كشف الموقع الأمني الاسرائيلي «تيك ديبكا» في تقرير نشره أمس عن أن رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو قطعا وعداً لرئيس الحكومة الكينية ريالا أودينغا، خلال زيارته الأسبوع الماضي الى فلسطينالمحتلة، بالعمل لاقامة محور لمواجهة ما أسموه «التطرف الاسلامي» يشمل دول القرن الافريقي وشرق أفريقيا أثيوبيا، كينيا، جنوب السودان، وتنزانيا التي تسكنها أغلبية مسيحية تُقدر ب 138مليون نسمة. وبحسب الموقع فقد أبدت (اسرائيل) استعدادها لمنح جيوش تلك الدول مساعدات عسكرية تتضمن طائرات بدون طيار، وطرادات بحرية، ومدربين عسكريين، وأسلحة وعربات مدرعة، ووسائل تعقب الكترونية، وذلك حتى تتمكن هذه الدول من محاربة «القاعدة» والمنظمات الاسلامية «المتطرفة» الأخرى. وتهدف (اسرائيل) من تقديمها لهذه المساعدات العسكرية الى وقف انتشار التأثير الايراني في هذه المناطق وتأمين قواعد عسكرية لقواتها الجوية والبحرية على طول خليج عدن، منطقة شرق المحيط الهندي، عقب تكثيف ايران لتواجدها العسكري هناك. وقال نتنياهو لرئيس الحكومة الكينية أودينغا أن (إسرائيل) تريد إقامة تحالف ضد ما وصفه بالأصولية في شرق أفريقيا في كينيا واثيوبيا وجنوب السودان وتنزانيا. وذكرت مصادر «تيك ديبكا» أن هذه الخطوة من جانب (إسرائيل) تجعلها مشاركة بشكل مباشر في الحروب التي تديرها تلك الدول. ومنها الحرب التي بدأتها كينيا في السادس عشر من اكتوبر (تشرين الأول) الماضي حينما دخلت قواتها الأراضي الصومالية لقتال جماعة الشباب المرتبطة ب»القاعدة». وفي جنوب السودان حيث تدهورت الأوضاع هناك على طول الحدود مع السودان، لدرجة أن أصبحت الدولتان على وشك الدخول في حرب، قدمت (إسرائيل) مساعدات للرئيس سيلفا كير لموازنة الدعم العسكري الذي يتلقاه الرئيس السوداني عمر البشير من الخارج. وبهذا تكون (إسرائيل) قد عادت وبقوة لتنشط في أفريقيا بعد توقف دام 40 عاماً. كذلك أقامت (إسرائيل) حزاماً ضد الحركات الاسلامية في أفريقيا، وخاصة «الاخوان المسلمون»، الذين تمكنوا من بعد موجات «التمرد العربي» -على حد وصف الموقع الاسرائيلي- من الوصول الى مراكز الحكم في تونس وليبيا ومصر. وأكدت مصادر الموقع الخاصة أن هذه التحركات الاسرائيلية تمت بالتنسيق مع إدارة الرئيس باراك أوباما في واشنطن. وهذا يعني أن الولاياتالمتحدة تعمل من جهة للتقارب مع «الاخوان المسلمين» في دول شمال افريقيا العربية، وفي نفس الوقت تعمل مع (إسرائيل) وفرنسا على دعم وتقوية «غير المسلمين» في شمال وشرق أفريقيا ومنطقة القرن الافريقي. وقال رئيس الحكومة الكينية أودينغا في ختام زيارته الى تل أبيب في الثالث عشر من الشهر الجاري ان حكومته تلقت الدعم الاسرائيلي للتخلص من العناصر الاصولية العاملة في بلاده. ويشير هذا التصريح الى أن كلاً من بيريز ونتنياهو كانا حذرين من تقديم وعد لكينيا بالتدخل عملياً في غزو الصومال، خاصة أن تل ابيب وواشنطن حريصتان على عدم الدخول والتواجد عسكرياً هناك بأي شكل. وفي المقابل وبرغم أن كينيا ترى أن غزوها للصومال يأتي لإبعاد التهديد الذي تشكله حركة الشباب الصومالية على حدودها الجنوبية، خاصة بعد قيام الحركة مؤخراً بعدة عمليات اختطاف لرعايا غربيين هناك، الا أن (إسرائيل) ترى أن تقديمها الدعم لكينيا في حربها هذه تغنيها عن العمل مباشرة في الصومال. وهذا هو سبب تأكيد الرئيس الكيني خلال زيارته بأن (إسرائيل) ستساعد قوات الشرطة في بلاده في ملاحقة وتدمير شبكة «الشباب». ومنذ دخول الجيش الكيني للاراضي الصومالية، نفذت حركة الشباب عدة عمليات في العاصمة الكينية نيروبي. وقالت مصادر الموقع العسكرية أن الهدف الاساسي للقوات الكينية العاملة في الصومال هو احتلال المدينة الساحلية كيسمايو الواقعة على ضفاف المحيط الهندي. وهذه المدينة تعتبر عاصمة ميليشيا حركة الشباب ومصدر دخلها الرئيسي. وفي حال سقوط كيسمايو في يد قوات نيروبي ستسيطر كينيا تقريباً على كامل الجنوب الصومالي. الا أنه لا يبدو حتى الآن أن الجيش الكيني يستطيع القيام بذلك، ولهذا اكتفى الكينيون بقصفها من الجو. والآن يجب الانتظار لرؤية مدى فاعلية المساعدات العسكرية الاسرائيلية التي بدأت تتدفق فعلاً للجيش والشرطة في كينيا لتحقيق هذا الهدف.