انباؤكم - منصور القحطاني رسائل ومآسي تُضخ إلى بريدي الإلكتروني تتحدث عن معاناة مواطنين تشابكت خيوط البيروقراطية أمام مستقبلهم، وعرقلت مسيرتهم الوظيفية، وهددت بتقويضها، وتجاهلت حقوقهم، وتناست الأوامر السامية بترسيم بعضهم، أو أغفلت الوعود المقطوعة بتوظيف البعض الآخر، فتاهوا يبحثون عن ملجئ لهم من هذا الضياع والتهديد الوظيفي، فكانت رسائلهم موجهة إلى أصحاب السمو والسعادة والمعالي الوزراء. خريجو الصيدلة والأشعة.. فني الصيدلة (عادل الغامدي) يتحدث عن معاناة خريجي كليات العلوم الصحية (دفعات 1428 / 1429ه) - (1429/1430ه) على وجه التحديد قسمي (الصيدلة والأشعة)، ويرى أن وزارة الصحة دفنت مستقبلهم في أدراجها الموصدة بعد أن تعهدت بتوظيفهم ثم تجاهلتهم، لتستقدم من الخارج من يسدون النقص في تخصصاتهم وتفضل الأجنبي على "ابن البلد"، ويرسل رسالة تهنئة لوزير الصحة بمناسبة مرور عامين كاملين بدون وظيفة، فكانت تهنئته ورسالته ومشاعره تتفجر ألماً وطمعاً في اهتمام معالي وزير الصحة ليفصل بين هؤلاء الخريجين وبين توأمهم السيامي (الفقر والبطالة)..! خريجو كلية المعلمين.. وأما خريج كلية المعلمين (عامر الصعيري)، فيتحدث عن مشكلته التي يشاركه فيها أكثر من 34 ألف خريج من الجامعات ومن كليات المعلمين يحلم كل منهم أن يتزوج ويبني أسرة صغيرة ويعيش حياة كريمة، ويرسل عاتباً على وزارة التربية والتعليم، مشتكياً من ضيق ذات اليد، مخنوقاً بحرقة البطالة، يسمي نفسه ذبيحاً تلته الوزارة إلى الجبين، ووضعت خنجر البطالة على نحره، لأنها رأت أنها تذبحه بسبب البيروقراطية، فكانت رسالته رسالة استغاثة إلى سمو معالي وزير التربية والتعليم تملأ المكان والزمان، بعد أن ضاق ذرعاً بالصبر..! معلمين على نظام الساعات.. (طلال المقاطي) معلم كيمياء على نظام الساعات، يقول بأنه كان موظفاً في إحدى الشركات عندما اتصلت به إدارة التعليم وطلبت التعاقد معه في الفصل الثاني، فترك وظيفته في الشركة وهرع إلى عقد الوزارة أملاً في الترسيم، وفي طريق الترسيم راجع وزارة الخدمة المدنية فأخبروه بأنه غير مسجل لديهم وأن بياناته لم تصل أصلاً من وزارة التربية والتعليم، فعاد لوزارة التربية والتعليم ليسألهم عن سبب عدم إرسال بياناته إلى وزارة الخدمة المدنية فأخبروه بأنه لم يتجاوز اختبار قياس حتى يرسلوا بياناته، يقول : الغريب أن الدفعة التي قبلنا وهم المتعاقدين في الفصل الأول تم ترسيمهم بدون أن يتجاوزا اختبار القياس!، ويطالب بالمساواة مع زملائه، ويعبر عن حزنه وأسفه ومرارته لأنه استقال من الشركة ليتعاقد مع الوزارة التي تنوي بدورها أن تعيده إلى سيرته الأولى وهي البطالة!، يقول هذه ليست مشكلتي لوحدي وإنما مشكلة مئات المعلمين المتعاقدين ومنهم من تجاوز اختبار قياس ولم يتم ترسيمه، ويشاركه في هذا الهم كل من (عبدالله عايد العتيبي وخالد سعد الحارثي ونايف جمعان الزهراني وعبدالله حسن الحارثي)، بحق هي مشكلة تستحق أن تلتفت لها عناية وزير التربية والتعليم. بند محو الأمية في الجامعات السعودية.. (أم محمد) موظفة على بند "محو الأمية" في الجامعات السعودية، تسرد مأساة الموظفات على بند محو الأمية في الجامعات السعودية وتقول تم التعاقد معهن عن طريق كليات البنات على هذا البند المشئوم عندما احتاجت كليات البنات لموظفات يشغلن وظائف متنوعة، وتقول رغم القرار السامي بتثبيت جميع موظفي البنود إلا أنه لم يشملنا هذا القرار لأسباب لا يعلمها إلا الله!، تقول رواتبنا قليلة جداً لا تتجاوز 3000 ريال، ماذا يفعلن بهذا المبلغ الزهيد مع كل هذا الغلاء الفاحش في المعيشة وأجرة السواق وغيرها، وتقول: بأن النقل من منطقة من أخرى ممنوع!، وبسبب هذا تطلقت إحدى زميلاتها بعد أن مل زوجها من انتظار النقل، وأخرى تعلق زواجها لسنين طويلة في انتظار التثبيت حتى تتمكن من النقل!، تقول بأنهن محرومات من كل الامتيازات تقريباً ابتداءً بالتأمين والبدلات والدورات والبرامج والاقتراض من البنك والأمان الوظيفي وحتى الزواج والاستقرار العائلي..!، تشعر بالظلم والحنق وتعاني هي وزميلاتها على بند "محو الأمية" في الجامعات من هذه الممارسات التمييزية ضدهن، وتتساءل عن الأشخاص الذين أهملوا قرارات خادم الحرمين الشريفين بعد أن كانت بلسماً لجراحهن، وتناشد معالي وزير الخدمة المدنية ومعالي وزير التعليم العالي ومعالي وزير المالية بأن يتدخلوا لإنقاذهن من هذا التيه الوظيفي الذي لا يعرفون فيه حتى مسمى البند الذي يعملون عليه بعد أن زعم أحد الموظفين بأنه تم تغييره إلى مسمى آخر يرفض الجميع بأن يخبرهن به، وأن يطبقوا قرارات خادم الحرمين الشريفين على جميع العقود مقطوعة الأجر، والأمل في أصحاب المعالي كبير. متضرر من سيول جدة.. نايف بن شجاع بن سعيدان العاطفي، مواطن احترق في أتون الفساد مرات عدة !، الأولى في كارثة جدة، عندما دخل السيل إلى بيته ليعبث بكل ما فيه من أثاث ويشوه الجدران لتبقى آثاره التدميرية على ممتلكات الرجل شاخصة حتى الآن، والثانية في سيل بحرة الثاني بتاريخ (5 محرم 1431ه ) عندما اقتلع السيل سيارته وحولها لهيكل من الحديد لا حراك فيه، والثالثة عندما حاول أن يحصل على التعويض المقرر عدة مرات، وجاء بما يثبت الضرر، فأخبروه بأن أسمه سقط سهوا، وأن المستحق ليس نايف بل والده المتوفى منذ 29 عاماً..!، ولكي يحصل على التعويض لابد أن يحصل على توكيل من الورثة، وورثة الورثة!، وإلا فلا حق له مطلقاً..!، خطأ بسيط أسقط اسم الرجل سهواً ومعه اسقط حقه في التعويض، يقول لي : أتمنى أن يصل صوتي لأي مسؤول يخاف الله وينصفني..! ختاماً .. هذه الرسائل أنقلها هنا لشرح معاناة بعض المواطنين الذين يحلمون في خدمة الوطن وينشدون تقدمه وتطوره، يريدون أن يساهموا في بناء الوطن كل في مجاله، وفي نفس الوقت يريدون أن يمنحهم الوطن شيئاً من الحياة الكريمة وما يسد رمقهم ويحفظ لهم ماء وجوههم الذي يراق على أعتاب الوزارات، أو يهدر وهم يلوذون بالأقارب والأصدقاء ليمنحوهم شيئاً من المال الذي ما أن يصل إلى أيديهم حتى تتقاسمه الديون وضرورات الحياة الملحة..! طيب الله أوقاتكم..