حديث الوسط الاستثماري عالميا منذ أيام هو خبر طرح موقع التواصل الاجتماعي الأشهر على الإنترنت فيس بوك Facebook للاكتتاب، حيث أعلنت الشركة نيتها جمع 5 مليارات دولار من خلال عملية الطرح العام الأولي في أسهمها. فيس بوك بدأ كفكرة لطالب جامعي (مارك زوكربيرغ) بغية تسهيل عملية التعارف الاجتماعي بين منسوبي جامعته، ليتوسع نطاق الموقع بعد ذلك ليشمل جامعات أخرى، وبعد نجاحه المبدئي واهتمام الممولين بتعميم الفكرة لمستخدمي الإنترنت، توسعت الخدمة لتصبح من أكبر المواقع الخدمية المتخصصة في التواصل الاجتماعي على الإنترنت. ويتوقع أن تكون عملية الطرح العام لأسهم الشركة الأنجح والأكبر في تاريخ شركات تقنية المعلومات وقطاع الإنترنت، علما بأن تقييم الشركة وصل إلى 100 مليار دولار (جوجل كمقارنة جمعت 1.2 مليار دولا من عملية الطرح في 2004). بلغ عدد المستخدمين المسجلين في الخدمة أكثر من 845 مليون في أواخر 2011، ويزور الموقع 640 مليون متصفح يوميا، وهو ثاني أكثر موقع زيارة على الإنترنت بعد محرك البحث جوجل الذي يزوره 730 مليون. عوائد الشركة بلغت 52 مليون دولار في العام 2006، لتحقق بعد ذلك نموا هائلا في العوائد وصل إلى 4 مليار و 270 مليون دولار في 2011، وتشكل الإعلانات غالبية هذه العوائد. موقع فيس بوك حاليا يعتبر من أهم الأدوات التسويقية على الإنترنت للشركات والمنظمات بمختلف توجهاتها، حيث تجمع شبكة التواصل الاجتماعي ميزتين تسويقيتين هامتين: التسويق المباشر، والمصداقية عند المستهلك. موقع فيس بوك حاليا يعتبر من أهم الأدوات التسويقية على الإنترنت للشركات والمنظمات بمختلف توجهاتها، حيث تجمع شبكة التواصل الاجتماعي ميزتين تسويقيتين هامتين: التسويق المباشر، والمصداقية عند المستهلك (نظرا لأن أغلب الرسائل الإعلانية تأتي من خلال أحد الأصدقاء أو المعارف). أثر فيس بوك على العالم العربي عموما ظهر بشكل واضح بدايات العام 2011 من خلال استخدام الموقع كوسيلة تواصل رئيسة من قبل الشباب في ثورات الربيع العربي، ولا تكاد تجد شركة كبيرة الآن إلا ولها صفحة على الموقع، وبدأ بعد ذلك اهتمام الجهات الحكومية كالوزارات والمصالح المختلفة في التواصل عن طريق الخدمة لما لها من جاذبية كبيرة للمستخدمين. الآثار التي ترتبت على نجاح فيس بوك لها عدة أوجه : اجتماعية، سياسية، اقتصادية، وتنموية؛ والتفصيل في أثر الشركة على هذه الجوانب المتعددة يطول وله أناسه الذين هم أقدر على شرحه. ومستقبل الشركة من وجهة نظر استثمارية مبشر على المديين القصير والمتوسط، لكن عدة تحديات تواجهها الشركة قد ترفع نسبة المخاطرة الاستثمارية فيها، وعلى الأخص: القدرة على التوسع والتنافسية في أسواق الصين والهند؛ المشاكل القانونية الناتجة عن انتهاك الخصوصية أو انتهاك براءات الاختراع في مجال الاتصالات والإنترنت أو استخدام منصة الخدمات في القرصنة الرقمية؛ والتطورات السريعة في مجال الهواتف الذكية. ما يهمنا هو أن المستثمر السعودي يواجه إشكالية هامة وهي مدى شرعية الاستثمار في أسهم فيس بوك، وهذه أتركها لأهل الاختصاص لبحث فكرة بدأت بنقرة ووصلت لمائة مليار! Twitter | @alkelabi www.alkelabi.com