الكروية العالمية في الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ مايو/ أيار الماضي، عشية الانتخابات الرئاسية التي خولت السويسري جوزيف بلاتر ولاية خامسة على التوالي، لإقامة انتخابات في فبراير/ شباط المقبل، لاختيار رئيس ونواب وأعضاء الاتحاد. الصراع المحموم على رئاسة "فيفا" بدأ يرتفع تدريجياً، خاصة مع إعلان أسماء كروية بارزة لديها نية الترشح لتولي قيادة الاتحاد الكروي، فإلى جانب الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي خاض منافسات الانتخابات السابقة أمام جوزيف بلاتر، أعلن ميشيل بلاتيني النجم الفرنسي اللامع، والبرازيلي زيكو الذي يحظى بشعبية عارمة في بلاد السامبا، نية الترشح للفوز بمنصب رئيس الفيفا. وقال مارادونا في مقطع مصور، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "انتبهوا عندما سأعود، سأعود لفعل كل شيء، سأعود من أجل الفيفا، والأشخاص في الدول العربية الذين منحوني عملاً (درب الوصل الإماراتي من 2011 إلى 2012)، والأكثر من ذلك، سأعود من أجل عائلتي التي عانت مثلي". وأضاف: "ليس لدي أي شعور للانتقام"، مواصلاً حديثه: "لن أعود بشعور الانتقام. سأعود بفكرة القيام بتغييرات في كرة القدم، في سانتياغو دي إيسترو (مدينة أرجنتينية) وكذلك في أفريقيا"، منبهاً بالقول: "كفى فساداً، كفى سرقة". تصريحات مارادونا الدعائية تنتمي بطبيعة الحال إلى أسلوبه الهجومي الحاد الذي عرف به في الدفاع عن نفسه، أو انتقاد الآخرين، لكن الفرنسي بلاتيني بقي كما عرف عنه دبلوماسياً في اتخاذ القرار، دون اللجوء إلى الضوضاء في الإعلان عن ترشحه للمنافسة على كرسي الرئاسة، أما زيكو فراح يركن إلى شعبه في دعمه وشعبيته في بلاد السامبا، طمعاً بالمنصب. من جانبها، كشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية الواسعة الانتشار، الأربعاء، أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني سيعلن ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي- فيفا- في اليومين المقبلين. وقالت الصحيفة إن بلاتيني يضع اللمسات الأخيرة على الإعلان الرسمي الخاص بترشحه، والمتوقع يوم 30 يوليو/ تموز، مشيرة إلى أنه عاد إلى مدينة نيون السويسرية -مقر الاتحاد القاري- من الولاياتالمتحدة حيث تابع المباراة النهائية للكأس الذهبية في فيلادلفيا. بدوره طالب النجم الدولي البرازيلي السابق زيكو، أمس الثلاثاء اتحاد بلاده رعاية ترشيحه رسمياً لرئاسة "فيفا". وقال زيكو على موقع لشبكة غلوبو سبورت: "أرسلت رسالة إلى الرئيس (الاتحاد البرازيلي) ماركو بولو (دل نيرو) استعرضت فيها الخطوط العريضة لترشيحي، ولم يبق أمامي سوى انتظار رده؛ لمعرفة ما إذا كان موافقاً على تقدمي بالترشيح من عدمه". وأضاف: "ولكنني لن أنتظر فترة طويلة، لأن الوقت يمر بسرعة، ولدينا خيارات أخرى"، مبرراً: "أنا برازيلي، وقدمت خدمات للمنتخب الوطني خلال 10 أعوام، حياتي أمضيتها هنا في البرازيل". وأوضح زيكو أن الأكثر أهمية بالنسبة إليه هو الحصول على رعاية الاتحاد البرازيلي؛ كي يبحث بعد ذلك عن دعم اتحادات أخرى، قائلاً: "سأقدر كثيراً رعايتي من طرف الاتحاد البرازيلي". وكان مارادونا قال في تصريحات سابقة: "إذا فاز الأمير علي بالانتخابات، تكون لدي حظوظ كبيرة كي أصبح نائباً لرئيس الفيفا"، مضيفاً: "إذا نجحت في ذلك، سأطردهم جميعاً"، في إشارة إلى من يراهم متورطين بعمليات فساد. مارادونا لم يتوقف عند ذلك الحد بل راح يشهر سيف انتقاده نحو بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني والدولي البرتغالي السابق لويس فيغو. وقال: "يجب أن يوضح بلاتيني المباريات ال187 التي تلاعب بنتائجها"، ثم توجه بالانتقاد إلى بلاتر بالقول: "بلاتر خائف من أن يخرجه ال "إف بي آي" (مكتب التحقيقات الفدرالي) والشرطة السويسرية مكبل اليدين من مقر الفيفا"، ثم أطلق نباله نحو فيغو وقال عنه: "إنه أقل ثرثرة من صديق زورو (الأخرس برناردو)".