تعد التمور فاكهة وغذاء ودواء وشراب فهي بحسب المتخصصين في علوم الأغذية غذاء مثالي للإنسان لاحتوائها على المواد الغذائية الرئيسة مثل السكر والأحماض والمعادن والبروتينات والفيتامينات وغيرها . وللتمر قيمة علاجية مهمة , يقول الحق تبارك و تعالى " وزروع ونخل طلعها هضيم " وورد في الحديث النبوي الشريف " إن التمر يذهب الداء ولاداء فيه " ويقول صلى الله عليه وسلم " من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر " . كما أن التمر يحتوي على مضادات الأكسدة والمنشطات الجنسية فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في الباءة ويخصب البدن فالتمر فيه عنصر الفسفور وهو غذاء للحجرات النبيلية وهي حجرات التناسل وهذا يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى أنه يحتوي على الحامض الأميني " الأرجنين " وهو له دور مؤثر في الذكورة لذلك فهو غذاء مهم ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدرتهم الجنسية . فالتمور وفقا لواس تعد من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية فقد روى ابن ماجة بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " العجوة من الجنة وهي شفاء من السم " وتحتوي التمور على نسبة عالية من السكريات والتي تزيد عن ٪72 من وزنها الجاف ومن هنا يمكن اعتبار التمور من أغنى الفواكه في محتواها من الطاقة الحرارية فمحتوى ثمار التمر من الطاقة يزيد عن أربعة أضعاف ماتحتويه ثمار التفاح وسبعة أضعاف ماتحتويه ثمار البرتقال وثلاثة عشرة ضعف ماتحتويه ثمار البطيخ حيث نجد أن كيلوجرام من التمر يمد الجسم بما يزيد عن 3000 سعرة حرارية تعادل 10 جرام من اللحم . ومن دلائل القيمة الغدائية للتمور احتوائها على البروتينات والدهون وعلى كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الغذائية الكبيرة ولقد أطلق على التمر لقب منجم لأنه غني بالمعادن وتحتوي التمور أيضا على كميات ممتازة من فيتامين A ومن مجموعة فيتامينات B وخاصة الثيامين والريبو فلافين والنايسين كما أنها تعد مصدرا جيدا لحامض الفلورين يقدر بخمسة أضعاف مما تحتويه الفاكهة الأخرى من هذا العنصر وهذا يؤكد الادعاء أن تناول التمور لايؤدي إلى تسوس الأسنان بل يحافظ عليها ويؤكد ذلك احتفاظ الأشخاص الذين يعتمدون على التمر في وجباتهم اليومية بأسنان سليمة رغم تناولهم كميات كبيرة من التمور . ومن العادات الممحببة لدى المسلمين والتي هي سنة عن النبي صلى الله علية وسلم الافطار على التمور في رمضان حيث يعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل كما ينشط التمر العصارت الهضمية ويقي من الإمساك ويعدل الحموضة في المعدة وفي الدم وفي ذلك يقول الحديث الشريف " اذا أفطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد فعلى ماء فإنه طهور " وفي حديث شريف أخر " من أفطر صائما بشق من التمر فله الجنة " . ومن الفوائد الصحية للتمر خفض نسبة الكلسترول بالدم والوقاية من تصلب الشرايين لاحتوائه على البكتين ومنع الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة بمشيئة الله ومن مرض البواسير وتقليل تشكيل الحصيات بالمرارة ويسهل مراحل الحمل والولادة والنفاس لاحتوائه على الألياف الجيدة والسكريات السريعة الهضم . ويحتوي التمر على على الصوديوم والبوتاسيوم التي تقي من السموم , كما يحتوي على فيتامين ج والحديد والنحاس وفيتامين " ب " 2 لعلاج فقر الدم " الأنيميا " كما أنه يعالج الكساح ولين العظام لاحتوائة على الكالسيوم والفسفور وفيتامين أ . كما أن له دور في علاج فقدان الشهية وضعف التركيز لاحتوائة على البوتاسيوم وعلاج الضعف العام وخفقان القلب لاحتوائه على المغنيسيوم والنحاس وعلاج للروماتزم ولسرطان المخ لاحتوائه على البورون ومضاد للسرطان لاحتوائة على السلينيوم . والتمر مقو للكبد ملين للطبع يزيد في الباءة وأكله على الريق يقتل الدود وأيضا للتمر بأنواعه فوائد عديدة مدر للبول نافع للكلى إذا نقع في ماء وشرب مائه . ويعد التمر مصدرا غذئيا عظيما فهو غني بالسكريات " فحمائيات " وغني أيضا بالألياف وفقير بالدهون وهو بذلك يمثل الغداء الذي توصي به أحدث الأبحاث والجمعيات الصحية العالمية . ويتكون التمر من السكريات وهي من أهم المركبات في التمور وتمثل أكثر من ٪70 من الوزن الجاف منزوع النوى ويوجد السكر في التمر على صورتين سكريات أحادية وتمثل السكريات المختزلة وقد وجد بالتحليل العلمي أن التمور تحتوي على الجلوكوز " سكر العنب " والفركتوز " سكر الفواكة " كمكون أساسي وهذا ما يجعل امتصاص هذا النوع من السكاكر سهلا وسريعا ولاغرابة أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يفطر الصائم على بضع تمرات لأن امتصاص سكر الجلوكوز سريع يلبي حاجة الصائم الذي امتنع عن الطعام طوال النهار . أما السكريات الثنائية وهي سكر " السكروز " أي سكر الطعام فكميتة قليلة نسبيا في التمور وتكون التمرة في المراحل الأولى من تكونها غنية بالسكريات الثنائية ونسبتها أكثر من السكريات الأحادية " الجلوكوز و الفركتوز " ولكن مع وجود تطور نمو الثمرة السكريات الأحادية بتحول السكريات الثنائية إلى أحادية . والتمور غنية بالألياف ..وتشمل المادة السليلوزية المكونة لجدران خلايا الثمار وتختلف نسبة الألياف في التمور اختلاف كبيرا تبعا للصنف والظروف البيئية وحسب ماجاء في كتاب " " The Composition Of Food وهو من أوثق المراجع العلمية في تركيب الأغذية فإن كل " " 100 غرام من التمر تحتوي على " " 8٫4 من الألياف . ويحتوي التمر على نسبة قليلة من البروتين تختلف باختلاف الأصناف ومراحل نضج التمور ودرجات النضج فقد وجد الباحث " بالاند " أن نسبة البروتين في الوزن الطازج للتمور يتراوح مابين " 1٫7 إلى ." ٪2٫95 ويحتوي التمر على نسبة ضئيلة من الدهون وقد وجد الباحث " كيفلاند " أن التمر يحتوي على نسبة تتراوح ما بين " 0٫31 إلى " ٪9٫1 من الدهون بالنسبة للوزن الطازج للتمر ومعظم كمية الدهون توجد على قشرة التمر على صورة شمع . ويعد التمر من الثمار الغنية بفيتامين " أ " وحمض النيكوتنيك ويحتوي على كمية متوسطة من الفيتامينات " ب 1 ب2 " كما يحتوي على نسبة قليلة من فيتامين سي ويحتوي كل " " 100 غرام من التمر على 2 ملغ من حمض النيكوتنيك وهي تبلغ سدس الحاجة اليومية من هذا الفيتامين .كما يعد مصدرا جيدا للمعادن فهو غني بالمغنيزيوم والبوتاسيوم والحديد وتحتوي كل " " 100 غرام من التمر مثلا على خمس الحاجة اليومية من المغنيزيوم والحديد وما يقرب من نصف الحاجة اليومية من البوتاسيوم لهذا فهو يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم حيث ينصح هؤلاء بتجنب ملح الطعام وملح الطعام هو كلور الصوديوم .و تشير الدراسات التي قام بها بعض الباحثين إلي أن التمور تحتوي على كثير من الأحماض الأمينية المهمة وتوصلت الدراسات التي أجريت على الأحماض الموجودة في صنف " الخلاص " وهو من التمور الممتازة في محافظة الأحساء أن كلا من اللب والنواة تحتوي على " " 12 حمض أميني منها أربعة توجد بنسب عالية في اللب والنواة وهي الجلوتاميك والأسبارتيك والجليسين والسيرين بينما توجد أحماض الليسين والأرجنين والتربتوفان بكمية كبيرة في اللب وبنسبة قليلة في النوى .و تحتوي معظم أصناف التمور في مرحلة البسر البلح على الطعم القابض الذي ينجم على وجود التانين فقد أكد العالم " فينسون " أن التانين يترسب في طبقة قريبة من القشرة الخارجية للثمرة ويترسب التانين تدريجيا بتقدم التمرة في مراحل النضوج فيتحول إلى حبيبات غير قابلة للذوبان وبذلك يختفي الطعم القابض في الرطب وهناك بعض الأصناف التي تكاد تكون خالية من المواد القابضة في طور البلح مثل حلوة المدينة . و جاء في كتاب " القيمة الغذائية للتمور " للدكتور محمد كمل يوسف والدكتور بلبل رمضان أن اللون المميز للصنف يظهر دائما في طور اكتمال النمو " البسر " وتنحصر هذه الألوان غالبا في الأصفر والأحمر والبرتقالي .