مع برودة الطقس ودخول فصل الشتاء، يحل دبس التمر ضيفا لا يفارق البيوت الأحسائية؛ نظراً لفائدته الصحية وقيمته الغذائية التي تحتوي على 70% من السكريات منها مختزلة وأخرى غير مختزلة بنسبة ضئيلة كما يحتوى على فيتاميني (أ ، ب). وتؤكد أم محمد على أن استخراج الدبس من التمر تعتبر عادة قديمة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا عند الكثير من الأسر الاحسائية، حيث يوضع التمر تحت أشعة الشمس لمدة يومين، ويتم تنظيفه من الأتربة أو أي شوائب عالقة به، ومن بعد ذلك يستخرج البسر وهو ثمار النخيل غير الناضجة وتكون خضراء اللون، بعد ذلك يعمل الجميع على تخزين كميات التمر في اليراب الذي يستعمل لحفظه، وهو مصنوع من سعف النخيل، ويباع في الأسواق الشعبية، ومن ثم إغلاقه بواسطة الدفرة وهي إبرة الخياطة الكبيرة، بعد ذلك ترص كميات اليراب التي تصل إلى حوالي 30-50 فوق بعضها البعض إلى أن يصل إلى ارتفاع السقف، حيث تتراص اليراب على شكل صفوف ويسند بعضها البعض في منظومة واحدة. وتضيف أم صالح أن أي نوع من التمر يمكن استخدامه في صناعة الدبس، والتي تبدأ بتغطيته بالماء، بحيث دائما يكون الماء أعلى من التمر، ومن ثم نضعه على النار من ساعتين الى ثلاث ساعات مع ملاحظة كلما ينقص الماء نزيد كميته، حتى لا يحترق الدبس ومع إزلة الرغوة كلما تكونت أعلى القدر، ومن ثم يترك يغلي حتى يهرس التمر، نضع قدرا فوقه قطعة قماش وفوقه مصفى ونضع الدبس على المصفى، وبالملعقة نضغط حتى نستخلص اكثر كمية من سائل الدبس. مبينة بأن الدبس يحظى بإقبال هائل من أهالي الأحساء لعمل بعض المأكولات الاحسائية الشهيرة ومن أهمها العصيدة، مشيرة إلى أن صنع التمر في المنزل أفضل من شرائه من مصانع التمور. وبدورها، تؤكد أخصائية التغذية بمستشفى الملك فهد بالأحساء سارة الملحم ل «اليوم»، أن دبس التمر يعمل على خفض نسبة الكولسترول بالدم والوقاية من تصلب الشرايين؛ لاحتوائه على البكتين، بالإضافة إلى أنه يمنع الاصابة بسرطان الامعاء الغليظة والوقاية من مرض البواسير وتقليل تشكل الحصيات بالمرارة ولتسهيل مراحل الحمل والولادة والنفاس؛ لاحتواء دبس التمر على الالياف الجيدة والسكريات السريعة الهضم، بالإضافة إلى منع تسوس الأسنان لاحتواء دبس التمر على الفلور، كما يقي دبس التمر من السموم؛ لاحتوائه على الصوديوم والبوتاسيوم وفيتامين (ج)، ويعمل دبس التمر على علاج لفقر الدم الانيميا لاحتوائه على الحديد والنحاس وفيتامين (ب2). كما يستخرج الدبس، وهو مادة سائلة تشبه العسل، أما المدبس فهو التمر الذي تضاف إليه كمية من الدبس، ويمزج مع السمسم والزنجبيل. ويكثر استخدام المدبس في فصل الشتاء، إذ كان الناس في الماضي يصمّمون غرفاً خاصة تتم فيها عملية استخراج الدبس، كما يستخدمونها لحفظ التمر بعد انتهاء موسم الرطب في نهاية فصل الصيف.