يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقامة حلفٍ بين إسرائيل ودول إفريقية بهدف تشكيل حزامٍ ضدَّ دول عربية في إفريقيا تحسبًا من صعود حركات إسلامية إلى الحكم فيها، ومن أجل تنفيذ ذلك يعتزم نتنياهو زيارة عدة دول بينها جنوب السودان في مطلع العام المقبل. وقالت صحيفة "معاريف" اليوم الأربعاء: إنّ نتنياهو سعى خلال الشهور الأخيرة إلى إقامة حلف مع عدة "دول مسيحية في إفريقيا من أجل تشكيل ما يشبه حزامًا في مواجهة الإسلام الصاعد في دول شمال إفريقيا في أعقاب أحداث (الربيع العربي)". ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى أنّ "التغيرات الجارية في شمال إفريقيا تؤثِّر أيضًا على باقي دول إفريقيا، التي تخشَى من احتمال تعزّز قوة الإسلام وتأثيره على القارة كلها، وهذه مواضيع تقلق طبعًا الدول المسيحية في القارة، ولدَى إسرائيل التي تتخوَّف هي الأخرى من صعود الإسلاميين، ما تطرحه في هذا الحلف". وأضاف: "الحديث يدور عن مصلحة إستراتيجية لإسرائيل من خلال إقامة علاقة متينة مع دول القرن الإفريقي التي تشكل بوابة الخروج الجنوبية لإسرائيل سواء بالجوّ أو البحر". وأوضحت "معاريف" أنّ المصالح الإسرائيلية في إفريقيا تتمثل بعدة نواحي بينها الناحية الأمنية من خلال توثيق التعاون الاستخباراتِي والأمني في محاولة لمواجهة تصاعد "الإسلام " وتغلغل إيران في إفريقيا. وهناك مصلحة سياسية لإسرائيل في حلفٍ كهذا من خلال تجنيد دعم الدول الإفريقية غير العربية لها في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، وفيما يتعلق بالمصلحة الاقتصادية فإنّ إسرائيل تأمل بزيادة نشاطها الاقتصادي في مجالات الزراعة والاتصالات والبنى التحتية في هذه الأسواق الآخذة بالتطور. وأضافت الصحيفة أنّ نتنياهو يعتزم القيام بزيارات رسمية إلى كلٍّ من أوغندا وكينيا وربما إلى إثيوبيا وجنوب السودان أيضًا في مطلع العام المقبل. واستقبل نتنياهو قبل أسبوعين الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ورئيس الوزراء الكيني رائيلا أودينغا اللذين وجهَا دعوة له بزيارة دولتيهما ويعمل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا على تنسيق جولة نتنياهو في هذه الدول.