لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في تغيير أسلوب الحياة العصرية من خلال إتاحة بناء شبكة علاقات اجتماعية واسعة للمشترك عبر القارات دون قيود. جاء ذلك بحسب التقرير التالي لصحيفة "مال " الاقتصادية: في كل أسبوع يخرج مولود جديد من شركات الانترنت ليجتذب تقييمات عالية جداً، عند تتبع تسلسل تطور مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت في 1995 عندما أنشئ موقع لطلاب المدارس الأمريكية classmates.com، وتبعه في 1997 sixdegree.com الذي سمح بإنشاء الملفات الشخصية، ثم 2002 friendster.com الذي أضاف وسيلة للتعارف والصداقات بين مختلف فئات المجتمع العالمي، تلاه في 2003 myspace.com و linkedin.com ووصل مستخدميه آنذاك 250 مليون مستخدم، ثم في 2004 تم إنشاء موقع facebook، 2006 twitter الذي بدأ كمشروع بحث لشركة odeo في سان فرانسيسكو ثم قامت الشركة بفصل الخدمة عنها وتكوين شركة جديدة باسم twitter في عام 2009 اللذان ساهما في إحداث تغييرات هائلة في المجتمعات العربية والعالمية على الصعيد التعليمي،والاجتماعي،والسياسي ،والتجاري ، والمهني والإعلامي. أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم صناعة هذا القرن من خلال الاستفادة من كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة، فأصبحت تستخدم بقوة في العالم وبسرعة كبيرة، كما أكد الخبراء في مجال التكنولوجيات الحديثة أن تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية ينمو بشكل متزايد فلا يمكن تجاهل التأثير القوي لوسائل الإعلام الاجتماعية على الشعوب ودفعها للتحرك والمشاركة في الحياة العامة، فلهذه الوسائل الافتراضية قوة حقيقية لا يمكن الاستهانة بها مستقبلاً. شكلت مواقع التواصل الاجتماعي على شاكلة facebook و twitter بيئة خصبة لعمليات استثمارية كبرى على عدة مجالات مالية وتسويقية نظراً لزيادة عدد مستخدمي هذه المواقع، كما تم الاستعانة بها من قبل الشركات استقطاب الكفاءات العالية من المهنيين والبحث عن الموظفين المحتملين. المواقع الاجتماعية تزخر بملايين المستخدمين مما يحفز على التجارة الالكترونية، وإلى جانب أنها أصبحت تلبي اهتمامات المستخدمين من كل الفئات وتوفر لهم المعلومات التي يحتاجونها، من خلال تقديم خدمات إحصائية تساعد أي مستثمر في مراقبة عمله وخططه التي وضعها وتعديلها. تلعب هذه المواقع دوراً مهماً في أبحاث التسويق والتعرف على ردود أفعال الناس وتوجهاتهم وأذواقهم، فضلاً عن انطباعهم عن المنتجات والخدمات من خلال تفاعلهم العفوي، فحسب التقرير الصادر عن مؤسسة y2d للأبحاث أن عدد مستخدمي facebook وصل إلى 1.1 مليار شخص، وأن 23٪ من مستخدميه يتفقدون حساباتهم 5 مرات يومياً، ويؤمن 74٪ من المسوقين أن الفيسبوك مهم في استراتيجية كسب العملاء الجدد، بينما وصل عدد مستخدمي twitter 500 مليون شخص ويشهد 288 مستخدم شهرياً، الذي بدوره خلق بيئة خصبة لعمل العديد من الأبحاث السوقية على عدد كبير من المستهلكين إلى جانب اغتنام الفرص الاستثمارية في مواقع التواصل الاجتماعي. معظم المشاريع التي تم تأسيسها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي معتمدة على استخدام هذه المواقع في عملية الترويج والتسويق للممشروع ووسيلة للتواصل مع المستهلكين، ولضمان نجاح واستمرارية المشاريع لابد من مراعاة جوانب أساسية لأي عمل تجاري يتم اتباعه عن طريق الإنترنت من خلال توفر ثلاثة أعمدة لنجاح التجارة الالكترونية، أولها توفر البنية التحتية تشمل توفر وسائل متعددة وفعالة للاتصال بالشبكة العنكوبتية وتوفير طرق مختلفة للحماية والتحقق من مصداقية المواقع وغيرها من العوامل، ثانيها بوابات الدفع فتسهيل عملية الدفع لصاحب الموقع والمستهلك يعتبر محفز كبير جداً للبدء بمشروع تجارة الكترونية فيمكن الرجوع إلى بوابات دفع عالمية معتمدة على البطاقات الائتمانية أو الحسابات البنكية أو خدمة مثل سداد أو بطاقات المسبقة الدفع، ثالثها وأهمها نظام العناوين من خلال الوصول إلى نظام عناوين متور يقوم على ترقيم كل منشأة أو بيت برقم فيزيائي محدد ليكون هو العنوان الذي تستقبل عليه البريد والرسائل. إلى جانب ما سبق فلابد من تسليط الضوء على أهمية العلامة التجارية للرفع من قيمة المنتج، وعدم استسهال عملية التسويق والترويج للمنتجات الخاصة بشكل مجاني، حيث يعود سبب فشل الكثير من المشاريع المستثمرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى غياب العلامة التجارية مما يؤدي إلى عزوف المستهلك عن شراؤها. مع استمرار تطور مواقع التواصل الاجتماعي بدأ أثرها يظهر على الموارد البشرية وعلى عملية التوظيف، فحسب استبيان bayt.com حول العلامة التجارية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2013م فإن 61٪ من المهنيين تتطلع شركاتهم على صفحات المرشحين على الإنترنت بل القيام بتوظيفهم، وأشار استبيان آخر حول توظيف الكوادر الإدارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2012 أن 50٪ من المهنيين يصرحون أن الإنترنت هو أفضل وسيلة للبحث عن كبار المهنيين. كما أشار تقرير آخر نشر على مجلة التايم الأمريكية إلى ارتفاع عدد الشركات التي تلجأ لمثل هذا الأسلوب بالإضافة للشركات الراغبة في استخدام الطريقة بنسبة 92٪ في أمريكا، 73 ٪ من الشركات ستدخل على حسابات مقدمي طلبات التوظيف حتى وإن لم يتم تزويدهم باسم الحساب. لم يقتصر الأثر الإيجابي لمواقع التواصل الاجماعي على الفرص الاستثمارية والتوظيف المجتمعي، بل امتد إلى توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في خدمة بعض الحملات التوعوية الدينية ومن أشهرها الحملة الأخير التي قام بها شباب حملة ابتسم إنها سنة، حيث يسعى الشباب أن يكون المشروع مؤسسة كبيرة ستنفذ ما يزيد عن 15 فكرة بين برامج وإعلانات بدعم من الجهات الرسمية والخيرية لتوصيل القيم الإسلامية وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام. وما فعله سمير نوراني باكستاني الأصل عندما قام بالتخلي عن وظيفته كمصرفي ومستشار وأسس شركة hoodere، التي أنتجت تطبيق يعمل كمساعد شخصي افتراضي ينسق بين الشبكات الاجتماعية الموجودة عبر جمع المعلومات من مجموعة خدمات على شبكات التواصل الاجتماعي.