الذين يرون الأزمة التي مررنا بها في الخليج عابرة هم واهمون، والذين لا يرون ان الحرس الثوري بيننا هم واهمون، والذين يرون ان الأزمة كانت في التسامح الطائفي هم واهمون أيضا، لقد كانت الأزمة اكبر منا ومن تسامحنا باعتراف ساحة ما بعد الاحداث الاخيرة التي مرت بها المنطقة، لابحث عن تأجيج قدر بحثي عن وحدة ورخاء وعطاء لوطن نستظل بظله وقيادة واعية معبرة عن آمال جميع من يسكن هذا الوطن. الأزمة مع مشروعها الإعلامي الخائب كشفت الوجه القبيح للبعض من السياسيين ورجال الإعلام والكتاب في منطقة الخليج والوطن العربي،لقد كانت المفاجأة وسط الأزمة ان هناك أقنعة كنا نحسبها في الخليج وفي الوطن أصوات لنا، وجدناها ضدنا، أصوات حسبنها مع وحدة الوطن، ووجدنا في أبواقها ومقالاتها تحمل أجندة فارسية حاقدة. شكرا للأزمة وللأقنعة التي كشفت زيف الولاء والانتماء والوطن من خلال محاولتها تمرير مشروع الجمهورية الاسلامية الفارسية الفذة، ليس هؤلاء فقط بل ان هناك فئة «مع من غلب» وهم أسوأ بكثير من أصحاب الأقنعة الزائفة التي راهنت على نجاح المؤامرة عبر مشاريع ضيقة في أفقها كما في مملكة البحرين ودولة الكويت. لقد جاء المشروع الأخير ضمن عدد من مشاريع تصدير الثورة مررنا بها خلال الثلاثين عاما الاخيرة، الا ان الفرق بين المشاريع الماضية والمشروع الماثل في الأسابيع القليلة الماضية في مملكة البحرين ودولة الكويت يكشف أقنعة من عاش بيننا، كنا نحسبه يدين لهذه الأوطان بالولاء وإذ فيه يتنكر للوطن وللعقيدة وللطائفة ايضا. الأزمة بكل تداعياتها البغيضة كشفت أهمية ان يكون سكان الخليج امام خيارين لا ثالث لهما: ولاء مطلق للوطن والعروبة أو ولاء لدولة أجنبية وهنا عليهم ان يرحلوا اليها.