احتشد أمس الجمعة في اليمن مئات الآلاف، في عدد من المدن، للتأكيد على رفض منح الرئيس علي عبدالله صالح وكبار معاونيه حصانة من الملاحقة القضائية والمطالبة بمحاكمتهم. وأطلق على الفعالية اسم "جمعة مسيرة الحياة" نسبة إلى المسيرة الراجلة القادمة من مدينة تعز والتي من المتوقع ان تصل صنعاء اليوم بعد خمسة أيام من المشي على الأقدام. وحيا المتظاهرون الذين اكدوا على استمرار الثورة ورفض الحصانة لصالح ومعاونيه والمطالبة بمحاكمتهم مسيرة الحياة التي تعد اكبر مسيرة في ثورات الربيع العربي. ووصلت مسيرة الحياة تقدمها إلى صنعاء بعد ان انطلقت من تعز الثلاثاء الماضي وتوقفت للاستراحة في كل من اب ويريم وذمار ومعبر لتقطع بذلك ما يقارب 270 كيلومترا بعد أن انضم إليها الآلاف من المحتجين في مدن القاعدة وإب ويريم وكتاب والبيضاء وذمار ومعبر. وانتشر عشرات المسلحين من أنصار النظام في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء لمنع المسيرة من دخول العاصمة، لكن قبائل من محافظتي ذمار وصنعاء تعهدوا بحمايتها حتى تصل بسلام الى العاصمة. وقام مسلحون من من يطلق عليهم اسم "البلاطجة" بالاعتداء على المسيرة في قرية جهران. وقال مشاركون في المسيرة ل "الرياض" أنهم قاموا بإطلاق الرصاص والرمي بالحجارة كما قاموا بتكسير زجاج إحدى السيارات المرافقة للمسيرة. فيما أفاد شهود أن قوات الحرس الجمهوري وأجهزة أمن يمنية تقوم بالتفتيش الدقيق لكل السيارات القادمة من وإلى العاصمة عن طريق صنعاء تعز بهدف إعاقة المسافرين من خروج العاصمة على اثر قرب وصول مسيرة الحياة إلى صنعاء. ودعا شباب الثورة في صنعاء الى تنظيم استقبال كبير لمسيرة الحياة وسط توقعات بان تكون المسيرة هي الأكبر منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس صالح في يناير الماضي. واستقبل أبناء وبنات تعز التي انطلقت منها شراره الثورة استقبال الأبطال في كل المدن التي عبروا منها وصولا الى صنعاء، وقدموا لهم الاكل والشراب. وتهدف المسيرة الى توجيه رسالة الى المجتمع الدولي برفض منح الرئيس صالح ومعاونيه الحصانة والمطالبة بمحاكمتهم وانجاز أهداف الثورة وبناء الدولة المدنية الحديثة.