تواصلت التنديد الدولي الصارخ بأحداث العنف التي اودت بحياة المئات من ابناء الشعب الليبي،في وقت أعلنت فيه قيادة ضباط الجبل الأخضر انضمامها إلى الثورة الشعبية في ليبيا، في بيان أصدره الضباط، ونشر في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. وقال الناطق العسكري لقيادة منطقة الجيل الأخضر للقوات المسلحة في البيان رقم واحد”نعلن نحن ضباط وضباط الصف الموجودون في الجبل الأخضر وضواحيها انضمامنا الكامل إلى ثورة الشباب الشعبية”. وأكد الناطق أن القوات المسلحة في الجبل الأخضر تحت تصرف الشعب، وستسعى لحفظ الأمن والمنشآت العامة والخاصة، داعيا جميع منتسبي القوات المسلحة الالتحاق بوحداتهم أو أقرب وحدة إليهم. ومن المعروف أن سلسلة من الاستقالات للمسؤولين الليبيين أعلنت خلال الأيام الماضية، سواء داخل البلاد، أو من الدبلوماسيين الليبيين في الخارج. وقد قالت مصادر متطابقة للجزيرة والجزيرة نت إن العاصمة الليبية تخضع لحصار أمني محكم من قبل مليشيات أمنية ومرتزقة أجانب موالين لنظام معمر القذافي، لمنع وصول محتجين من مدن أخرى تحركوا لدعم المتظاهرين في طرابلس المطالبين بإسقاط القذافي. ووصف شاهد عيان من طرابلس الوضع في المدينة بالمخيف في ظل محاصرة مليشيات أمنية ومرتزقة موالين للقذافي العاصمة من جميع جهاتها، لمنع دخول إمدادات للمحتجين من مدن ليبية أخرى لإغاثة سكان المدينة من قمع السلطات. وأكد الشاهد ن “الثوار في طرابلس عزل لا يملكون شيئا، ويتعرضون لعمليات قتل من مجموعات المرتزقة الأجانب (الأفارقة) المنتشرين في شوارع المدينة ناشرين رائحة الموت والدمار”. ووجه نداء استغاثة باسم أهالي طرابلس إلى بقية المدن لإغاثة طرابلس من “بطش السلطات”، كما طالب الجيش بالانقلاب على القذافي لإنقاذ الشعب. وفي تصعيد للاحتجاج قالت هيئة ليبية تسمي نفسها “لجنة التنسيق الوطني” إنه إذا تعاونت الأسرة الدولية على فرض حظر جوي على ليبيا فإن ساعة الصفر لتطهير البلاد من هذا النظام المجرم تكون قد حانت، ودعت سكان طرابلس للخروج والتوجه نحو معسكر باب العزيزية للمواجهة النهائية مع النظام الحاكم. وخارج العاصمة طرابلس أكد جنود انضموا للمحتجين وشهود عيان أن شرق ليبيا بجميع مدنه لم يعد تحت سيطرة القذافي، بعد أن انتشرت “الثورة مثل النار في الهشيم في أنحاء البلاد”. وقد اعترف أمين مؤتمر الشعب العام محمد بلقاسم الزوي بصعوبة وصول المواد التموينية والطبية إلى مدينة بنغازي، وقال في مؤتمر صحفي صباح اليوم إن “الظروف صعبة في بنغازي، ففي المدينة أجانب ومهلوسون وفوضى، وهناك صعوبات لوجستية”. وقال إن المتسببين في الأحداث الحالية في ليبيا هم “قتلة مأجورون ممن باعوا أنفسهم لاستخبارات أميركية وإسرائيلية”، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق في هذه الأحداث “ستبدأ عملها بمجرد عودة الهدوء والقضاء على الفوضى الحالية في البلاد”. أدانت أطراف عربية رسمية وشعبية استخدام السلطات الليبية العنف ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية وتغيير النظام، ونددوا ب”المجازر البشعة” التي يرتكبها الأمن الليبي ضدهم، معربين عن تضامنهم مع الشعب الليبي “حتى يكمل مهمته”. فعلى الصعيد الرسمي قرر مجلس جامعة الدول العربية أمس وقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها، احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين. وفي حين كان موقفا قطر والأردن واضحيْن وصريحيْن، التزمت أغلبية الدول العربية الصمت تجاه ما يجري في الجماهيرية. تحديث الساعة 6:52 مساء: أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اليوم في روما أن اقليم برقة، أي المناطق الشرقية من ليبيا، والتي تضم خصوصا بنغازي والبيضاء ودرنة، لم يعد خاضعا لسيطرة حكومة معمر القذافي. وقال فراتيني خلال اجتماع نظمته جمعية سانت ايجيديو “لم يعد اقليم برقة خاضعا لسيطرة الحكومة الليبية وتشهد انحاء البلاد كافة مواجهات واعمال عنف”، وأضاف ان الحكومة الايطالية تطلب الوقف الفوري “لحمام الدم الفظيع” الذي “اعلنت عنه حكومة القذافي وتواصل تنفيذه”. وأعلنت ليبيا الثلاثاء عن حصيلة من 300 قتيل في اعمال العنف في البلاد التي تشهد انتفاضة غير مسبوقة منذ 15 فبراير توعد الزعيم الليبي معمر القذافي بسحقها، داعيا انصاره الى تعبئة صفوفهم الاربعاء “لتطهير ليبيا شبرا شبرا”.