أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استقالة حكومته، وقال ميقاتي إن الاستقالة بسبب خلافات حول قانون الانتخابات البرلمانية، وخوفاً من وقوع مؤسسة أمنية كبيرة في حالة فراغ، لذا قرر تقديم استقالته. وأكد ميقاتي في كلمته للشعب اللبناني أن "خلاص لبنان يكون من خلال الحوار وتشكيل الحكومة".
وقال ميقاتي إن الاستقالة راودتني مرتين، مرة أثناء تشكيل لجنة تحقيق في مقتل الشهيد رفيق الحريري، ومرة بعد مقتل الشهيد وسام الحسن.
وقالت وكالة رويترز للأنباء، في وقت سابق، إن مصادر وزارية أكدت أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قد يستقيل من منصبه اليوم الجمعة بعد أزمة في حكومته بسبب الاستعدادات للانتخابات البرلمانية ونزاع بشأن تمديد عمل مسؤول أمني كبير.
وقالت المصادر: "في نهاية اجتماع للحكومة استمر ساعتين إن الرئيس ميشال سليمان علق أي اجتماعات أخرى للحكومة بعدما فشل الوزراء في الاتفاق بشأن القضيتين".
وعين ميقاتي رئيساً للوزراء في 2011 بعد أن أسقط حزب الله الشيعي وحلفاؤه حكومة الوحدة الوطنية التي كان يقودها سعد الحريري.
وخلال عامين في المنصب سعى ميقاتي لإبعاد لبنان عن الحرب الأهلية في سوريا التي عمقت التوتر الطائفي في لبنان.
وتسببت الحرب في سوريا وتدفق اللاجئين منها على لبنان والاضطراب الداخلي الذي يعانيه في الأصل في تباطؤ حاد للاقتصاد اللبناني وزيادة نسبتها 67 في المئة في عجز الميزانية العام الماضي.
هذا وصرح مراسل قناة "العربية" في طرابلس عدنان غملوش بقيام محتجين بغلق مدخل طرابلس الرئيسي عند ساحة النور بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على عدم التمديد للواء أشرف ريفي، مدير عام قوى الأمن الداخلي، وأشار إلى أن هناك مخاوف من تدهور أمني في طرابلس بشمال لبنان بعد استقالة رئيس الحكومة.
أما مراسلة قناة "العربية" في بيروت غنوة يتيم، فأشارت إلى أن استقالة الحكومة تعني دخول لبنان في حالة فراغ، وهذا ما يدعو إلى التخوف في الأيام المقبلة، إلى حين الدخول في انتخابات جديدة وحكومة جديدة.
وفي اتصال هاتفي مع قناة "العربية" صرح فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني السابق، أن هذه الاستقالة كان يجب أن تحصل منذ زمن بعيد بسبب تشكيل الحكومة منذ البداية وكذلك بسبب أداء الحكومة، وأكد أن الاستقالة في مصلحة لبنان وأنها قد تفتح المجال أمام إجراء جولة من الحوار.
في نفس السياق، صرح محمد علوش، عضو مجلس النواب اللبناني، لقناة "العربية" أنه يبدو أن ميقاتي كان يبحث عن مخرج للخروج من المركب الذي بدأ يغرق، وهو المركب الإقليمي المتعلق بمعسكر الممانعة.
وأضاف أنه أخذ قرار الاستقالة لقناعته بأن المعسكر الذي استند إليه لدخول الحكومة قد أصبح في موقع المنهار. كما أكد علوش أن النظام السوري يسعى إلى إحداث ثغرات تدخل لبنان في الفوضى.
من جانبه، أشار أسعد بشارة، الكاتب الصحافي بصحيفة "الجمهورية" اللبنانية بأن ميقاتي قبل أن يتسلم رئاسة الحكومة في أعقاب انقلاب نفذه حزب الله، وكان ميقاتي يطمح بقيادة المرحلة الانتقالية في لبنان في مرحلة حساسة حينما وصل الاصطدام السياسي على موضوع محكمة الحريري وما سماه حزب الله يومها ب"شهود الزور" إلى الحائط المسدود. وصرح بشارة لقناة "العربية" أنه منذ أن استلم ميقاتي الحكومة، وهو يدرك أن أكثرية الحكومة كانت لحزب الله وحلفائه، ولم يستطع أن يدير المرحلة الانتقالية بهذه الحكومة بطريقة سلسة وآمنة