تقول الأخبار إن طالباً جامعياً من كلية الطب بجامعة الإمام (لاحظوا: من جامعة الإمام) يقود حملة توقيع على (face book) من أجل الضغط الاجتماعي بافتتاح دور للسينما . تقول الأخبار إن طالباً جامعياً من كلية الطب بجامعة الإمام (لاحظوا: من جامعة الإمام) يقود حملة توقيع على (face book) من أجل الضغط الاجتماعي بافتتاح دور للسينما وفقاً لضوابط محددة كقفلها وقت الصلاة وفتحها بقسمين للعائلات والشباب. ومرة أخرى، قرأت مقترح الشاب في صحيفتين وفي بضعة مواقع إلكترونية. وكلما أقرأ مثل هذه المواضيع المكررة أشعر تماماً أن بيننا جهازاً اجتماعياً خفياً يعيد طرح هذه القضايا على الرأي العام من أجل الإلهاء والتسلية. من أجل أن ننشغل بقضية محسومة نعرف تماماً أنها مجرد (جثث فكرية) محنطة لن تعود إليها الروح سواء بمليون توقيع على صفحة إلكترونية أو بمليار مقال في صحيفة يومية أو حتى بجلسة نقاش رسمية في الشورى أو طاولة الحوار الوطني. أشعر أن هذا الجهاز الاجتماعي الخفي يطرح هذه القضايا الميتة أمام الرأي العام كي تنشغل النخب بما هو (ميت) على حساب القضايا الاجتماعية الحية. كي نلوك في السينما بدلاً من ميزانية الأسرة التي استنزفها تواتر رمضان والعيد وعودة المدارس. كي تشحذ الأقلام (مع أو ضد) الفكرة عوضاً عن نقاش مناهج التعليم المحنطة مع بدء العام الدراسي. وكل قضية محنطة ومع كل (جثة فكرية) وأنتم بخير. ستلهينا قصة دور السينما حتى – بوابة المحرم – القادم ومن بعده سنتسلى بطوفان جديد لقصة السيارة والمرأة حتى نافذة ربيع الآخر، ومن ثم سندخل جدلية بني بيزنط عن عورات معرض الكتاب حتى مدخل جمادى قبل أن يسحبنا – أحدهم – إلى خرق جديد بفتوى مجلجلة لأن البطل يومها سيكون لا عن الفتوى ولكن عمن يغامر بالاختراق. ونحن بكل اختصار نكرر قضايا (عام) قديم ونعيد تكرار ذات العام مع كل سنة جديدة رغم أننا نعرف النتائج بالتجربة. وعلى جثتي ومسؤوليتي لن تقوم من التابوت أي جثة فكرية من بين كل الجثث. لن تفتح أبداً دور السينما ولن تركب المرأة على المقعد الأمامي من اليسار ولن يقف الاحتساب عن تعرض الكتاب وحتى الذين كانوا يفتون من الإستوديوهات المحلية سيذهبون إلى إستوديوهات دبي. كل القصة أن هذا الجهاز الاجتماعي الخفي يطرح للسوق الثقافي والإعلامي ذات الجثث الميتة كلما خشي ولادة فكرة حقيقية مزعجة.