سعى المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية نيوت غينغريتش، إلى امتصاص الغضب الذي رافق تعليقاته حول الشعب الفلسطيني الذي قال إنه «تم اختراعه»، حيث قال ناطق باسمه إنه مازال يؤيد قيام دولة فلسطينية. ونقلت شبكة CNN عن الناطق باسمه آر سي هاموند قوله إن غينغريتش لم يتراجع عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وهو يؤيد المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى اتفاق سلام يحدد بالضرورة حدود الدولة الفلسطينية، وذلك دون أن يعتذر عن التصريحات المثيرة للجدل. وتابع هاموند قائلًا إن فهم ما يُصار إلى اقتراحه ومناقشته أمر يتطلب فهم عقود من التاريخ المعقد، مضيفًا أن هذا الأمر هو ما كان غينغريتش يشير إليه خلال المقابلة. وفي مناظرة أقيمت مساء السبت في دي موين في ولاية ايوا (وسط)، دافع غينغريتش عن مواقفه في مواجهة منافسيه وعلى رأسهم ميت رومني. فبعد دقائق من بدء المناظرة التي نظمتها شبكة «ايه بي سي» وصحيفة «دي موين ريجيستر»، قبل ثلاثة اسابيع من موعد اول انتخابات تمهيدية، انتهز رومني الفرصة التي منحت له ليشدد على الفروق بينه وبين غينغريتش. وقال: «يمكننا ان نبدأ بفكرته اقامة مستعمرة على القمر لاستخراج المعادن منه»، مثيرا ضحك الجمهور. واضاف انه يعارض ايضا فكرة غينغريتش تشغيل الاطفال الفقراء لتعليمهم قيمة العمل. واكد رومني مجددا انه امضى حياته «في القطاع الخاص» وليس سياسيا في واشنطن مثل غينغريتش، الامر الذي لا ينظر اليه الامريكي الريفي بعين الرضا. ورد غينغريتش بحدة ان «السبب الوحيد الذي لم يصبح فيه (رومني) سياسيا محترفا هو هزيمتكم امام تيد كينيدي في 1994» في انتخابات مجلس الشيوخ. واعتبرت راشيل باين بروفسور العلوم السياسية في جامعة دريك في دي موين ان «ميت رومني والجمهوريين الاخرين سددوا ضربات قاسية جدا الى نيوت غينغريتش (...) لكنه دافع عن نفسه في الاجمال»، قبل ان تضيف ان ايا من المرشحين «لم يمس منافسه بشكل قاطع». من جهتها، هاجمت المرشحة المحافظة المتشددة ميشال باكمان بشدة غينغريتش ورومني معا، موضحة انهما يدافعان عن افكار معتدلة جدا مثل برنامج لاصلاح القطاع الصحي قريب جدا من برنامج اوباما او انقاذ المصارف الكبرى في وول ستريت. ورد غينغريتش على باكمان بالقول ان «الكثير مما تقولينه هو بكل بساطة غير صحيح». وبعد ذلك سعى رومني الى ابراز تميزه عن غينغريتش، فقال «اعرف نيوت غينغريتش انه صديق لكننا لسنا نسختين متطابقتين واعدكم ان يبقى الامر كذلك». الى ذلك، قال غينغريتش الذي يتعرض لانتقادات المتدينين من الحزب لطلاقه مرتين وخيانته الزوجية المعروفة، ان الخيانة «مشكلة حقيقية» وانه «ارتكب اخطاء». واستغل ريك بيري ذلك للقول «لطالما اعتقدت انك ان خنت زوجتك فانك ستخون شريكك في الاعمال. لذلك اعتقد ان الوفاء مهم». وفي مجال السياسة الخارجية، بقي غينغرينتش على مواقفه بعد تعليقات مثيرة للجدل بشأن الفلسطينيين. وقال في هذا الصدد «نحن امام شعب فلسطيني تم اختراعه هو في الواقع جزء من العالم العربي وينتمي تاريخيا الى المجتمع العربي». وامتنع المرشحون الخمسة الآخرون عن الموافقة على هذه التصريحات لكنهم اكدوا دعمهم لاسرائيل. وقال ميت رومني حاكم مساتشوسيتس السابق والذي يعد الخصم الرئيسي لغينغريتش: «نقف مع الشعب الاسرائيلي. اذا لم نتفق معهم كما حدث مع الرئيس باراك اوباما مرات عديدة، لا نقول ذلك علنا كما فعل بل في جلسات خاصة». ويشير رومني بذلك الى الخلافات التي جرى الحديث عنها علنا مرات عدة بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. اما رون بول المؤيد بشدة لانعزال الولاياتالمتحدة، فقد رأى ان تصريحات غينغريتش تقود بطبيعتها الولاياتالمتحدة الى «متاعب».