قالت مصادر ليبية، إنّ هناك حراكاً داخل الجيش الليبى تقوده شخصية رفيعة المستوى فى الجيش، وأضافت أن هذا التحرك قد يؤول إلى تطور مهم وقد يعمل على حسم الموقف. ونقل موقع "الجزيرة نت" عن وكالة قدس برس أنّ مصدر سياسى ليبى فى بريطانيا قال إنّ انقلابا عسكرياً يتم تنفيذه، ويقوده نائب رئيس الأركان، المهدى العربى. وذكر المصدر أن معارك ضارية تدور بين بقايا حرس اللجان الثورية المقربة من القذافى وأنصار المهدى العربى، وأن الإعلان عن الانقلاب ربما يتم بعد حسم الأمور لصالحه. وأضاف المصدر: "هناك أنباء عن أن معارك ضارية تدور الآن بالقرب من مقر القيادة وأن قائد الفرق الخاصة، عبد الله السنوسى قد أصيب فيها، وربما يكون قد قُتل". وصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافى إلى العاصمة الليبية طرابلس، وتصدت لها بالرصاص قوات الأمن ومن يسميهم المتظاهرون "مرتزقة"، حيث سقط مئات القتلى والجرحى حسب شهود عيان. فى هذه الأثناء أعلنت أكبر قبيلتين فى ليبيا، وهما ترهونة وورفلة، اللتين يناهز عدد أفرادهما مليونين، انضمامهما إلى المحتجين ضد القذافى، كما هددت قبيلة الزوية بقطع إمدادات النفط إذا لم يتوقف قتل المتظاهرين. وأبلغ شهود عيان عن إطلاق نار فى شوارع طرابلس، وقالوا إنهم شاهدوا العديد من السيارات تحترق. وقال الناشط عبد الحكيم فى اتصال مع الجزيرة من طرابلس، إن هناك دعوة إلى تنظيم مسيرة مليونية فى المدينة اليوم، الاثنين، وأضاف أن الدعوة موجهة إلى باقى المدن والمناطق القريبة من طرابلس للتوجه إليها من أجل المشاركة فيها. ومن جهته، قال شاهد العيان الدكتور عبد الرحمن السويحلى، إن المواجهات التى اندلعت فى طرابلس مساء أمس، الأحد، وفجر اليوم أسفرت عن سقوط مئات بين قتيل وجريح. وأشار إلى أن هذه المواجهات لا تزال مستمرة إلى الآن فى كثير من أنحاء المدينة، كما أكدت مصادر أن اشتباكات تدور فى الساحة الخضراء بطرابلس بين آلاف المتظاهرين وأنصار القذافى. وأضاف السويحلى فى اتصال وفقاً للجزيرة، أن الكثير من الجثث والجرحى لا تزال فى الشوارع، وأن مستشفيات المدينة امتلأت بالمصابين والجثث. وأكدت شاهدة عيان أن من وصفتهم بمرتزقة أفارقة يطلقون الرصاص على المتظاهرين فى الساحة الذين قدر عددهم بحوالى 12 ألفاً. من جهته، ذكر شاهد عيان أن المتظاهرين تمكنوا من السيطرة على سوق الجمعة، فى قلب طرابلس بعد انضمام الأمن إليهم وظهور أجواء فرح وسط المحتجين. وأشارت مصادر أخرى، إلى أن المحتجين اقتحموا مبنى الفضائية الليبية فى طرابلس، فى حين ذكرت وكالة رويترز للأنباء، أن مئات الأشخاص هاجموا موقع بناء تديره شركة كورية جنوبية فى المدينة. وأفادت مصادر بحدوث إطلاق نار كثيف داخل كتيبة باب العزيزية بطرابلس، مشيرة إلى أن قوة من الدعم المركزى والشرطة انضمت إلى المتظاهرين وتحاصر من يوصفون بالمرتزقة، وأن معظم الشوارع أصبحت تحت سيطرة الجماهير. ومن جهته، قال المقدم أحمد عثمان، الضابط فى الأمن العام الليبى، إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير فى العاصمة طرابلس. أما الدبلوماسى الليبى، أحمد جبريل، فقد أكد أنّ هناك دعوات فى مدينة البيضاء شرق البلاد للتوجه إلى طرابلس من أجل مساندة المتظاهرين هناك، وقال إنه ليس مستبعدا أن يتوجه أعضاء الجيش والأمن الذين انضموا للمتظاهرين إلى طرابلس لمساندة المحتجين.