اكتظت «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء والشوارع المجاورة لها بمئات الآلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بعدما أدَّوْا الصلاة في «جمعة الصمود» أمس، وشيَّعوا الشاب عبدالله حميد الجائفي الذي قتل الثلثاء الماضي برصاص الشرطة، وسط هتافات مدوِّية بسقوط النظام وشعارات تؤكد بأن الاعتصام سيستمر حتى تحقيق مطالبهم كاملة، في حين أدى عشرات الآلاف الصلاة في «ساحات الثورة» في محافظات تعز وإب وذمار والحديدة وعدن وعمران ومأرب والجوف. وصدحت مكبرات الصوت أثناء التشييع بهتافات غاضبة وأناشيد وطنية، في حين كان عدد من أقارب القتيل يُلْقُون الخطابات ويؤكدون على المضي في «ثورة التغيير مهما كانت التضحيات». وقال الشيخ عايض يحيى عايض، أحد مشايخ قبيلة همدان التي ينتمي اليها الجائفي، ان «رهانات النظام على أبناء القبائل والتي صرف عليها مئات الملايين سقطت اليوم مع الثورة الشبابية وستسقط غداً ورقة الجيش التي لا يزال يراهن عليها». وفي مكان غير بعيد عن ساحة الاعتصام، كان عشرات الآلاف من أنصار حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم ومؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح يؤدّون صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها تسمية «جمعة التلاحم الوطني» في ساحة التحرير والشوارع المجاورة ليخرجوا بعدها في مسيرة رفعوا فيها صور الرئيس وشعارات تدعو الى نبذ الفوضى والعنف وتدين التمرد على الشرعية الدستورية، وهتافات مؤيدة للمبادرة التي أعلنها علي صالح أول من أمس، ونصت على اقامة نظام برلماني وصوغ دستور جديد قبل نهاية العام الحالي. وانضم أمس مئات من الأطباء والصيادلة والصحافيين الى الاعتصام في صنعاء. وردَّد الأطباء الذي انطلقوا في مسيرتهم من أمام «مستشفى الكويت» هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و «يا علي كافي كافي ارحل قبل القذافي». ومرَّت التظاهرات المعارضة والموالية بسلام، باستثناء عدن، حيث أصيب 14 متظاهراً برصاص قوات الأمن أثناء محاولتها منع المتظاهرين من الوصول الى دوار خور مكسر الذي يسيطر على مختلف الطرق من المدينة وإليها. وفي سياق مختلف، لقي اربعة جنود يمنيين مصرعهم وأصيب بضعة آخرون بجروح في منطقة دوعن، غرب مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، عندما تعرضت دوريتهم لهجوم من مسلحين مجهولين قال مصدر امني إنهم ينتمون على الأرجح الى تنظيم «القاعدة».