زار مراقبو الجامعة العربية في سوريا الاربعاء 28 ديسمبر مناطق تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد بينها حي بابا عمرو في حمص الذي دخله عدد منهم، بينما اعلنت السلطات السورية اطلاق سراح 755 معتقلا اوقفوا في اطار الاحتجاجات. وقال رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية محمد احمد مصطفى الدابي ان مراقبي الجامعة العربية سيبدأون اعتبارا من مساء الاربعاء التحرك في درعا (جنوب سوريا) وادلب وحماة (شمال). وقال "ابتداء من مساء الاربعاء وفجر الخميس سيكون المراقبون قد انتشروا في ادلب وحماة ودرعا وفي محيط يتراوح بين 50 و80 كلم حول دمشق". وقال الدابي ان "16 مراقبا اضافيا وصلوا وسنواصل العمل مع الجامعة لدفع المجموعات الاخرى خطوة خطوة حتى يتم تغطية كل سوريا". وينضم المراقبون ال16 الى خمسين اخرين سبق وانتشروا خصوصا في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان فريق مراقبي الجامعة العربية دخل الاربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا) معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان "بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطاف". واوضح ان اهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لان مقدما في الجيش السوري كان يرافقهم. وقال المصدر نفسه ان اهالي بابا عمرو "طلبوا من رئيس اللجنة ان يدخل لمقابلة اهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين". وتابع انهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي "تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لانه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة". وقال المرصد ان "اللجنة توجهت بعد ذلك الى حي باب السباع حيث نظم النظام فيه مسيرة مؤيدة"، على حد قوله. من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان "المراقبين قاموا بجولة في عدد من احياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباع". وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة. وعبر المرصد السوري عن خشيته من ان "تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا". وقال متسائلا "هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي اخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة الى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة اماكن اعتقالهم ونحن نعرفها؟". ميدانيا اعلن المرصد "استشهاد طفل وشاب قتلا برصاص قوات الامن في حي باب عمرو في حمص كما توفي شاب متاثرا بجروح اصيب بها الثلاثاء". ونشر على موقف يوتيوب شريط يظهر فيه عدد من الاشخاص يقودون احد المراقبين العرب الى المكان الذي سجيت فيه جثة الطفل حيث قاموا باظهار مكان رصاصة اصابته في ظهره. وقام المراقب بأخذ صور للجثة. في محافظة حلب، اعلن المرصد "استشهاد مواطن من بلدة مارع متأثرا بجروح اصيب بها اثر قيام قوات الامن السورية باطلاق النار على عائدين من تظاهرة جرت في بلدة عندان شارك فيها الالاف وقاموا بقطع الطريق الدولي الرابط بين حلب وتركيا". واعلن المرصد ايضا ان "شابا في ال18 من العمر استشهد في درعا اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية على شبان عائدين من تظاهرة". وفي ريف دمشق "اصيب سبعة مواطنين بجروح اثر قيام قوات عسكرية امنية مشتركة باقتحام قرية العبادة القريبة من مدينة دوما". وفي مدينة حماة "اصيب سبعة مواطنين على الاقل بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حيي البارودية والفراية بينما كانوا يحاولون الوصول الى ساحة العاصي من اجل الاعتصام فيها". وفي محافظة ادلب، اعلن المرصد ان "قوات امنية سورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية حاس بريف ادلب واعتقلت 48 مواطنا واحرقت ثلاثة منازل لناشطين متوارين عن الانظار". وفي مدينة اريحا في محافظة ادلب، قال المرصد ان "اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة، ادت الى انشقاق مجموعة جديدة من الجنود". من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان السلطات الروسية "على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم الى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وايجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية". لكنه قال ان روسيا "قلقة" من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية على حد قوله الا تتعامل مع البعثة. لكن وزارة الخارجية الفرنسية رأت ان المراقبين العرب لم يمكثوا الا فترة قصيرة في حمص للتمكن "من التحقق من الوضع" على الارض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة. وقال المتحدث باسم الوزارة "على المراقبين العرب العودة دون تأخر الى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة احيائها ومن اجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان". اما منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، فقد اتهمت النظام السوري بانه قام بنقل ربما مئات المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية، داعية الجامعة العربية الى المطالبة "بدخول كل مواقع" الاعتقال "بموجب اتفاقها المبرم مع دمشق. وتقدر المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الانسان والاممالمتحدة عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 15 اذار/مارس بعدة آلاف، بينما تقول الاممالمتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا خلال تلك الفترة. من جهة اخرى، ذكر التلفزيون السوري الحكومي انه تم الافراج عن 755 معتقلا شاركوا في اعمال عنف ضد النظام، مع انتشار المراقبين العرب في بؤر ساخنة بالبلاد تنفيذا لبروتوكول بين دمشق والجامعة العربية. وقال التلفزيون في خبر عاجل انه تم الافراج عن "755 موقوفا تورطوا في الاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين". وكانت سوريا قد اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر انها افرجت عن 1180 سجينا. ويقضي البروتوكول الذي اقرته دمشق الشهر الماضي بهدف انهاء الازمة التي تشهدها البلاد بالافراج عن المعتقلين كأحد شروطه الاساسية، كما يدعو لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.