عبر ملايين اليمنيين الذين أدوا صلاة الجمعة، 11 مارس 2011، في ساحات الإعتصام بصنعاء وغالبية مدن البلاد عن رفضهم لمبادرة الرئيس علي عبدالله صالح التي أعلنها أمس الخميس, مؤكدين إصرارهم على سقوط نظامه الذي يحكم البلاد منذ 33عاماً. وفي خطبة جمعة الصمود كما سماها من يصفون أنفسهم ب "شباب ثورة التغيير السلمية", ناشد الدكتور عبدالوهاب الديلمي، وزير العدل الاسبق, العلماء داخل اليمن وخارجه بإدانة "استخدام قوات الأمن لأسلحة كيمائية محرمة دوليا". وشيع مئات الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء يوم الجمعة، 11مارس 2011، جثمان أحد ضحايا إعتداء قوات الأمن الثلاثاء الماضي والذي ينتمي لقبيلة همدان المحيطة بالعاصمة صنعاء وأعلن والده أمام المحتشدين أنه رفض 30مليون ريال عرضتها السلطة عليه مقابل عدم تشييع جنازة نجله في جمعة الصمود. وأدى الملايين فيما أصبح يسمى "ساحات التغيير وميادين الحرية" في المدن الرئيسية في مختلف أرجاء اليمن وأدوا الصلاة على الشهداء الذين سقطوا في إعتداءات لقوات الأمن أو البلاطجة. وطالبت أحزاب المعارضة بمحافظة تعز الرئيس صالح بسرعة "إعلان قرار تنحيه عن الحكم، لتعود السلطة إلى مالكها الحقيقي وهو الشعب", وقالت أنه "لم يعد هناك أي مبادرات قابلة للتسويق". وأضافت ان "كل المبادرات قد أصبحت منتهية الصلاحية ولا صلاحية إلا للثورة الشعبية التي تطالب النظام بالرحيل". وقالت أحزاب المشترك التي يقودها تجمع الإصلاح الإسلامي في بيان وزعته عقب صلاة الجمعة انها "تنظر إلى ما قيل أنها مبادرة يقدمها رأس النظام لتربأ بنفسها وبالشعب اليمني كله أن يكلف نفسه حتى مجرد مناقشتها لأن الزمن قد تجاوزها، والظروف والواقع ما عادا يقبلانها، فالثورة قد حصرت مطالبها في مطلب واحد فقط وهو التغيير ولا يكون التغيير المنشود ألا بأن يستجيب النظام للرحيل". وكان الرئيس صالح أعلن أمس الخميس عن مبادرة أمام حشد من أنصاره بلغ عشرات الآلاف قدموا من مختلف المحافظات, ووعد بتعديلات دستورية وإستفتاء شعبي ليكون النظام السياسي للبلاد نظاماً برلمانياً وتتم الإنتخابات وفق نظام القائمة النسبية وهو ماكانت تطالب به المعارضة منذ عام 2005 حتى نجاح الثورتين التونسية والمصرية الشهرين الماضيين. وقبل مغرب يوم الجمعة, أصيب 3 شبان من المعتصمين بصنعاء جراء اعتداءات من يوصفون بالبلاطجة من أنصار صالح عقب تمدد المساحة التي تنص فيها الخيام من مختلف الإتجاهات. وقال شهود عيان ل(عناوين) ان البلاطجة يزعمون انهم من سكان المنازل الواقعة في منطقة الإعتصام ويحملون أسلحة كلاشنكوف وهراوات وبعضهم يحملون بنادق قناصة ويتمترس العشرات منهم على أسطح المنازل الواقعة على الشارع. وذكرت مصادر في اللجنة الطبية بالمستشفى الميداني أن 20 من جرحى إعتداء الثلاثاء تضرروا من الغاز الذي القته قوات الأمن كقنابل مسيلة للدموع لازالوا بحاجة للمصل الذي سيساعد على شفائهم من أعراض تدل على أن ما أستخدم هو غازات كيميائية تسببت لهم بتشنجات وأحدثت لأحدهم نزيف داخلي ولازال في العناية المركزة.