رحم الله غازيا، فقد قاد معركة ضروسا هي من آخر معاركه في حياته، إنها معركة التأنيث، وبشكلٍ أخص تأنيث المحلات المتعلقة بالمستلزمات النسائية. كان يحارب على أكثر من جبهة. ويظن الظانون به أنه متآمر ويريد أن يهدم المجتمع من الداخل، لكنه كان مقداما لم يلو على شيء، وأسس المشروع العظيم، إنه إدماج المرأة في العمل بالسعودية. كانوا يقترحون عليه اقتراحات غير مدنية وغير عصرية مثل «العمل عن بعد» وغيرها من الأفكار، أصر على أن تكون الأنثى قابضة لوظيفتها، وأن تبيع المرأة ما يخص المرأة للمرأة. القصيبي كان رجل فضيلة، لم يرد للرجل أن يبيع القطع الصغيرة التي تفصل أجساد النساء رجل يلهث وراء المرأة ويعتبرها فرصة ثمينة وفريسة مستساغة، والتقارير الأخيرة التي تتحدث عن التحرش في السعودية كفيلة بتشجيع كل قرار يخص التأنيث. ثم أيهما أفيد لاقتصادنا أن نوظف نساءنا في هذه الوظائف، أم أن نصرف الملايين على عمالةٍ تغرف من خير البلد؟! أظهرت بيانات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توظيف ما يزيد على 160 ألف امرأة في القطاع الخاص، منذ صدور توجيهات عليا في شأن عمل المرأة، مقارنة بإجمالي عدد الموظفات قبل تلك التوجيهات والتي لم تكن تتجاوز ال70 ألف موظفة في جميع نشاطات القطاع خلال ال30 عاما الفائتة!! عهود محمد موظفة التقتها «المدينة» فقالت بوضوح: «تخرجت من الجامعة تخصص علوم وآداب منذ 6 سنوات، ولم أجد فرصة وظيفية تناسب تخصصي سواء في الدولة أو القطاع الخاص، مما جعلني أسيرة المنزل طيلة هذه الفترة إلى أن عرضت علي إحدى زميلاتي السابقات فكرة العمل بأحد معارض المستلزمات النسائية بأحد الأسواق التجارية الكبرى شمال العاصمة براتب أساسي يبلغ 4500 ريال شهريا مع عمولة بيع إضافية تصل ما بين ألف إلى 1500 ريال شهريا». المرجفون في الأرض يجعلون من كل تطور رذيلة، ثم يعودون بعد بضع سنوات ليتقاتلوا على ما كانوا يحرمونه بالأمس. واسألوا تعليم البنات، وتحريم الدشوش، ومنع الجوال أبو كاميرا، ولن تنتهي القائمة. رحم الله أبا يارا وأسكنه فسيح جناته.