رقص المعارضون المسلحون في ليبيا فوق حطام الدبابات الحكومية الليبية وقدموا للاهالي الخبز والماء، السبت 26 مارس 2011، بعدما استعادوا بلدة أجدابيا وهي بوابة الشرق الليبي التي تحولت الى مدينة أشباح بعد قتال دام أياما. وأظهرت جثث متحللة لاكثر من 12 من مقاتلي الزعيم الليبي معمر القذافي وحطام المدفعية عند مدخل البلدة أن القتال كان شرسا. ولكن في وسط المدينة لم يكن هناك أثر يذكر للدمار وبدأ عدد قليل من السكان الذين لم ينزحوا من البلدة يخرجون من منازلهم التي بدت عليها اثار أعيرة نارية كثيفة. وأغلقت المتاجر أبوابها وخلت الشوارع تقريبا بينما كان مقاتلو المعارضة يجوبون بسيارات نقل صغيرة مطلقين النار في الهواء. وصاح أحد مقاتلي المعارضة "شكرا يا بريطانيا شكرا يا فرنسا شكرا يا أمريكا" مشيرا الى الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي بتفويض من الاممالمتحدة. وقال المقاتل سرحق عقوري ان القتال استمر طوال الليل. وأضاف "أجدابيا مدينة أشباح. الان ليس هناك سوى جثث الموتى والاسر التي لا تدري ماذا تفعل." وقال مسؤول في مستشفى ان من الصعب معرفة كم من الناس قد قتلوا حيث يبحث الاهالي عن جثث خارج البلدة. وقال أحمد محمد (21 عاما) وهو طالب انه سمع صوت المعارك ابتداء من الساعة 1600 بتوقيت جرينتش (6 مساء) يوم الجمعة حتى منتصف الليل بتوقيت جرينتش (2 صباحا بالتوقيت المحلي). ولم يتمكن محمود وأسرته من مغادرة أجدابيا. وأضاف "لم نستطع الهرب. كان ذلك صعبا للغاية. لم يكن لدينا من الطعام الا القدر اليسير." وتابع أن قوات الامن التابعة للقذافي أخذت الناس من منازلهم. وشكلت استعادة أجدابيا التي تمثل معبرا من غرب ليبيا الى شرقها الذي تسيطر عليه المعارضة دفعة معنوية كبيرة للمعارضة التي تقاتل لانهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود. وتناثر حطام المعركة حول البوابة الشرقية ورأى مراسل رويترز أربع دبابات مدمرة تابعة للقذافي. كما رأى صناديق ذخيرة وأعيرة نارية فارغة وصناديق متناثرة فوق الكثبان الرملية. وكانت هناك رائحة حريق قوية. وعلى الناحية الغربية كانت ثكنة للجيش مدمرة بفعل الضربات الجوية الغربية على ما يبدو.