سعى المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، نيوت جينجريتش إلى امتصاص الغضب الذي رافق تعليقاته حول الشعب الفلسطيني الذي قال إنه "تم اختراعه،" فقال ناطق باسمه إنه مازال يؤيد قيام دولة فلسطينية، بينما تواصلت ردود الفعل التي وصلت إلى حد وصف تصريحاته بأنها "عنصرية." وقال آر سي هاموند، الناطق باسم جينجريتش،في سياق تقرير بثته شبكة ( سي ان ان ) الاحد 11 ديسمبر 2011 إن الأخير: "لم يتراجع عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وهو يؤيد المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى اتفاق سلام يحدد بالضرورة حدود الدولة الفلسطينية،" وذلك دون أن يعتذر عن التصريحات المثيرة للجدل. وتابع هاموند قائلاً إن فهم ما يصار إلى اقتراحه ومناقشته أمر يتطلب "فهم عقود من التاريخ المعقد،" مضيفاً أن هذا الأمر هو ما كان جينجريتش يشير إليه خلال المقابلة. من جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، المرشح الجمهوري إلى قراءة التاريخ مجدداً، وقال له إن الشعب الفلسطيني "يقطن هذه الأرض منذ فجر التاريخ وهو يعتزم البقاء فيها إلى يوم القيامة." أما حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فقالت إن جينجريتش "منفصل عن الواقع" ورأت أن تصريحاته تعبر عن "جهل وانحياز،" كما وصفتها بأنها "أسلوب رخيص للحصول على الأصوات المؤيدة لإسرائيل." وكان جينجريتش قد تحدث لقناة "جويش" التلفزيونية اليهودية الجمعة قائلاً "اعتقد أن الشعب اليهودي لديه الحق في الحصول على دولة.. تذكر، لم يكن هناك دولة فلسطين، بل كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية." ومضى يقول أعتقد أن الشعب الفلسطيني تم اختراعه.. الذين هم في حقيقة الأمر من العرب، وتاريخيا جزء من المجتمع العربي.. كان أمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن ولعدة أسباب سياسية تحملنا هذه الحرب ضد إسرائيل منذ الأربعينيات.. إنه أمر مأساوي." من جهته، رد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقوة على تصريحات جينجريتش قائلا إنها التعليقات "الأكثر عنصرية التي شاهدتها على الإطلاق". وقال عريقات، الذي شغل منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات مع إسرائيل والولاياتالمتحدة، إنه بهذه التصريحات يظهر "مدى حقيقة الأشياء الحقيرة التي يمكن أن تحصل في السياسة الأمريكية.. هذا التفكير ينبغي أن يكون تنبيها مقلقا للعالم." وتعليقات جينجريتش ، بعيدة عن مسار سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية التي تدعم حل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على دولتين، وتأتي بعد أيام من لقائه التحالف الجمهوري اليهودي في واشنطن، في مسعى المرشحين الجمهوريين للتنافس على أصوات اليهود.