تصاعدت وتيرة المواجهات باليمن على منابر المساجد وفي بيانات الأحزاب والشارع, وخرج مئات الآلاف في مسيرات أعقبت صلاة الجمعة في العاصمة ومدناً رئيسية, وحملت المعارضة الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً المسئولية عن جرائم القتل والبلطجة التي طالت المطالبين برحيله. وتوافد منذ عصر الجمعة 18 فبراير2011, عشرات الآلاف من المحتجين على ساحة التغيير بمدينة تعز وسط اليمن, عقب الإعلان عن وفاة وجرح أكثر من 28 معتصماً عقب صلاة الجمعة التي وصفت ب"جمعة البداية", فيما خرج الآلاف بمدينة إب المجاورة عقب صلاة الجمعة ولم تحدث أي إشتباكات. وفي صنعاء خرج الآلاف من جامع جامعة الجديدة عقب الصلاة التي أكد خطيبها ضرورة التغيير وسقوط الطغيان, وحرم القتل أو الإعتداء على المتظاهرين من الطرفين (المؤيدين او المحتجين), وأنضم إليهم الآلاف على إمتداد شارع الجامعة, حتى وسط العاصمة, حيث حاصرتهم قوات الأمن ومنحت (البلاطجة) الفرصة للإعتداء عليهم وعدداً من الصحفيين. وكانت جمعة البداية في مدينة تعز التي شارك فيها وفود من محافظات يمنية عدة كان من بينهم 100مواطناً من مديرية سنحان بمحافظة صنعاء (مسقط رأس الرئيس صالح), واستمع المشاركين فيها لسورة الكهف، وعقب في الااستماع لخطبة الجمعة والصلاة، نهضوا مرددين شعارات تخاطب الرئيس: إرحل.. إرحل, و"بعد مبارك ياعلي" و"الشعب يريد إسقاط النظام". وعلى الجانب الآخر من مدينة تعز, التي منها وصل الرئيس صالح الى الحكم في 17يوليو1978م, (كان قائداً عسكرياً لها), حشدت الحزب الحاكم عشرات الآلاف في جمعة المدد والوفاء لصالح وأدو رقصات البرع والزاومل الشعبية، المطالبة بإستمراره بالحكم. وفي جنوب البلاد تواصلت المسيرات في مدينة عدن عقب صلاة الجمعة والتي قتل فيها شخص واحد ليصل عدد القتلى في عدن منذ أمس الأول إلى 5 قتلى, وخرجت عدد من مدن الجنوب في مسيرات في عتق شبوة وحوطة لحج وزنجبار أبين والضالع. ويتوقع ان تستمر المسيرات في مدينة عدن رغم إنتشار الجيش ومدرعاته في شوارعها منذ الأربعاء الماضي, حيث من المعتاد خروج المسيرات في هذه المدينة وغيرها من مدن الجنوب في فترة المساء. ودانت أحزاب اللقاء المشترك المعارض "القتل الجماعي البشع الذي إستهدف إنتفاضة تعز", وحمل الناطق الرسمي لها الدكتور محمد القباطي "السلطة والرئيس صالح شخصيا المسؤلية الكاملة عن نتائجها الدموية والتداعيات المنذرة بها". وأكد القباطي أن "الجرائم المقترفة بحق الإحتجاجات السلمية في عدن وتعز وصنعاء جرائم ضد الإنسانية ولن تسقط بالتقادم", وأضاف ان "القتلة و(البلاطجة) الملطخة أيديهم بدماء الشباب والمحتجين سلميا لن يمروا دون عقاب". وفي ساعة متأخرة من ليل (أمس) الخميس أصدر إتحاد طلاب جامعة صنعاء بياناً له عقب الإعتداءات على طلاب وناشطين أعتصموا ليلاً وفي الصباح في ساحة الجامعة وصفها ب"الممارسات الوحشية التي يمارسها بلاطجة الحزب الحاكم أمام بوابة جامعة صنعاء ضد الطلاب العزل الذين يمارسون حقوقهم". وحمل الإتحاد الرئيس صالح "المسؤولية القانونية عن كل ما تخلفه اعتداءات البلاطجة على المتظاهرين العزل" وأشار إلى رفض قيادة الإتحاد لدعوة تلقتها من الحزب الحاكم للقاء بالرئيس صالح. وخاطب اتحاد الطلاب "أعضاء الحزب الحاكم سواء كانوا أساتذة في الجامعات، او موظفين، او طلاب" بالقول "هل يشرفكم البقاء في هذا الحزب الذي أمتهن كرامة الطلاب في بوابة الحرم الجامعي، بالهروات (والجنابي) والسكاكين والرجم بالأحجار". ودان منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان "بشدة الاعتداءات الامنية واعمال البلطجة المدعومة من قبل السلطات الرسمية وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام وكافة اشكال الانتهاكات لحقوق الانسان المرتكبه بحق المتظاهرين السلميين في مختلف محافظات البلاد".